سرمد الطائي بموازاة حملة جمع وتدقيق تواقيع السادة النواب المطالبين بسحب الثقة عن رئيس الحكومة، هناك حملة جمع تواقيع من نوع آخر تجري على فيسبوك ابتداء من فجر الاربعاء، وهي ليست بصدد استخدام اي صلاحية دستورية للمواطنين او "الانتلجنسيا العراقية" او النخبة التي تساهم في انتاج الافكار وصناعة الرأي العام.. وانما نوع من "التعهد الاخلاقي" يرسم خارطة طريق للتعامل مع كل رئيس حكومة قد يتعرض الى الخلع او طرح الثقة.
وسواء نجح اطراف 19 أيار (اجتماع النجف الذي طلب لاول مرة سحب الثقة) في بلوغ هدفهم هذا، او ان مفاجأة داخلية وضغوطا خارجية هائلة جعلت الموضوع يتعثر، فإن مجموعة من العراقيين على الفيسبوك بدأوا يوقعون على "اعلان مبادئ" طريف ومهم للغاية يحدد "كيف سنتعامل مع رئيس الحكومة حين يخسر منصبه". وكما يحلو لي ان اطلق على مجموعة الكتل المعترضة على اداء السيد المالكي، اسم "فريق 19 ايار"، يمكن ان نطلق على النخبة التي تجمع تواقيع في مدن الفيسبوك مترامية الاطراف، اسم "فريق 6 حزيران".الصديق نبراس الكاظمي الذي يتفرغ للبحث في معهد دولي بارز، قرر ان يجري معي فجر 6 حزيران "مداولات مكثفة استمرت لدقائق معدودة" على حد تعبيره، اتفقنا بعدها مباشرة على ان نوقع انا وهو على اصدار البيان الآتي، بمثابة "تعهد فايسبوكي" نوجهه الى السيد نوري المالكي وائتلاف دولة القانون وانصار هذا التيار ان تم حجب الثقة نيابيا عن المالكي. نبراس كتب: نتعهد بأننا سنفعّل نفس الآلية النقدية على من سيخلفكم في رأس الحكومة، وسنذود دفاعا عنكم بعد خروجكم من السلطة في الحالات التالية:اولا: سندافع عنكم اذا وجدنا من يحاول ان يسقطكم اعلاميا او قضائيا من دون حق او مبرر قانوني او معنوي (وهي اشياء مارسها المالكي مع بعض خصومه احيانا وفق اتهاماتهم له).ثانيا: سندافع عنكم اذا وجدنا من يضايقكم بالاعتقالات التعسفية واساليب التهديد والترهيب الاخرى (وهي اشياء مارسها المالكي وفق الاتهامات).ثالثا: سندافع عنكم اذا وجدنا من ينتهج سياسة الاعترافات المتلفزة ضدكم قفزا على آليات القضاء (وهي اشياء مارسها المالكي وفق الاتهامات).رابعا: سندافع عنكم اذا وجدنا من يشوه سمعتكم باختلاق ملفات فساد او سوء ادارة وهمية وغير مقرونة بالدلائل او البينات (وهي اشياء مارسها المالكي وفق الاتهامات).خامسا: سندافع عنكم اذا وجدنا من يحاول التعتيم على ردودكم السياسية في وسائل اعلام الدولة وقناة العراقية وجريدة الصباح او يستخدم هذه الوسائل للترويج لنفسه على حسابكم (وهي اشياء مارسها المالكي وفق الاتهامات).خامسا: سندافع عنكم اذا وجدنا من يحاول الاستفراد بالسلطات التنفيذية من دون استشارة ثقلكم السياسي البرلماني او من يتجاوز على الدستور عموما (وهي اشياء مارسها المالكي وفق الاتهامات).هذا التعهد ختمه نبراس بعبارة "ندعو كل من انتقد المالكي اثناء الفترة الماضية من حكمه الى التوقيع الى جانبنا على هذا التعهد، وشكرا لكم".اما ردود الفعل على نشر هذا النص، فكانت متباينة كالعادة، وبعضهم يقول انه سيظل يلاحق المالكي ولن يقف الى جانبه لانه "شاف الويل من الحكومة"، اما اخرون فراحوا ينشرون الوثيقة الاخلاقية هذه على صفحاتهم الشخصية مع دعوة النخبة ومنتجي الافكار واصحاب الاقلام والمبدعين، الى التوقيع. البعض لم يكن مقتنعا بأن يوقع لكنه كتب عبارة "سأوقع لخاطر نبراس"، اما اطرف التعليقات فقد حملت تساؤلا: هل ستكونون قادرين على جمع 164 توقيعا، ام ستتعثر العملية بسبب "ابتزاز وتهديد"، خشية ان يصل الامر الى عرض تواقيعنا على السيد زوكربيرغ مالك الفيسبوك كي يستخدم "الادلة الانترنتية" لتفحص تواقيعنا واثبات صحتها. وبخلاف ذلك فإن دولة السيد زوكربيرغ امبراطور موقع التواصل العملاق هذا، سيدعو "الاجهزة الامنية الى اعتقال كل من ثبت تورطه بابتزاز كاتب او صحفي او باحث واجباره على وضع اسمه ضمن فريق 6 حزيران"؟لكن لحسن الحظ فإن السيد زوكربيرغ يدرك جيدا انني ونبراس الكاظمي وكل اعضاء فريق "6 حزيران" المبارك، لا نمتلك اي ميليشيات او ملفات يمكن تحريكها ضد السادة "الانتلجنسيا العراقية" وأننا يمكن ان نجمع آلاف التواقيع، لان نخبتنا ليست لديها مشكلة شخصية لا مع السيد المالكي ولا غيره، وهذا ما سيتأكد لو خرج اي منهم من السلطة.
عالم آخر:ادعموا فريق "6 حزيران" للدفاع عن المالكي
نشر في: 2 يوليو, 2012: 07:04 م