خليل جليلعندما يخوض اي منتخب مباراتين على درجة واحدة من الاهمية في التصفيات الحاسمة المؤهلة للمونديال يعني هذا انه وكما يفترض ان يكون قد استكمل مع جهازه التدريبي كل اشكال الاستعداد والتحضير الموازي لمثل هذه المهة الحساسة ولم يترك ازاءها اية ثغرات وهفوات تنال من تلك الاستعدادات وإلا فان مثل هذا الاعداد لم يكن بالمقاييس المطلوبة.
فما بين المباراة الاولى والثانية نجد ان المدة القصيرة الفاصلة بينهما تبقى مجرد فرصة لتصحيح اخطاء ومعالجة ثغرات وابداء جملة من التوصيات فضلا عن عمل سريع يراه اي مدرب من الحكمة والاهمية ان يتخذه في اطار التحسبات المقبلة.وعندما بدأ منتخبنا الوطني رحلته مع تصفيات الحسم المؤدية الى مونديال البرازيل من الطبيعي ان يكتنف مثل هذه المباريات الكثير من الغموض والحساسية المفرطة تفرضها طبيعة اللقاء وليس هوية المنتخب المقابل ، بل اجواء مثل هذه المباريات مثلما حصل في المجموعة الآسيوية الاولى ، بل حتى في مجموعتنا الثانية عندما وجدنا هاجس اللقاء الاول يسطير على المنتخبات.ان ما خرج به المنتخب الياباني .. المنتخب القوي والمارد الذي يحمل لقب آسيا 2011 في الدوحة لا يعني بانه سيجد الطرق سهلة ومتيسرة امامه في مشوار التصفيات من المؤكد بانه سيواجه مصاعب هنا ومقارعة هناك مثلما يجد عوامل التفوق تؤدي غرضها معه على ارضه وبين انصاره.وكلنا نتذكر اللقاء الشاق الذي واجهه اليابانيون في الدوحة في نهائيات آسيا الاخيرة وهو يجد نفسه متخلفا بهدف حتى اللحظات والثواني الاخيرة من عمر المباراة ونجح فيه من الخروج بتعادل بشق الأنفس ...ونقصد من كلامنا هذا بان مشوار تصفيات الحسم الجميع يدرك بانه ليس من الممكن ان تكون جميع المباريات في متناوله فلكل لقاء كما يعتقد المدربون لم يكن مستقراً للجميع طالما مباريات كرة القدم تحكمها الظروف والتقلبات المفاجئة مثلما يحكمها مبدأ التفوق. وفي العودة الى الحديث عن مهمة منتخبنا الذي يراه البعض بانه خرج من ملعب عمّان بتعادل اقرب الى الخسارة وهناك من وصف النتيجة بانها اقل الخسائر وغيره من اعتبر النتيجة ايجابية والنقطة الواحدة افضل من عدمها وانا اميل الى هذا التصور المنطقي والواقعي ، لكن ما نتفق عليه جميعا وكما اعتقد ان المنتخب الذي يواصل تدريباته في الدوحة استعدادا لمواجهة العُمانيين سيواجه مصاعب وحساسية لقاء اكبر مما واجهه في عمّان وبغض النظر عما تسفر عنه مباراة عُمان واستراليا المقررة امس.فالمنتخب العُماني الجريح قادم من حسابات تناسق وتوازي حسابات بسعي منتخبنا ان يسير بموجبها ما يجعل هذه المواجهة تكتسب اهمية مضاعف ، وأحد اوجه هذه الاهمية يكمن في مدى سرعة استجابة الجهاز الفني واللاعبين لتفادي اية اخطاء رافقت لقاء الاردن وعدم تكرارها في لقاء عمّان وان كانت هناك حاجة لبناء وتغيير لا تتيح الفترة المتبقية للجولة الثانية لمنتخبنا الوقت الكافي تحقيقه.
وجهة نظر: في تصفيات الحسم
نشر في: 3 يوليو, 2012: 07:35 م