محمود النمرحين تجسدت الطينة الأولى ، حروفا وكلمات ، وحين انتبهت الأرض لزخرف البشر وخطت خطاهم جداول من ظلال، وتفقعت ملامح أياديهم بحيرات ومحيطات، مرحباً بكم نحو ثقافة عربية كردية متفاعلة ، مرحبا بكم في هذه البصمة الوطنية المميزة ، كانت هذه الكلمات للشاعر عمر السراي الذي قدم مهرجان "كلاويز"، الذي انطلقت فعالياته  في فندق قصر السدير ببغداد -  شارع السعدون،  للفترة من 7- 8  حزيران الحالي ،
والذي حضره الملا بختيار نائب رئيس إقليم كردستان ، والأستاذ فرياد راوندوزي عضو مجلس النواب ومستشار رئيس الجمهورية د. موفق دركلي، ورئيس الاتحاد  العام للأدباء والكتاب العراقيين الناقد فاضل ثامر . كانت أول فقرة في المهرجان عزف منفرد على آلة العود للفنان جواد محسن، ثم ألقى كلمة الافتتاح الناقد ياسين النصير، قائلا :إن هدف الملتقى الأول للثقافة العربية الكردية هو أن نؤسس خطابا ثقافيا جديدا يوازي الخطاب السياسي المتشظي الآن، ومن اجل أن ننجح في مهمتنا خصصنا مجموعة من البحوث التي تتركز في توطيد الوحدة الوطنية والثقافة الوطنية ونسعى في المؤتمرات إلى  لقاءات قادمة والى السعي في هذا الطريق الوطني الواسع . الناقد فاضل ثامر رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين أشار في كلمته إلى الوحدة الوطنية وهو يحمل مجموعة من الرسائل الثقافية والسياسية والاجتماعية، وهذا يؤكد ان المثقف العراقي  حريص الى درجة كبيرة على وحدة جميع مكونات الشعب العراقي، وهو يقف ضد أي محاولة لدق اسفين بين هذه المكونات، لقد كان المثقف العراقي عبر  تاريخه يقف دائما من اجل تماسك هذه المكونات.      وجاء في كلمة  نوزاد  احمد  ممثل   مؤسسة – كلاويز – إننا فعلا  أمام زمن جديد وحقبة جديدة، على كل مثقف أن يساهم في بنائه منطلقا من قيم الإخاء والتسامح ،  بغية إرساء أسس سليمة لبناء ثقافة واعية منفتحة غير قمعية ،ثقافة من اجل ترسيخ قيم إنسانية  وليس ثقافة الأيدلوجيات التي تسعى الى ترسيخ الهيمنة الاثنية او المذهبية او الطائفية .وضمت الجلسة الأولى عددا من البحوث  اشترك فيها  الأساتذة:  ملا بختيار،  فالح عبدالجبار،  عامر حسن فياض، عبد الكريم يحيى الزيباري، ياسين النصير، بشير حاجم ، وقد انصبت محاورها حول كردستان والتعايش السلمي بين العرب والكرد ونقد العقل الكردستاني ، واكتشاف  الذات والتاريخ ، وترأس الجلسة  القاص والمترجم حسين الجاف الذي اكد على لحمة الشعب العراقي في كافة أطيافه وقال : صباح الورد والفكر والشعر من ربى كردستان العزيزة المضمخة بأريج السوسن الجبلي والنرجس والشوبو والليمون ومن أعماق قلوب أهاليها الطيبين ، جاء إلى بغداد الحضارة والتاريخ هودج ارسي كلاويز وحل كرنفال الكلمة الكردية المبدعة.وقال عضو المكتب السياسي في الاتحاد الوطني الكردستاني الملا بختيار: إن التفاعل بين الثقافتين العربية والكردية ، ولأول مرة وجه لوجه نرغب في ان نطلع الى بعض الأمور الثقافية والسياسية في مثل هذا الملتقى ، متمنيا أن نتمكن من التفاعل تفاعلا ديمقراطيا وحضاريا ووجدانيا .وركز بختيار على حاضر كردستان السياسي والتاريخي والاجتماعي والاقتصادي، مرورا بالتاريخ النضالي للشعب الكردي الذي وقف ضد  الطغيان البعثي والقومي عبر عقود كثيرة دفع خلالها الشعب الكردي قوافل من الشهداء، بعدها تمكن من نيل الحرية وبناء إقليم حر ديمقراطي تعددي يحفظ كرمة الإنسان .في اليوم الثاني للمهرجان كانت الجلسة الصباحية – المحور الاول – تحمل عنوان " برامج المؤسسات الثقافية "، أدارتها القاصة عالية طالب، التي قالت سوف نتكلم عن واقع المؤسسات الثقافية العاملة في بغداد وفي إقليم كردستان ، ما الذي تفعله لتنشيط واقع المشهد الثقافي العراقي ،الذي تقدمه في كل المراحل التي تفعل السياسة فعلها لتشويه واقعنا ،دائما الثقافة ترمم أشياء كثيرة وتردم فجوات بين واقع سياسي واجتماعي وأيدلوجي وفكري وتاريخي أيضا .اشترك في الجلسة  كل من د. غادة العاملي عن مؤسسة المدى، الأستاذ نوزاد احمد عن مؤسسة كلاويز، الشاعر عمر السراي عن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين، الناقد عباس عبد جاسم عن جريدة الاديب، والإعلامية سناء وتوت عن مؤسسة نادي الصيد.وقالت د. غادة العاملي مدير عام مؤسسة  المدى للإعلام والثقافة والفنون:  سوف ألخّص كل ما يخص فعاليات وأنشطة ومرافق "المدى" وفي الوقت نفسه سأسلط الضوء على بعض ما قدمته المؤسسة، وبعضه خافٍ على الكثير منكم من خلال الأنشطة التي تقدم للخارج والأنشطة التي تقدم كدعم للمؤسسات الفنية والمؤسسات الثقافية الصغيرة .  وأوضحت العاملي: تسعى (المدى) كمؤسسة إلى تأمين مناخات إعلامية وثقافية حرة وديمقراطية خارج الأطر الرسمية والحزبية، والانفتاح إعلامياً وثقافياً على العالم الخارجي وصولاً إلى التكامل الثقافي عن طريق الحوار والتفاعل مع ثقافات ومنجزات الشعوب والأمم الأخرى من خلال الفعاليات والنشاطات الثقافية والإعل