بغداد /محمود النمرضيّف نادي السرد في الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين، الناقد ياسين النصير لإلقاء محاضرة بعنوان "فن اليوميات" وقدّم الجلسة الروائي حميد الربيعي الذي قال: يعد ياسين النصير من أعمدة النقد العراقي والعربي حيث تمكن لأكثر من أربعة عقود من رصد واقع الحركة الثقافية، متلمسا كل ما يجد من عناصر إبداع، ويرصد كل ما يثير الدهشة، فكانت له العديد من الإصدارات النقدية، وكذلك كتب عن الأمكنة وتناولها بنصوص عالية في فن الرصد المكاني والزماني ،وخاصة في "يوميات سائق تاكسي" وغيرها من الكتب في فن السرد وفن الشعر.
وتحدث الناقد ياسين النصير عن المساحات والكتابات اليومية التي اسماها "فن اليوميات" مشيرا إلى أن هذا الفن يختلف اختلافا جذريا عن كتابة المذكرات اليومية حيث أن "فن اليوميات" له ذاكرة جمعية تخص الإبداع، أما المذكرات اليومية فتخص الفرد، وقسم النصير المحاضرة إلى ثلاثة أقسام: يوميات.. مألوف.. غير مألوف .. لماذا اليومي؟ ما هو الثقل الفلسفي على الكائن؟ إن المساحة في البيت مقسمة إلى أمكنة، وان التماس بين هذه الأجساد يخلق ثقافة ، ثقافة الوجود اليومي والحياة اليومية التي تتداور، ففي هذا الجانب تبدأ مذكرات رومانسية وعلاقات ذاتية، الشيء الذي فيه عواطف وإنسانية اكبر وأفضل، الشيء الذي يتكلم عن تجربة الأنامل الذاتية، وهو في الحقيقة نص إبداعي يصلح أن يكون للرواية، من أفعال الجسد ومن العلاقات الأسرية ومن مكوناتها وحاجاتها، هذا ما يحدث عندي في الأسرة صباحا، وقد تكون هناك مشاحنات ومشاكسات مع الزوجة أو الأبناء، وعندما اخرج من البيت، القي بنفسي على هذا الإرث اليومي البسيط المكرر والعادي والذي فيه الكثير من المساحات المبهمة الخاصة جدا بحيث لا اقدر أن احكيها إلى أي إنسان آخر، وعندما أكون في الشارع في هذا الفضاء الواسع الكبير، وعندما اصعد سيارة "الكيا" مع ناس لا اعرفهم وهم عوالم كلها خارجة من بيوتاتها وكلها تحمل هذا الذي احمله، ولكن لا نتحاور ،ولا نبني تكونا ثقافيا معينا، لكن في الوقت نفسه ، نجد أن هذا الكون الصغير المتحرك، واقصد سيارة الكيا، ومن البيت باتجاه العمل ، يؤسس لي تماسات مع فضاء المدينة، مع الشارع ، مع العربات ، مع التنظيم ، مع اللانظام ، مع الفوضى ، مع مناطق السير ، وهنا تكون عندي حاسة البصر هي التي تقرأ، وبنفس الوقت أجد أن بعض الناس قد جاءوا من مناطق شعبية، وبعضهم من مناطق متقدمة مع العلم أن الباص نفسه يمر في مناطق أحيانا قد تكون ممنوعة وأحياناً غير ممنوعة أو ليس لك الحق أن تمر بمثل هذه المناطق.وضاف النصير في المحور الثاني من محاضرته، المؤلف – النص، وقال : اليوميات صور بينما هي تدوين ، بينما هي اعترافات ، أقول اعترافات بينما هي سيرة فوتوغرافية بالكلمات ، أقول سيرة بينما هي بورتريت ، أقول بورتريت بينما هي رواية الشخصية ، وأقول رواية الشخصية أعني فضائيا ، النقطة المعزولة التي تمد خطها نحو نقطة معزولة التواصل والحوار ، وذلك أن تعدد زوايا الرؤيا لليوميات التي نجهل التعامل معها بوصفها بوحا واعترافا ولغة مستنبطة من الداخل ومتوجهة إلى الخارج ، أهي أغنية ترنيمة ،معزوفة ،لا يشارك فيها احد ، فأنت العازف وأنت المايسترو وأنت المستمع وأنت المؤلف.وكانت هناك مداخلات، وأثيرت أسئلة حول منهجية المكان والزمان وتداخلات هذه الأمكنة ، وكان من أبرزهم الروائي احمد خلف والروائي حنون مجيد والناقد سعد مطر والقاص خضير فليح الزيدي والقاص صلاح زنكنه.
ياسين النصير يتحدث عن فن اليوميات
نشر في: 1 يوليو, 2012: 08:00 م