علي حسين أيها العراقيون لا تنتظروا العدل والقانون من نواب يؤسسون لدولة الانتهازية والمحسوبية ويشرعون لنظام خارج على القانون، انه العبث أن تتوقعوا من هؤلاء الباحثين عن المنافع أن يرسخوا لكم دولة مؤسسات.. فهم يسعون كل يوم لبناء دولة "الفرهود".. الدولة التي يهان فيها الإنسان ويحتقر وتمتهن كرامته. أيها العراقيون انتم وحدكم تدفعون فاتورة صراع ساسة يناضلون بأموالكم في عواصم الدنيا، أيها العراقيون ولا تصدقوا أن أحدا من هؤلاء
من الممكن أن يهتم بإصلاح البلاد ومعالجة أزماته، ذلك أن "السرقة" وليس"الخدمة" هي الخيار الاستراتيجي لكل ساستنا الموقرين. ما معنى أن يعد مجلس النواب أعضاءه بمكافأتهم من خلال تخصيص مجمعات سكنية لهم في الوقت الذي يعاني فيه ملايين العراقيين من أزمة سكن وبطالة وفقر وعوز. ففي لفتة "برمكية" دعت رئاسة مجلس النواب كافة الشركات العربية والأجنبية، لتنفيذ مشروع سكن لأعضاء مجلس النواب حيث يتضمن المشروع ثلاث كتل رئيسية منفصلة، اثنتان منها سكنية والأخرى ترفيهية على مساحة إجمالية حوالي 140000 ألف م 2.المعنى الوحيد والمباشر لقرار مجلس النواب انه يمنح مشروعية للخروج على القانون ويعطي تصريحا بمخالفته، ويدشن مرحلة تدار فيها الأمور على طريقة "الاقربون أولى بالمنافع". في كل مرة يقدم لنا محمد الصيهود وأسامة النجيفي وحنان الفتلاوي ومن لفّ لفّهم أنفسهم باعتبارهم حراس القانون وإنهم وحدهم قادرون على النهوض بهذه البلاد.. غير أنهم في كل اختبار للقانون يتخلون عن كلامهم ويقرروا أن يدللوا أنفسهم على حساب العدل والأخلاق، حيث تعد هذه السابقة الأولى في كل دول العالم أن نجد النواب يخصصون مجمعات سكنية لهم ولعوائلهم وهي دعوة مفتوحة لكل المسؤولين والسياسيين لكي يدوسوا على القوانين بأقدامهم وينهبوا ثروات البلد وهم آمنون بأن لا احد يحاسبهم.تدرك الناس جيدا إنها تعيش في ظل نواب فشلوا في مواجهة مشكلات وأزمات المواطن العراقي ابتداءً بالأساسيات وانتهاءً بكل مظاهر الحياة العادية، دائما ما نسمع اتهامات يطلقها البعض ضد الإعلام متهمين إياه بتشويه صورتهم والتشويش على منجزاتهم العظيمة، والمفارقة إن الذين يتحدثون عن هذا التشويش هم أول من أساء لصورة السياسة في العراق من خلال إصرارهم على التعامل مع الدولة على أنها مغارة علي بابا. إن ما يبذله سياسيو الصدفة من جهود لخوض غمار حروب الاستحواذ والمنافع فيما بينهم، تفوق بمراحل استعداداتهم للتصدي لقضايا الناس الحقيقية، فالمعركة على الغنائم بين نائبة العراقية البيضاء ونائب العراقية الغامقة، وبين أعضاء التحالف الوطني أنفسهم أهم كثيرا من مواجهة قضايا تافهة بحجم البطالة ونقص الخدمات وغياب الأمن. كنت أتمنى أن يعرف السادة اعضاء البرلمان أن في العراق عوائل تنام في بيوت من الصفيح، وكنت أتمنى أن يخصص مجلس النواب أكثر من جلسة لمناقشة الأزمات الطاحنة التي يمر بها العراقيون، لكن يبدو ان النواب مصرون على ان يلوثوا الاجواء صخبا وضجيجا، وباتوا يشكلون اليوم مصدر رزق للعديد من البرامج التلفزيونية، بحيث لا يمر يوم دون أن تشاهد عددا منهم يردد كلاماً واحداً وجملا انتهت صلاحيتها. وما أتعس برلمان يهين القانون ويضرب به عرض الحائط.. ما أتعسهم من نواب تجردوا من كل معاني الرحمة والأخلاق ليؤسسوا بدلا منها قيما تقوم على النهب والسلب.والسؤال الآن لمن ستمنح هذه المجمعات وثلاثة أرباع نوابنا لا يقيمون في العراق.. وماذا يريد أن يفعل النواب بمواطنيهم؟.. سيقدمون لهم الخطب والشعارات ويحاولون أن يقنعونا بأن العيب ليس فيهم ولكن فينا نحن! قد كان أمام نوابنا الاشاوس فرصة أن شيئا حقيقا لهذه البلاد ، لكنهم آثرواأن يبقوا سجناء للدور الذي اراده لهم رؤساء الكتل، وهو الدور ذاته الذي كان يلعبه من قبلهم اعضاء مجلس النواب السابق. إن التاريخ لن يرحم هؤلاء الذين حولوا التغيير في العراق من حياة حرة وكريمة، إلى سيرك سياسي يلعبون فيه على كل الحبال ، ويشاركون أكبر عملية سرقة فى تاريخ البشرية.وسوف يسجل التاريخ أن سياسيينا "لحسوا" كل ما أعلنوه في برامجهم الانتخابية بعد ساعات فقط من جلوسهم على كرسي البرلمان وصعودهم على اكتاف الناس.ايها النواب كلكم باطل ..
العمود الثامن:مجلس النواب يعلن الحرب على القانون
نشر في: 1 يوليو, 2012: 09:56 م