 بغداد/المدىالقسم الأولكان مسؤولا كبيرا في احد البنوك يدير مع شقيقه هذا الصرح المهم في حياة المئات من الموظفين والعاملين، حقق ثروة هائلة يشك فيها البعض، ويرى البعض الاخر انها من عرق جبينه ! كان يعشق الحياة ويؤمن بان النساء هن متعة الدنيا الفانية ... خرج سالما غانما من كل نزواته الغرامية ...
 كانت كل امرأة وجبة مختلفة عن الاخرى ... لكنه لم يشبع ابدا ... يجيد تمثيل دور المحب حتى تقع الضحية ثم يتركها ترتدي ملابسها ويختفي من المكان ... ومن حياتها الى ان ظهرت في حياته (ن) . لم تكن (ن) سهلة ارهقته حتى استجابت للحديث معه .. ولم يكن الحوار مع امرأة جميلة يكفيه او يسد جوعه او يهذب رغباته . صبر عليها طويلا... كان يؤمن بأن لكل امرأة مفتاحا .. جرب كل المفاتيح ، لكنه فشل ... لم يبق لديه سوى مفتاح كلمات الغزل والحب ... حاصرها بمشاعر الحب والحنان ، حتى بدأت تتحدث عن بعض اسرارها ... شعر بانها الان فقط بدأت تقترب من باب قلبه ... اكتشف انها مريضة بالطموح رغم ضعف امكاناتها العملية، فهي كأنثى ظالمة الجمال ، مبهرة الفتنة ، صاعقة الحسن ، لكنها في النهاية لا تحمل مؤهلا سوى شهادة الثانوية ، عقدتها في الحياة ان زوجها حرمها من إكمال تعليمها في الكلية وقضى على شبابها وطموحاتها معا ! تظاهر (ع) بالتعاطف معها .. اقنعها بأنها ما زالت صغيرة ... وما زالت الأبواب مفتوحة امامها ... ساعدها في الالتحاق بوظيفة أحسن من وظيفتها الحالية وبراتب مجزٍ وكبير ... كان هو الذي يدفعه من جيبه .. رضخ زوجها واقتنع هو الاخر بانه ظلم زوجته وحبسها في قمقم كما كانت تردد هي! وعاد (ع) يلعب على كل اوتار الطموح الموجود عند (ن). ظل (ع) يعزف على الاوتار ستة اشهر كاملة ونالت كل ألحانه اعجاب (ن) بينما كانت تنهال عليها المكافآت والحوافز التشجيعية حتى تمكنت من شراء سيارة بعد أن كانت زبونة دائمة لسيارات الكيا ... عرفت محال الصاغة وصالونات الحلاقة ومحال الملابس الراقية ! وبعد عام صارت تحلم بمنصب مديرة العلاقات العامة في البنك الذي يديره احد أصدقائه ... حاولت الاتصال بـ(ع) لكنه كان قد بدأ الاختفاء غير الملحوظ حتى يؤكد لنفسه إلى أين وصل في علاقته مع (ن) ! طاردته هي ... شعر بسعادة بالغة ... وحينما التقت به أخيرا وجدت الأمر الإداري بالترقية الذي حلمت به قد تحقق وقد وقعه مدير البنك وجاء به إليها! بكت من الفرحة ... لكنها لم تنس أن تخبره انه صار حبيبها ورجلها الوحيد! وأدرك هو ان الضحية دخلت المصيدة بأكملها ... ولأنه خبير بهذا الصيد الصعب أراد ان يغلف المصيدة جيدا ... قدم لها عقد شراء بيت صغير في المنصور وباسمها! لم تصدق نفسها . ارتمت بين ذراعيه وهو الذي تمزقت قدماه لمجرد أن تحدثه! طبع أول قبلة فوق شفتيها ، ويبدو أنها كانت في شوق إليها وللمزيد منها! ولا احد يدري ماذا دار في غرفته الكبيرة في البنك بعد أن جعل سيل القبلات المسافة بين جسده وجسد (ن) صغيرا ! لم تتردد (ن) في قبول دعوته ليحتفلا معا بالبيت الجديد قبل أن تتسلمه (ن) رسميا ! ذهبا معا صباح اليوم التالي بعد أن أخبرت زوجها أنها تسافر إلى البصرة لتفقد فرع البنك هناك مع لجنة تحقيقية ! داعبها (ع) فور وصولهما هامسا ... الآن وبعد وصولك حي المنصور أصبح للمنصور ملكة جمال! داخل البيت المؤثث كان (ع) مستعدا للمواجهة التي ظل يحلم بها مع امرأة كانت من وجهة نظره غير كل النساء ! تناول الحبة الزرقاء التي لم يلجأ إليها أبدا ... أشعل السيجار .. شرب كأساً من الويسكي وعرفت (ن) لأول مرة طعم الويسكي ربما أعجبها ... وربما كانت تريد ألا تشعر بنفسها وهي تقدم التنازلات الكبيرة التي لم تقدمها في حياتها قط ... إلا لزوجها ! وراح (ع) يضيء كل الأنوار بعد أن أغلقت (ن) النوافذ ، فقد كان يعشق رؤية النساء بوضوح في العلاقات المظلمة! انتهت أول مباراة بين الضم والرعشة وشعر الاثنان بان كليهما كان بحاجة الى الآخر ... ولا بد من مباراة أخرى وربما ثالثة لو أسعفها الوقت ! سألها في شوط الاستراحة الثاني أن تطلب الطلاق وتتزوجه بصورة سرية ... رفضت بشدة وصاحت فيه وهي تبتعد عنه بضعة سنتمترات .. إلا الطلاق ... لا تحدثني عنه أبداً ... وشاء (ع) ألا يفسد اللحظات الجميلة والمتعة التي حلم بها ... أعادها إلى ذراعيه ... احتواها حتى صارت كل كنوزها بين يديه ... وشرع في المباراة الثالثة بعد أن جردها من ملابسها ! لكنه فجأة بدأ ينتبه إلى مفاجأة لم تكن في الحسبان.