TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن:"سقف زمني" مسلح

نص ردن:"سقف زمني" مسلح

نشر في: 2 يوليو, 2012: 08:14 م

 علاء حسن من أبرز أسباب الخلاف واتساعه  بين الأطراف المشاركة في الحكومة ، خضوع  بنود الاتفاقات الى سقوف زمنية لتنفيذها وتطبيقها ، فبعد تشكيل اللجان ، وعقد اجتماعات ولقاءات واتصالات ،  يتم الاعلان عن مواعيد التنفيذ ، ومع مرور الايام والاشهر وربما السنوات يصبح الموعد في خبر كان ! فيتسع الخلاف ، وتندلع الأزمة ،  فيتهاوى السقف ، لانه غير مسلح على الرغم من  امتلاك العراق وخاصة العاصمة بغداد وحدها ملايين القطع الكونكريتية،  شكلت جداراً  امنياً للفصل بين الاحياء  اثناء وبعد سنوات الاحتقان الطائفي .
تلك الجدران كانت فكرة  القوات الاميركية ، وبعد خروجها ، حرصت  قيادة  عمليات بغداد على ازالة بعضها ، والآخر ما زال جاثماً على الصدور في مناطق متفرقة ،والقطع الكونكريتية الخارجة من الخدمة  الأمنية بالإمكان الإفادة منها لتسليح "السقف الزمني" لتطبيق توصيات اللجان ، وتشريع القوانين المعطلة ، واجراء التعديلات الدستورية .أثناء اطلاق الدعوات  لعقد  المؤتمر الوطني ، ولدى الآخرين الاجتماع او اللقاء او الملتقى أعلنت  كتل نيابية  حرصها على  توفير ضمانات وسقف زمني لتنفيذ توصيات المؤتمر ، لكنه حتى الآن لم يعقد على الرغم  من أهميته ،ولكل طرف اسبابه في فشل عقده ،  فهناك مَن  يرى انتفاء الحاجة   له ، وآخر يشكك بأهميته ، مستنداً الى حقيقة ، تجاهل السقف الزمني ، بمعنى  أن المؤتمر  لن يعتمد أُسسا حقيقية لبناء جسور الثقة ، ويحتاج الى دعائم وركائز ، وسقف كونكريتي مسلح بقوة ومتانة الجدران الأمنية ، وما دام الأمر يتعلق بالبناء فمن المناسب الاستعانة بجهود عمال المساطر لتشييد سقف مسلح ، وتحت مظلته يتم تطبيق التوصيات وتنفيذ بنود الاتفاقات ، وحتى تعديل  الدستور . غالباً ما يُعلن القادة السياسيون اهمية اتخاذ القرارات المصيرية  تحت قبة البرلمان ، وتصريحات مثل هذا النوع،  تؤكد اهمية اعتماد  رأي الأغلبية النيابية في اصدار  القرار او التصويت  او استجواب مسؤول كبير او سحب الثقة عنه ،  وقبة مجلس النواب هي سقف من نوع آخر ، وبفضله وبما يكتسب من معانٍٍ تُجسّد التحول الديمقراطي ، يصبح "السقف" سواء كان مسلحاً او عكادة او من جذوع النخيل فضاءً يضم  جميع الساسة لاتخاذ قرارات تخدم مصالح شعبهم ، قبل كتلهم وأحزابهم وائتلافاتهم وتحالفاتهم  وقوائمهم ، ومادام الخلاف قائما ، ومستمرا وفي بعض الاحيان يتفاقم الى حـد التصادم وتصاعد لهجة تبادل الاتهامات  فلا ينفع اي نوع من "السقوف المسلحة" ، لان الثقة معدومة بالمقاول وفريق عمله التنفيذي !مشكلة ايجاد سقف زمني لتنفيذ  بنود اتفاقات الاطراف المشاركة في الحكومة،  تتطلب الزام الجميع بالتمسك بالدستور ،  ولا يوجد خيار آخر لتجاوز الازمات الا عن سلوك هذا  الطريق ،  ومن يؤمن بالمواد الدستورية  يستطيع وباجتماع واحد مع الشركاء ان يقنع الآخرين بأن" السقف الزمني مسلح"  وحينذاك  يبدد مخاوف الآخرين من احتمال سقوطه على  رؤوسهم ، ويُنهي الى الأبـد اللغط من الانفراد بالسلطة ، والتربع على العرش تحت سقف مسلح .   

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram