عدنان أبو زيد تتحدث صحيفة (ديلي نيوز) الصادرة باللغة الانكليزية في صفحتها المخصصة لأخبار تركيا والشرق الأوسط ، عن الجمال الكردي العراقي في مسابقة جمال انتظمت في أربيل عاصمة إقليم كردستان ، كما تراه العين (الأوربية) ، حيث بدا حسنا تميّز خصاله (الحشمة) والمحافظة التي تطرّز مظاهر الانفتاح الثقافي والاجتماعي الذي يشهد اقليم كردستان في العراق.
وتنقل الصحيفة في تقريرها ان" الفتيات الكرديات الاثنتي عشرة اللواتي شاركن في مسابقة الجمال ضمن مهرجان احتفالي اطلق عليه (هلا هولير) الاسبوع الماضي، حرصن على أداء متناسق عبّر عن توق نحو التماهي مع الانفتاح على العالم من غير انفصامية مع المحلية، وبدت حسناء الكرد شينه عزيز آكو (18 عاما) التي نالت لقب ( أول ملكة جمال في كردستان العراق)، فتاة تعبر عن ارثها وثقافتها وهي تقف واثقة تعرض الجمال الكردي على العالم".وتزيد في القول " ليس ثمة حاجة الى ثوب سباحة، أو مايوه، يستعرض مفاتن الجسد ويثير (التهيّج )، كما اعتدنا عليه في مثل هكذا مسابقات، اذ تصبح لغة الجسد المثيرة للغريزة صاحبة القول الفصل في الاختيار، بل ان المتسابقات حرصن على عرض الازياء الكردية قبل عروض الجسد والثقافة قبل الغرائز، والإرث قبل الحداثة (المنفلتة) ".وكانت عاصمة الاقليم اربيل، شهدت منافسات بين فتيات كرديات لحمل تاج الجمال الكردي في حفل نظمته شركة لبنانية.وانتظم في فندق (روتانا)، صحافيون وخبراء جمال وأزياء وممثلو قطاع السياحة، ومسؤولون محليون، في فعالية ثقافية، تخللتها موسيقا وحوارات.وبحسب مدير الإعلام في هيئة السياحة في الإقليم نادر روستاي في حديثه الى وكالة (فرانس برس) فإن "المسابقة حرصت على تقديم الجمال الكردي بطريقة تلائم عادات وتقاليد المجتمع ".وعلى عكس ما اعتاد عليه المتابع في مسابقات الجمال، تألق سحر الجمال الانثوي المتسم بالحشمة و(التماهي ) مع القيم الاجتماعية والثقافية، جاعلا من المسابقة أكثر من كونها تباريا في الحسن بالأسلوب الغربي الذي يراهن على تفاصيل الجسد الانثوي اكثر من أي شيء آخر.وتشير خبيرة التجميل الكردية (روز محمد) المقيمة في بلجيكا ان "اقامة مسابقة جمال في اقليم كردستان انجاز بحد ذاته، لاسيما وان اغلب البلدان المجاورة للعراق تجد صعوبة في تنظيم هكذا فعاليات، مما يعطي الدليل على مدى الاستقرار الذي يتمتع به الاقليم، ومظاهر الانفتاح والتواصل مع العالم من دون الانقطاع عن الجذور".وتتابع " لفت نظري ان المهرجان اطل على العالم بأسلوب محلي وليس تقليدا لمهرجانات مسابقات الجمال العالمية، وهذا ما يمنحه قيمة اضافية ".وتعتبر مسابقات الجمال مثار جدل في اغلب بلدان الشرق الاوسط لاسيما الاسلامية منها، وغالبا ما تثير جدلا ذا شجون يختلط فيه الديني الثقافي بالحضاري.وبسبب الاجندة المحافظة فان وقفات احتجاجية وتظاهرات تصاحب المسابقات في تلك البلدان، اذ يعتبرها محافظون متعارضة مع القيم الدينية والاجتماعية،ومناقضة الى الدِّين والحياء، ومحاولة لفرض الثقافات الغربية التي تحرص على توظيف جسد المرأة وأنوثتها لأغراض تجارية وجنسية.وتواصل الصحيفة " يجب ان نعترف، ان الحشمة تزيد من قيمة جمال الفتيات، هذا ما يجب ان نتعلمه ايضا ".وكانت لجنة لجنة التحكيم تألفت من الممثل اللبناني يوسف الخال، وطبيب التجميل نادر صعب والفنانة دينا حايك، اضافة الى عفاف جبر نائبة رئيسة جمعية السياحة الكردستانية، وشكرية رسول النائبة السابقة في برلمان الاقليم، و فرهاد بيربال المتخصص في فلسفة الجمال بجامعة صلاح الدين.وتعد مسابقة الجمال في كردستان سابقة في العراق بعد فترة انقطاع طويلة استمرت لعقود منذ اول مسابقة جمال اقيمت في نادي الصيد في حي المنصور ببغداد في أربعينات القرن الماضي، وفازت حينها رينيه دنكور بلقب ملكة جمال العراق للعام 1947