TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق :إصلاح أم تصليح؟

سلاما ياعراق :إصلاح أم تصليح؟

نشر في: 2 يوليو, 2012: 07:19 م

 هاشم العقابي عندما تظاهر العراقيون في العام الماضي مطالبين بالإصلاح، فقدت الحكومة صوابها وواجهتهم بالقمع بأسلحتها العسكرية والمخابراتية و"العشائرية" و "المذهبية"، بطريقة لم يسبق لها أن واجهت بها القوى الإرهابية. لكن حكومتنا ذاتها، التي يقودها ائتلاف دولة القانون ذاته، نجدها اليوم فرحة مستبشرة بتشكيل ما يسمى بلجنة "الإصلاح السياسي". فلماذا هذا التناقض؟ بصيغة أخرى: لماذا قمع دولة القانون المتظاهرين
حين طالبوا بالإصلاح، والآن يجده وكأنه نعمة هبطت عليه من السماء؟ الجواب يكشف عن دهاء دولة القانون وفهم حزب الدعوة الصحيح  للفارق بين الإصلاح الذي تنشده الناس وبين الذي يسعى إليه التحالف الوطني. انه لعب متقن على سوء الفهم الذي يعم مصطلح "الإصلاح" نفسه. وسوء الفهم هذا يكاد أن يكون عاما عند الساسة العرب وليس عند العراقيين فقط.لقد نبه الدكتور محمد عابد الجابري لذلك بمقالة نشرها بجريدة "الاتحاد" الإماراتية بتاريخ 26/7/2004 تحت عنوان "مفهوم الإصلاح"، إلى أن "الإصلاح" مصطلح غربي المنشأ أصله reform، الذي يعني "إعادة تشكيل". لكنه عندما وصلنا أخذناه بمعنى repair، أي إصلاح العطل الذي يحدث لآلة ما، وضرب السيارة مثلا. وما يؤكد كلام الجابري قول ولي عهد دبي في احد المؤتمرات، ردا على المطالبات الدولية للعرب بضرورة الإصلاح: "هل لدينا شيء مكسور حتى يصلّح؟".  وهذا هو الفرق بين "الإصلاح" الذي نادى به المحتجون بساحة التحرير وما تنادي به لجنة "الإصلاح السياسي". فالأول قصد "التغيير نحو الأفضل"" والثاني واضح انه ينشد "التصليح".والتصليح يختلف حتى عن التصحيح رغم أن معلمينا ومدرسينا وحتى أساتذة جامعاتنا مازال اغلبهم يقول: اليوم عندي "تصليح" وليس (تصحيح دفاتر)، وكأنه مصلّح "بريمزات" وليس تربويا؟وإن قيل "لا يصلح الحداد ما أفسد الدهر" فاني على ثقة شبه مطلقة بان الإفساد الذي حل بالعراق بعد "التغيير" خاصة في زمن حكومة ذات الولايتين، من رداءة الخدمات إلى غياب الأمن والأمان، وانتشار الرشوة، وسرقات المال العام، وتفشي البطالة والفقر والتزوير وتسلط أنصاف المتعلمين والأميين على إدارة مؤسسات الدولة، لا يصلّحه ألف ألف حداد. والأغرب من كل هذا وذاك، فان لجنة التصليح، عفوا الإصلاح السياسي ، التي يفترض أن تراقب سياسة دولة القانون   لن يخضع لرقابتها بل هي التي ستخضع له  بحسب الخبر الذي طالعنا أمس، إذ يقول: "دولة القانون: لجنة الإصلاح السياسي جادة في حل الأزمة وسنراقب خطواتها بدقة".أاليس هذا هو الخصم والحكم؟ أو ليس أيضا هو الطبيب الذي يداوي الناس وهو مريض؟حسجة:يقال، والعهدة على من قال، إن صدام يوم كان نائبا زار قرية بمدينة العمارة. وهناك التقى جمعا من الفلاحين وسألهم إن كان فيهم احد لديه شكوى. تقدم نحوه فلاح وقال له: سيادة النائب، أنا صار لي سنة ونص خلصت الاكو والماكو رايح البغداد وجاي من بغداد، اراجع وزارة الزراعة على مود احصل "تركتر". وهاي شوفة عينك تمر السنين وكلشي ماكو. رد عليه صدام: هاي سهلة لان شغلتك يم الرفيق عزت الدوري. اكتبلي طلب وانا اهمشة واخذه باجر البغداد. رد الفلاح: هم يم عزت؟ جا هوّه يا هو "الزرب" بقضيتي غير عزت؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram