بغداد/المدىرسائل الموبايل وحدها كانت السبب الذي أزاح عتمة الليل عن عيون الزوج ليكتشف علاقة زوجته الغرامية مع مدرس ابنتها... أراد أن يقطع الشك باليقين فادعى انه مسافر كالعادة إلى عمله الذي يشرف عليه في مدينة حديثة ... ولكنه وصل إلى بيته فجأة ليجد زوجته بين أحضان المدرس!..
لم يتطرق الشك إلى ذهنه لحظة في سلوك زوجته او في إمكانية أن تتطلع بنظرها إلى غيره بعد أن بذل قصارى جهده في توفير الحياة الكريمة لها ولأولادها وتأمين مستقبلهم ... ولكن الصدفة وحدها كشفت تلك الغمامة التي حجبت نظره عن سلوك زوجته ... كان في بداية كل أسبوع يودع زوجته وأولاده للذهاب إلى عمله الذي يشرف عليه منذ قرابة السنتين ويعود إليهم في يوم الخميس عندما يوصله سائقه الخاص .. ولكن المهندس عندما كان يعود الى أحضان زوجته لينعم بحبها ويفرغ هموم أسبوعه المضني ... يلاحظ هنالك تغيراً واضحاً في سلوك زوجته ... حيث لم تستقبله زوجته بنفس اللهفة والشوق اللذين كانا يحدثان من قبل ... لاحظ تغيرا كبيرا في سلوك زوجته .. في البداية اعتقد أن مشاكل وهموم أولاده ومتابعة دروسهم وطلباتهم التي لا تنتهي هي السبب ... ولكن الواقع كان أكثر مرارة من مجرد تحمل مسؤولية الأولاد ... فأثناء جلوس الزوج في بيته ... انتهز فرصة انشغال زوجته بأعمال البيت ... وفجأت وقعت أنظاره على الموبايل الخاص بها ... التقطه بسرعة واخذ يقلب ملفاته الكثيرة حيث وصل إلى رسائل الموبايل ... وراح يفتش عنها ويتذكر رسائله التي كان يرسلها لزوجته وهو بعيدا عنها ... وكانت المفاجأة التي أذهلت عقله وجعلته يفقد السيطرة على نفسه عندما وجد رسائل غرامية أخرى مرسلة لزوجته من موبايل المدرس الخصوصي الذي يدرس ابنته الكبرى والذي كان يعرفه ويعرف رقم هاتفه المحمول وقد فتكت المفاجأة برأس الزوج الذي كان يأتمن زوجته على أولاده وأمواله ... وساورته الشكوك والهواجس بما هو اكبر من مجرد رسائل غرامية ... ولكنه أراد ان يقطع الشك باليقين قبل أن يواجه زوجته ... بعد أن تمكن من السيطرة على أعصابه ... فربما تكون تلك الرسائل مجرد مغازلة من المدرس لزوجته ... ولكن الزوج تدارك الأمر فلو كانت مجرد مغازلة فلماذا لم تعاتبه زوجته وتضع حدا لذلك ... أو إن لم تكن ترغب في ذلك لمنعته من دخول بيتها وتدريس ابنتها !.. شكوك وهواجس كثيرة سيطرت على عقل الزوج وكادت أن تفتك برأسه .. فقرر أن يقطع الشك باليقين حتى يستريح من تلك الشكوك ... لم يمض يوميا الخميس والجمعة بعد عودته الأسبوعية على خير لأنه كان في تفكير دائم ليضع خطة للخلاص من الشك القاتل ... ادعى أمام زوجته انه سوف لا يتمتع بالعطلة القادمة حيث يبقى هناك لأمور تتعلق بالمشروع الذي يشرف عليه ... وعندما جاء إليه سائقه الخاص يوم السبت ودع أولاده وزوجته كالعادة وركب سيارته أمامهم وبدل من أن يذهب إلى حديثة اتجه إلى بيت أخيه الكائن في المنصور ومكث فيه يراقب بيته ... وكل تحركات زوجته من بعيد .. وفي احد الأيام وبعد خروج أولاده إلى المدرسة شاهد سيارة المدرس الخصوصي تتوقف أمام داره ويترجل منها الأستاذ وترحب به زوجته ثم أدخلته إلى البيت ... اسرع المهندس إلى البيت وحاول فتح الباب بهدوء بعد أن سمع صوت زوجته وهي تعاشر المدرس الخصوصي وكان باب غرفة النوم مغلقا من الدخل ... سيطر المهندس على أعصابه وفكر في سمعته وسمعه أولاده وقرر في اليوم التالي رفع دعوى طلاق في المحكمة على زوجته للخلاص من الفضيحة وستر نفسه وعشيرته ... وبقيت زوجته الخائنة تبرر خيانتها ببعده عنها وأنها لا تستطيع فراقه ولكن الشيطان وسوس لها ذلك ...! وتدخل الأقارب لحل المشكلة ... ولكن بقي الزوج كاتما على سره ولم يفضح زوجته أمامهم خشية على سمعة بناته وأولاده ولسان حاله يقول (اللي يغيب عن العين يغيب عن الكلب).