بغداد/ محمود النمر ضيّف القسم الثقافي في مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون عددا من المعماريين والمثقفين في مركز التطوير الإعلامي لوضع أسس الحفاظ على التراث المعماري. أدار الندوة الإعلامي رفعة عبد الرزاق الذي قال: ارتأت مؤسسة المدى أن تقيم هذه الجلسة الابتدائية كمقدمة لجلسة كبيرة، يجري العمل على تنظيمها في وقت لاحق،
كذلك ارتأت أن تضيف شخصيات محددة لتكوين رؤى حول الجلسة القادمة. إن الحديث عن أحياء التراث المعماري في بغداد على وجه الخصوص، تجدد في بغداد حالياً، بشأن الكثير من التراث المعماري البغدادي القديم، وربما يكون شارع الرشيد أحد هذه النماذج التي يجري الحديث عنها كثيراً، حول التغييرات الكبيرة التي جرت على هذا الشارع، بدءاً من إغلاقه بشكل تام، أو الاعتداء على الأبنية التراثية القديمة التي يرقى عدد منها إلى العهد العثماني ولكن المشكلة عامة، هي أن الكثير من المدن العراقية القديمة - ونحن نقرأ كل يوم في الصحف والمجلات والمجالس الأدبية - يجري عليها ما يسمى بتغليف هذه الأبنية مما يؤدي الى فقدان هذا التراث، السمة المعمارية التراثية الجميلة. بغداد تستحق من اهلها والقائمين على الحكم في العراق الكثير والكثير، لا أقول إنها كانت حاضرة العالم في وقت من الأوقات، لكن الآن هي عاصمة الدولة العراقية، فأوروبا تعرضت للكثير من الخراب نتيجة الحروب، وهناك افلام وثائقية تظهر مدى انهيار التراث المعماري الذي حصل في مدن أوروبا، ولكن عادت هذه المدن بعد سنوات قليلة الى ما كانت عليه قبل الحرب، وهذا دليل على ان التراث المعماري يحمل صفات المدن ومعالمها التاريخية المهمة.وكان أول المتحدثين، المعمار والمهندس الاستشاري د.هشام المدفعي قائلاً: يسرني اليوم ان احضر معكم في مؤسسة المدى، هذه المؤسسة المتميزة بقيادة متميزين، اثبتت لكل المثقفين انها منهم وتعمل من اجلهم.اقول يسرني ان نحضر لبحث موضوع العمارة التراثية وما يدور حولها من امور، وان نتدارس بيننا ما يشغلنا في هذا الموضوع، العمارة التراثية شأن واسع، والبحث فيها قد يكون من الشؤون الاكاديمية التي لها علاقة باظهار العناصر التراثية وكيفية تجسيدها وعرضها في المباني الحديثة الى المتلقي، الا انني اقترح ان نبحث في الحفاظ على ما موجود لدينا في العراق من العمارة التراثية.تنتشر في انحاء العراق الكثير من العمارة التراثية، وتتمثل في:* محلة الباشا في البصرة والبصرة القديمة.* رصافة بغداد والابنية الحديثة والقديمة في بغداد.* مدينة الموصل القديمة.* قلعة أربيل واسواقها.* قلعة كركوك واسواقها.* والكثير الكثير من هذا وذاك في المدن العراقية.من النماذج الحية امامنا، نتيجة جهود المخلصين في عملهم اذكر:* بيت الكيلاني في محلة السنك على نهر دجلة اعتمد كمتحف الرواد والمعهد الايطالي.* بيت آخر على دجلة مقابل السفارة البريطانية.* 36 دارا تراثيا من دور بغداد قامت امانة العاصمة بالحفاظ عليها، منها 9 في شارع حيفا، و6 قرب الحضرة الكيلانية، والباقي في كاظمية بغداد.وهناك أمثلة أخرى.وأكد المدفعي، لقد شيّد الكثير من العمارات اثناء الحكم العثماني للعراق في تلك الحقبات الزمنية، واعتبرت الآن من العمارة التراثية، ومنها العديد من الأمثلة الموجودة لدينا حالياً، كأبنية القشلة في بغداد، وبناية ما معروف بالكرنتينة في الوزيرية في بغداد وما شابههما من المدن العراقية.لكن أود أن أتطرق هنا ببساطة الى موضوع اقرب الى تعريف الاخرين بما موجود لدينا من العمارة التراثية في العراق، وهو ما بحث في ندوات سابقة، عقدها الدكتور خالد السلطاني في جامعة بغداد قبل سنوات قليلة، باحثاً فيها: * عمارة العشرينات في العراق.* وعمارة الخمسينات في العراق.حيث تطرق الى ما تركه الانجليز والمصممون البريطانيون في فترة العشرينات بعد الحرب العالمية الاولى، وما حققه المعماريون العراقيون خلال خمسينات القرن العشرين، من عمارة اعتبرت تراثية، ومن أبنية العشرينات ما يأتي:* بناية المديرية العامة للموانئ في البصرة.* بناية دار المعلمين الابتدائية قرب المقبرة الملكية.* بناية المستشفى الملكي في معسكر الرشيد.* وبوابة القشلة قرب بناية مديرية الشرطة العامة ومديرة الاقاف في بغداد.لا يمكن ان يتم ذلك عن طريق الجهود الشخصية من قبل افراد منا، حيث ان الامر اوسع من كون الموضوع عملا فرديا او مجموعة افراد، بل أدعو الى ان نوجه نداء الى الجهات الرسمية والمعنية بالحفاظ على التراث في الحكومة، للعمل وخلال فترة محددة من الزمن على وضع قاعدة بيانات لما موجود، او ما هو معروف لديها من (عمارة تراثية).لا أريد ان ادخل في تفاصيل قاعدة البيانات لانها معروفة وطنياً وعالمياً ولكن من المهم ان تتوفر هذه القاعدة بأقرب وقت ممكن ويبقى علينا كمفكرين ومختصين ان نتابع هذا الموضوع لحث الدوائر المعنية عن طريق نداءات صحفية او بيانات تنشر بين فترة واخرى او لقاءات مع المسؤولين، على وضع قاعدة البيانات وبرمجة اعمال الصيانة والادامة حسب الأهمية والأفضلية.من الامور الاخرى التي يمكننا القيام بها، كأصحاب اختصاص ومن اجل الحفاظ على التراث العالمي، هي ان نطلب مساعدة الصحافة العراقية ومؤسسات الاعلام العراقي، بين فترة واخرى، وعن طريق نشر بحوث ا
اقصاء وتهميش العمارة البغدادية
نشر في: 2 يوليو, 2012: 06:54 م