علاء حسن المتقاعدون من العمل السياسي ، من أعضاء حزب عراقي معروف بنضاله الوطني وتضحياته الكبيرة ، إصابتهم خيبة أمل كبيرة بعد سقوط الديكتاتورية ، لأنهم كانوا يعتقدون بان الديمقراطية ستنقل أبناء الشعب العراقي إلى مصاف شعوب الدول المتطورة ، بتنفيذ برنامج حكومي يحقق التنمية ويقضي على الفقر ،
ويرفع دخل الفرد ، ومثل هذه الأهداف وغيرها كانت شعارات جميع الأحزاب والتنظيمات السياسية المشاركة في الانتخابات التشريعية السابقة ، واعتراض" المتقاعدين السياسيين " يتعلق بغياب البرنامج الحكومي لتحسين وتطوير الأداء التنفيذي ، وهم يرون بان اندلاع الأزمات المتكررة في العراق جعلت صاحب الحصة الأكبر بالسلطة يحول البلاد من متطورة إلى متورطة بالديمقراطية ، والحكومة التوافقية أو الائتلافية ، وتارة شراكة ومشاركة ووحدة وطنية."حزبي متقاعد" له قصة طريفة مع الشعارات فيوم كلف بواجب كتابة شعار على جدار قريب من مركز الشرطة يقع في حي الحرية مطلع عقد الستينات ، لم يكن يعلم بان رجل الأمن يراقبه ، وعندما شعر بوجوده غير شعار "الحرية لمعتقلي حزبنا " فأضاف لها" في سوريا" ولكنه لم يتخلص من المساءلة والاستفسار ، ورجال الأمن السريين في ذلك الوقت كانوا يتعاطفون مع شباب المنطقة ، فاكتفى الرجل بالتوبيخ ، والتهديد بالاعتقال في حال تكرار كتابة الشعارات بلون احمر ، وبعد ساعات عاد "الحزبي المتقاعد" ليعيد كتابة الشعار تنفيذا لوصايا مسؤوله ، وفي منزله استسلم لنوم عميق لشعوره بأنه أنجز واجبه الحزبي بانضباط تام ، والشعار سيحقق أهدافه بإطلاق سراح المعتقلين ، استجابة لمطالب الشعب ، وعندما تعرض العراق لزلازل سياسية أحبطت أحلام دعاة الديمقراطية وقتذاك ، ترك الحزبي المتقاعد العمل السياسي ، وتفرغ لشؤون عياله وأحواله ، انطلاقا من إيمانه بان العمل الحزبي" ما يوكل خبز " في ظل نظام قمعي يستوفي ثمن رصاصات إعدام معارضيه من عوائلهم ، مع الإذعان لأوامر دفنهم بسرية تامة . بعد عام 2003 استعاد "الحزبي المتقاعد " وغيره أحلامهم السابقة بنظام ديمقراطي تعددي ، فشاركوا في العملية الانتخابية، وصوتوا لصالح حزبهم ، وبعد إعلان النتائج ، أصيبوا بخيبة أمل جديدة ، وخلال مناقشاتهم المستمرة والمتوصلة للظروف الذاتية والموضوعية لأسباب الإخفاق ، توصلوا إلى حقيقة أن العملية السياسية بحاجة إلى تصحيح جذري ، يضمن أبعاد القرقوزات من المشهد السياسي ، وإخضاعهم للمحاسبة الشعبية ، لان الشعب هو مصدر السلطات ، والإسراع بتشكيل قانون الأحزاب وتعديل النظام الانتخابي . صوت "المتقاعدين السياسيين" سرعان ما تبدد وسط صخب وصراخ "القرقوزات" والظهور اليومي في فضائيات أحزابهم ، للدفاع عن منجزات ومكتسبات حققوها للشعب العراقي ، وفي مقدمتها نجاح التجربة الديمقراطية في العراق وجعله من الدول المتطورة المتورطة بنخبة سياسية لم تستطع تسوية خلاف واحد طيلة سنوات، فتعقدت الملفات العالقة ، وأصبح الاقتراب منها، يعني إشعال فتيل أزمة جديدة ، فيما يواصل قرقوزات الحكومة... في سوريا ، وعلى طريقة كاتب الشعار "المتقاعد الحزبي" ،الدفاع عن انجازات وهمية .
نص ردن: قرقوز
نشر في: 3 يوليو, 2012: 07:36 م