TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > السطور الأخيرة: رجال البـدد

السطور الأخيرة: رجال البـدد

نشر في: 1 يوليو, 2012: 08:46 م

 سلام خياطالرجال تبني، والرجال تهدم.. الشعوب قطيع رجلان فتحا الباب للموت في أفغانستان: بابراك كرمال ونجيب الله...مذ دخل السوفيات، والأفغان يتقاتلون. الشعوب تاريخ طويل من الهتاف.  الشعب الألماني كان هو نفسه أيام هتلر، وهو نفسه أيام أديناور. 
 واحد قاده إلى التبدد، وواحد قاده للقيامة من البدد، وكان هو نفسه يوم وحده  أوتوفون بسمارك، وهو نفسه يوم أعاد توحيده  هلموت كول، الألمان كانوا في جيل واحد وزمن واحد وعصر واحد، حينما قادهم كونراد أديناور إلى اليمين، وقادهم فالتر اولبرشت إلى اليسار.الرجال يقودون الدول، الدول تقود الشعوب وليس العكس. الفرنسيون كانوا هم أنفسهم في الجمهورية الرابعة، حين كانت فرنسا تنتقل من فقر إلى فقر أشد، ومن حكومة إلى حكومة، ومن فرنك لا يساوي شيئا إلى فرنك لا يساوي أي شيء، وكان الجيل نفسه والشعب نفسه، وكانت الظروف نفسها حين جاءت الجمهورية الخامسة مع ديغول. – وبه – انتقلت فرنسا من دولة مدينة (لمشروع مارشال) إلى دولة  صناعية.تشرشل قاد البريطانيين إلى النصر، والملكة فكتوريا كانت عصرا  لا يزال حاضرا بين العصور. هناك رجال (قادة) تقود الأمم إلى الآفاق، وهناك رجال يقودونها نحو الهلاك، والتفرقة والغرق في غياهب التفتت.الشعوب مغلوبة على أمرها ملهية في البحث عن الخبز، مأخوذة في البحث عن الأمان، ملهوفة تساق خلف بصيص(أمل).سعيدة الطالع تلك الشعوب التي يتأتى لها قادة مستنيرون، الإمبراطوريات ليست سوى رجال أقاموها ورجال أحرقوها،الإمبراطورية الرومانية دمرت من روما، لا من خارجها، والإمبراطورية العثمانية دمرت من الإستانة، والإمبراطورية الروسية دمرت من موسكو.الرجل في البيت الأبيض قد يكون مثل ترومان، او مثل تيدي روزفلت، الذي حين رأى أميركا تنزلق لمخاوف الفقر، لم يتردد في نقل (نموذج) دولة الضمان  من ألمانيا، الأمير فون بسمارك لم يوحد ألمانيا بالقوة  فقط، بل بالرفاه. الشعوب تلحق الضوء  طوعا مثل قطيع، وتساق نحو  الظلمة سوقا مثل قطيع. اليوميات  تأخذ المجموع بهموم اليومي، وتترك للقادة والنخبة هم الغد والمستقبل وصناعة التاريخ......  رجل حر، ورجل غير حر، رجل يملك رؤيا ورجل فاقدها،.... لقب الأريستوقراطي (بابراك) نفسه بلقب،، كرمال،، أي معين العمال، لاعتقاده إنه سينقذ فقراء أفغانستان،، بدلا من ذلك فتح الباب أمام إفقار اغنيائها وفقرائها معا، وحين توفي في إحدى مستشفيات موسكو، مريضا ومحزونا وذائقا ندم الموت، لم يكن ذلك الباب في بلاده قد أغلق بعد.برا بوعد الحلقة الماضية، أستنبت اليوم غرسة قديمة للبارع سمير عطا الله، منشورة في صحيفة الشرق الأوسط، لما يمكن أن يحققه القادة لبلدانهم، وما يمكن أن يقترفه- بحق شعوبهم - رجال البدد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram