اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > أفقٌ من كلابٍ مدرعةٍ

أفقٌ من كلابٍ مدرعةٍ

نشر في: 3 يوليو, 2012: 07:28 م

عواد ناصرراياتنا لا ترتفع إلا عندما نحني، والرعود تشوش الفضاء ليصاب الناس بالخرس،والشجرة الوحيدة التي هناك، أعتمت أمام عدسات التلفاز.في الليل نلملم أهواءنا البردانة حول المنقلة وشتاء الله يصيبنا واحداً واحداً بأمراض الطفولة اليسارية،الشارع، في Sudbury Hill، حيث يقيم البولونيون القدماء يضج بهنود مسلمين يحبون عبد القادر الجيلاني،
والريات ترتفع لامعة في ذاكرتي،والأشجار معتمة:rnكلما ارتفعت رايةٌأعتمت شجرةْ.******* أنا أحبكِ عندما لا أحبكِونحن الاثنين نغدو سرباً من الأمواج تحت قنطرة مهملة حيث شيدوا جسراً من الجماجم:rnكلما قامَ جسرٌغرقت قنطرةْ.********أكتب لك بعض ألمي المتكسر خلف حنجرة غليظةٍ، ولم يعد لرسائل العشاق السابقة رائحة القبلات، والسيرة البديعة للبطل تغطي البلاد وتمحونا كلمة كلمة، فأين هي أقلامنا الفقيرة التي رسمنا بها ثراء الخيال الفصيح؟:rnكلّما جفّ هذا القلمْكسرتْ نفسها محبرةْ.******** نحن البصيرانِ بما لا يبصرونَ: الخطى تتعثّرُ في حدائقِ الملك، الملكِ العاري، والمزهريةُ كسرها "الأبله" وهو ينحني بأتيكيت لصاحبة السعادة، ودستويفسكي يرى إلى روايته ببصرٍ زائغ بعد نوبة صرعٍ، لأنه لا يحتمل النظر إلى العالم الأعوج من دون أن يسقط صريعاً:rnكلّما زاغَ للشاعرِ المبتلى بصرٌصحّحَ (العارفونَ) له بصرهْ.********عبرنا الحدود أخيراً، حدود ثلاث دول بالتمام، ولم يعد يفصلنا سوى نهيرٍ عن (الوطنِ). الزمزمياتُ فارغة، ولم يبق من طعام سوى أن نلتهم السكّر، لا شيء غير السكّر. النهايات هناك، خلفناها خلفنا، والبدايات لها مذاقٌ حلو: مذاق السكّر الذي أوشك أن ينفد.لكننا نسيرُ، وأنا الغريبُ لا في وطنه ولا في غربته:rnكلّما فرّ، عبر الحدودِ، الغريبْثمّ أفقُ كلابٍ مُدرّعةٍ تقتفي أثَرَهْ.******** الكثير من الجوع، والكثير من العطش، والألغامُ تنتظرُ عثراتنا في نيسم الفجرِ، لكن القبّراتِ أشاعت فيضاً من السلام في سماء الأرواح الفزعة، وثمة غرابٌ أيضاً:rnكلّما عبرتْ قبّرةْتغوّط ذاك الغرابُ على قدمِ الساحرةْ.******** أيها الوقورونَ كالحميرِ، أيها الأتقياءُ المريبونَ، كيف لنا أن نرى أرواحكم، وأنتم تضعون كل هذه الأقنعةِ؟ لا بأس، فالشيخُ الحكيمُ يقبعُ هناك في منسكهِ يحيطُ به حواريوه ووكلاؤه وحماية أوراقهِ المتهرئة، لحيتهُ بيضاءُ أو سوداءُ تتدلى من أعلى العرشِ إلى حضيضِ الكفرةِ حيث نقبعُ غير مستسلمينَ، فليس لنا سوى أن نسخرَ ونحتسي كلامنا المحرّم، وقمصاننا لم تزلْ مرسومة بقلوب خضراء وتضحك لها الريح وتنتشي تحت خطانا الأشنات ونحن نسيرُ فوق الماءِ بلا عكّازات، نحن الذين نهضنا فجراً لتنظيف المدارس من عصيِّ المعلمين، وأنتم الجادّونَ ونحن الساخرونَ:rnكلّما جدّ جدٌّ،واستعارَ الجميعُ قناعَ الوقارْاندلعتْ فكرةٌ ساخرةْ.******** لا تضعوا على قبر الشاعرِ أية شاهدةٍ، فله قصيدةٌ في مكان ما تختصر سيرته، والخنزير الذي داس العوسج في غابة حياته سيجد وجهاً معافى، رغم حزنه، ينتحي بالقتلى ليستأنف معهم حياةً سالفة، في مقابر الأشجار الجماعية، والشاعر الطفل/ الطفل الشاعر كان هناك، مع الحشدِ يفسّر ألعابه ولا يفهمه أحد، لأنه كان يرسم ويمحو، والمنظر الطبيعي قريب جداً من مقبرة ليس فيها أية شاهدة لقبر شاعر، فالمشحوف لا يحتاج الفنار على ساحل المقبرة:rnكلّما مرّ حشدٌ من الجثثِ السافرةْ،تثاءب طفلٌ على دفترِ الرسمِ..هل يرسمُ المقبرةْ؟لندن 6 حزيران (يونيو) 2012

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram