شاكر مجيد سيفويظل الشاعر المثقف يتدرّع – دائماً – بثقافة كبيرة ويتسلح بالمعرفة الكونية التي تتناغم وإيقاع العصر، ويتصف بهذه الأنساق الحاملة لفضائل الكتابة الشعرية الجديدة التي تتراءى له في الخلق والابتكار وضخّ الذات الشاعرة بعلوم الكون التي تتسع للخيال وبها يقود الشاعر ذاته إلى تشكيل العالم في شعره.
يظل الانهمام الذاتي بالكوني في محاولة من الشاعر لاختراق النصوص الفلسفية والخطاب المعرفي عبر المتخيل الذي يزيّن جماليات المعرفة والفكر باطن النص وأجوائه وشحنها بكهربة لغوية عالية تميزه عن الأجناس الأدبية الأخرى، كونه النظام النسقي الجمالي والسحري الذي تتغذى على أرومته الفنون والطرازات الأدبية والثقافية المتعددة إذ تتسع دائرة الشعرية هنا باستدعائه ومحاورته للوجود الكوني ونفاذها العميق لحركة ورؤيوية الحياة واستبصارها، بوصفها قوى بنيوية راكسة وحيوية متعالية يحاكيها الفن والأدب ويعمل الشعر هنا على توليد انعكاسات الوجود في النص كبنية وكينونة أدبية حيوية، ويتركب الخطاب هنا في هيمنة وظيفة اللغة التي هي أصلاً من وظائفها الحيوية والأولية التي تدفع بطاقة الشعر للتمظهر في لسانيات طبقاته النصية. إن هذا التشابك الوثيق والعميق بين النص الشعري والمعارف الأخرى ‘‘ يدفع بفكرة السير به في اتجاه الاستفادة من مجموعة الأدوات التي أفرزتها اللسانيات عامة والسيمولوجيا على وجه الخصوص فيما جعل الكثيرين يستخدمها كمصطلح ( البنيوية السيمولوجية) حين يتكلمون عن رولان بارت، وقد أعتمد دي سوسور الرؤية المزدوجة للظواهر في سلسلة المقابلات الثنائية للكشف عن علاقاتها التي تحدد طبيعة تكوينها ’’ حسب د. عمر الطالب. أن للخطاب الأدبي خصوصيته التي هي خصوصيات شكلية مركبة ودائرية حلزونية متراكبة في العمق، بهذا المعنى يظل النص الشعري متحفاً للمعارف والعلوم والفنون بطرازاتها المختلفة.........