TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الولادات القيصرية في تصاعد.. ووزارة الصحة لا تحرّك ساكناً

الولادات القيصرية في تصاعد.. ووزارة الصحة لا تحرّك ساكناً

نشر في: 3 يوليو, 2012: 07:33 م

 بغداد/ نادية بشير.. عدسة/ محمود رؤوفشاعت في الآونة الأخيرة وبكثرة حالات الولادة غير الطبيعية أي عن طريق العمليات القيصرية، بشكل يلفت النظر، ويحتاج إلى وقفة أمام ظاهرة استشرت في مجتمعنا للتعرف على أسباب ومبررات تلك الظاهرة، والتي تتداخل فيها مجموعة من العوامل الطبية والمجتمعية ،وقد تضاربت الآراء بين مؤيد لإجراء هذا النوع من العمليات، وبين رافض لها لما قد تنطوي عليه من نتائج سلبية على صحة المرأة والجنين، على العكس من الولادة الطبيعية.
تقول الطبيبة هناء موسى البدري رئيسة قسم الأمراض النسائية والتوليد في مستشفى الكرامة :"هناك زيادة بالعمليات القيصرية لسببين: الأول تقدم التقنيات وتوفر الأدوية وزيادة خبرات الأطباء ما سهل من إجراء العمليات، والثاني هو ان الولادات العسيرة قليلة في العمليات القيصرية لذلك أصبحت النساء تفضلها، أضف إلى ذلك ان الحامل عندما تسمع أن فلانة أجرت القيصرية وكانت نتائجها جيدة تُصبح المسألة سهلة بالنسبة اليها وتتصور أنها ستُبعدها عن ألم الولادة وهذا الشيء من حقها "، وأضافت أن الحامل سابقا كانت  تتهرب من العمليات القيصرية بمجرد سماعها انها تحتاج الى إجرائها، اما الان فعلى العكس من ذلك تماماً فقد أصبحت العملية مرغوبة، والسبب الحقيقي الذي أدى إلى زيادتها بشكل ملحوظ هو حصول ولادات قيصرية سابقة للمرأة فبمعدل عمليتين قيصريتين سابقين يعني أن الولادة المقبلة إذا كانت طبيعية فإنها ستزيد من احتمالية حصول انفجار في الرحم بنسبة 50%، لذلك يصعب المجازفة بمثل هذه النسبة، بحسب الدكتورة هناء.وواصلت حديثها بالقول:" هناك عامل آخر شجع على القيصرية الا وهو صغر عمر الأم أي اقل من 18 سنة مما يعرضها للتدخلات الجراحية لأنه علميا في هذا السن تكون منطقة الحوض لدى المرأة غير متطورة، وبذلك ستكون عرضة لتدخل جراحي عند الولادة ومثل هذه الحالة عندما تتكرر مرتين لدى الأم قبل 18 سنة أي ولادتين قيصريتين، هذا يعني أنها ستكون أمام أمر واقع عند الحمل الثالث ألا وهو إجراء القيصرية عند الولادة . وهناك أيضا سبب آخر هو تأخر عمر المرأة بالزواج او تأخر الحمل لديها كل ذلك من شأنه أن يزيد من احتمالية الولادة القيصرية كي لا تتعرض الام الى مضاعفات او تعسر عند الولادة وبالتالي يؤثر ذلك على صحة الطفل".النسبة بلغت 50%وعن معدلات الولادات القيصرية في الآونة الأخيرة توضح الدكتورة هناء بالقول:" تُعد نسبتها كبيرة جداً في مستشفى الكرامة والسبب كونها غير مخصصة للولادة كحال مستشفى الكرخ والعلوية لان مريضاتنا اغلبهن يأتين بتحويلٍ من عياداتنا الى المستشفى، وهن أصلاً بحاجة الى عملية اي ان الأسباب مشخصة مسبقاً بحاجة المريضة للعملية أو هناك حالات ترد إلينا من طبيبات لا يُجرين القيصرية وتستوجب حالتهن عملية لذلك النسبة عالية وتصل الى 50%". ودافعت الدكتورة هناء عما يقال بحق الطبيبة التي تجري العملية القيصرية طمعا بالمال بالقول:" ليس هناك فرق كبير في المردود المادي بين عمليات الولادة الطبيعية والقيصرية فنسبة أجور القيصرية تزيد بخمسة وعشرين ألف دينار على الطبيعية في صالات الولادة الخاصة، وهذا لا يشكل شيئاً للطبيبة حتى تُجري الولادة بالعملية طمعاً بالفرق كما أن قرار العملية للمريضة المحتاجة وبالوقت المناسب أي التشخيص، والقرار الصائب يكون من حصة الطبيبة الأخصائية ويكون الفحص بإشراف خمسة أطباء، اثنان منهم مقيمان، والثلاثة الآخرون من أصحاب الخبرة في مجال الولادة" ،وأكدت أن هناك أمورا قد لا تحسها الام بشكل آني وتعتقد أن ولادتها الطبيعية ممكنة لكن في الحقيقة قد تؤدي إلى تشوهات قد لا تبدو واضحة على الجنين بعد الولادة مثلا بعد دخوله المدرسة يحصل عنده اضطراب او بطء في التعلم، اي مشاكل على المدى البعيد يجب ان نضعها نصب أعيننا دائماً".rnالسبب من الكادر الطبي حصراًالدكتور علي عبد الرزاق المدير السابق لمستشفى الشعلة والمدير العام السابق لدائرة صحة بغداد/ الكرخ ألقى باللائمة على الكادر الطبي في زيادة نسبة الولادات القيصرية قائلا:" في الجانب الطبي القرار بالنسبة للعملية القيصرية يعتمد على الحالة المرضية التي تأتي بها الحامل فهناك أسباب منها حصول أضرار في تنفس الطفل أو احتمالية تعرضه للاختناق فيلجأ الطبيب الاختصاص المعالج عادة إلى القيصرية حفاظا على حياة الطفل والمرأة ولكن القرار يعتمد على الموقف اللحظي الذي تمر به المريضة وما يحصل لها من مضاعفات".وظاهرة الإكثار من العمليات القيصرية ،والكلام للدكتور علي، قد يُعزى إلى أسباب مادية وليس هناك من يستطيع التدخل في هذا القرار إلا الطبيب، الذي هو وحده من يقرر نوع العملية وفي اللحظة المناسبة التي يجب أن تُجرى وهذه الظاهرة قيمية، خلقية، إنسانية، فردية، وليست عمومية، فهي تعتمد على القيم التي يحملها الطبيب أساسا في اداء هذا القرار وقد تظهر ظواهر سلبية في سرعة اتخاذ القرار بإجراء العملية وتتداخل في ذلك عوامل كثيرة منها تعرض الحامل او الطفل للمخاطر ونوع من أنواع الحصول على المال من قبل بعض الأطباء الطامعين ولا يجوز بأي حال من الأحوال تعميم هذه الظاهرة بل يجب معالجتها قيمياً .ويؤكد الدكتور علي أنه في كل عملية في العالم قد تحصل مفاجآت طارئة وقد تحصل مضاعفات ربما تؤدي الى الوفاة وهذا متعارف عليه عالمياً لذلك

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟
تحقيقات

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟

 المدى/تبارك المجيد كانت الساعة تقترب من السابعة مساءً، والظلام قد بدأ يغطي المكان، تجمعنا نحن المتظاهرين عند الجامع المقابل لمدينة الجملة العصبية، وكانت الأجواء مشحونة بالتوتر، فجأة، بدأت أصوات الرصاص تعلو في الأفق،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram