TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > شناشيل:عن صور الشوارع مرة أخرى

شناشيل:عن صور الشوارع مرة أخرى

نشر في: 2 يوليو, 2012: 07:05 م

 عدنان حسين هذا واحد من ألغازنا التي لا حلّ لها أبداً مثل لغز البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة، فلدينا مثلاً لغز الجهة المسؤولة عن تدهور الأوضاع في البلاد وتفاقم الفساد المالي والإداري واستمرار مشكلة الكهرباء والبطالة والفقر وتردي الخدمات الصحية والتربوية والبلدية، هل هي الحكومة أم البرلمان أم طرف آخر غيرهما؟
اللغز الجديد يتعلق بالصور المرفوعة في نقاط التفتيش وحولها في بغداد والمدن الأخرى، وبخاصة صور رئيس الوزراء. فها هي وزارة الداخلية تنفي انها تفرض رفع صور السيد نوري المالكي في نقاط التفتيش التابعة لها. وقال أحدث بيان للوزارة ان "اطلاق بعض السياسيين لتصريحات حول فرض صور المالكي غير دقيق لان الوزارة لا تسمح بذلك ولا توجد لديها سياسة غير ذلك ، وما يوجد من صور لاعلاقة له بالسيطرات إذ قد يترافق وجود السيطرة مع صور في محيط السيطرات يثبتها أشخاص أو جهات لاعلاقة لها بالاجهزة الأمنية مع تأكيد الوزارة على منع الصاق الصور العائدة لزعامات سياسية أو دينية".لا نريد أن نشكك في ما جاء في البيان، ولكن لا بد من أن تدرك وزارة الداخلية وسواها من ان كلام السياسيين والإعلاميين المناهض لرفع الصور لا يتعلق برئيس الوزراء وحده ولا بنقاط التفتيش فحسب وانما يشمل كل الشخصيات السياسية والدينية التي تملأ صورهم الشوارع والساحات العامة بمناسبة ومن دون مناسبة ومن دون وجه حق في كل الاحوال.في هذا العمود تناولت غير مرة هذه الظاهرة منتقداً. الشارع العام والساحة العامة ليست ملكاً لأحد. انها ملكية عامة ولا يحق لأي شخصية سياسية، حتى لو كانت في مستوى رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء أو رئيس البرلمان، أو شخصية دينية مهما علا شأنها، أن تتصرف باعتبار الشارع والساحة العامة مباحة لها.في العالم كله لا تُرفع الصور والشعارات في الشوارع والساحات العامة الا في مناسبات، وبخاصة الانتخابات، ولمدة محددة وفي أماكن محددة هي الأخرى، بل ان بعض الدول يمنع رفع هذه الصور والشعارات منعاً باتاً. وشخصياً عشت في بريطانبا نحو عشرين سنة ولم أر يوماً صورة لمرشح أو دعاية انتخابية له في مكان عام أو خاص.الصور التي تملأ شوارعنا ليس فقط تشوّه منظر المدن وتستفز الذوق العام، بل هي أيضاً تُسيء الى أصحابها سواء كانوا شخصيات سياسية رفيعة أم دينية عالية المقام .. الناس لا يحبون هذه الصور.. يزعجهم منظرها.. والصور نفسها تتعرض الى التشويه بفعل العوامل البيئية، والكثير منها يتلطخ بالأوساخ .. بالله عليكم أي رسالة فكرية أو بصرية تنقلها هذه الصور المشوهة؟ الا يستحي أصحابها والموالون لهم من هذا المشهد المنفّر للأبصار والمثير للانزعاج؟من واجب وزارة الداخلية ومجالس المحافظات والبلديات المحافظة على الشروط الصحية والبيئية والجمالية لمدننا .. ولا بد في هذا السياق من قوانين واجراءات تحظر نشر الصور الشخصية في الشوارع والساحات لأي كان، ولا بد من تطبيق شعار: الكل يخضع للقانون، المرفوع في نقاط التفتيش والذي يخرقه جهاراً نهاراً مسؤولو الدولة حصراً!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram