اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الغريب والعجيب في هوامش المسؤولين

الغريب والعجيب في هوامش المسؤولين

نشر في: 3 يوليو, 2012: 08:06 م

د. محمد كامل الربيعيتكمن أهمية الهامش في انه يحدد مصير عريضة أو كتاب رفعه مواطن إلى المسؤول الأعلى يذكر فيه معاناته عسى أن يجد لها حلا لدى هذا المسؤول ، فلطالما رفع المواطنون عرائض أو طلبات معينة كتبها لهم ( كتاب العرائض ) أو كتبوها بأنفسهم رجوا فيها المسؤول أن يرفع عنهم ظلماً أو تلبى طلباتهم حسب القانون وعلى وفق شرعيتها .
 كما تكمن أهمية الهامش في توجيه المسؤول الأعلى للبريد الذي يرده من دوائر مسؤوليته بحسب ما يعتقده صحيحا بما ينسجم مع صلاحياته . ومن خلال اطلاعنا أو سماعنا البعض عن هوامش كتبها مسؤولون في الدولة العراقية عبر ربع قرن مضى فإن بعض هذه الهوامش غريبة وفريدة في بابها ، فهل يعقل أن احد وزراء الداخلية في العهد السابق كتب هامشا ذكر فيه "يبقى في السجن حتى ظهور المهدي المنتظر عليه السلام؟!" أو أن يكتب هامشا وردت فيه العبارة الآتية :يحجز حتى يلج الجمل في سم الخياط ! وما إلى ذلك من هوامش عجيبة تدلل على طبيعة تعامله مع العراقيين ومدى استهانته بأرواحهم وكرامتهم الإنسانية .وفي عهدنا الجديد وجدنا بعض المحافظين يعلقون على عرائض رفعها إليهم أشخاص يطلبون  إيجاد عمل لهم يقيهم من شبح البطالة بهوامش مضحكة مبكية،فقد قدم خريج كلية إدارة واقتصاد من إحدى الجامعات العراقية العريقة إلى محافظ لا ندري ما شهادته فإذا به يهمش على هذا الطلب قائلا : معقول خريج كليتين هي إدارة واقتصاد ولم يتم تعيينه لحد الآن ؟! معتقدا أن كلية الإدارة والاقتصاد هي كليتان وليست كلية واحدة ! والأنكى من ذلك أن بعض المسؤولين من الذين تبؤوا مراكز مرموقة في الدولة العراقية يمزجون بين اللغة العربية والعامية في هوامشهم التي يثبتونها على عرائض عباد الله، فكتب أحد المسؤولين في إحدى محافظات العراق هامشا على عريضة إنسان بسيط كان يروم مقابلته مانصه" يراجعني باجر"، بدلا من أن يقول يراجعني غدا ، فاستخدم  كلمة باجر بدلا من مفردة غدا !إنا لله وإنا إليه راجعون !والأدهى من هذه الهوامش الأمية ما اطلعت عليه من هوامش لبعض من أصبحوا يحتلون مواقع علمية مهمة في بعض الجامعات العراقية المرموقة ، فقرأت لأحدهم هامشا ورد فيه .أحالة الموما إليه على التحقيق" مباشرتا ". وحينما يقرأ كتابا يرده من الوزارة يكتب عليه "أطالعت"،فحمدت الله وشكرته لأن العلامة الدكتور مصطفى جواد لم يكن حيا ليقرأ مايكتبه هذا المسؤول العلمي في جامعة عريقة من هوامش وإلا لطلب إدخاله في دورة محو الأمية ولأعاده  إلى المرحلة الابتدائية في عراق الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي لكي يتعلم كتابة الحروف والعبارات بشكلها الصحيح ويتخرج من المرحلة الابتدائية وهو يجيد قراءة الصحيفة والإعلانات ، لا كما يتخرج بعض طلبة المرحلة الإعدادية في وقتنا الحاضر وهم لا يجيدون كتابة أسمائهم فيكتب احدهم مثلا ضافر ، بدلا من ظافر ، ولاكن بدلا من لكن ، وعلى اللغة العربية السلام .ومع ذلك تفتّقت عبقرية بعض المسؤولين في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في عهد النظام السابق من الذين سنحت لهم الفرصة للدراسة في الدول الأجنبية في ظل أوضاع وظروف معينة في الوقت الذي حرم غيرهم من مثل هذه الفرصة رغم تفوقهم وإحرازهم المراتب الأولى على كلياتهم ، ففرضوا على الوزراء أن يطبقوا فكرة امتحان الكفاءة باللغة الانكليزية ، فانتشرت مراكز أداء هذا الامتحان ، وحصل المسؤولون على موارد مالية شرعية ورسمية منها ، فضلا عن موارد أخرى كانت تأتيهم بطرق أخرى نتيجة نجاح بعض الطلبة وتجاوزهم هذه المعضلة التي وصلت إلى الحد الذي كان على الطالب الذي ينجح في الامتحان أن يكتب اسمه باللغة الانكليزية وكم سطرا كتبها في الامتحان ليتم التأكد من انه أدى الامتحان بنفسه دونما تأديته من قبل شخص آخر زور هويته أو تم إدخاله بطريقة ما إلى الامتحان ، وتناسى هؤلاء الذين زوقوا للوزير المعني أهمية هذا الامتحان دونما اهتمام بضرورة إقامة امتحان كفاءة باللغة العربية لأن بعض الذين قبلوا في الدراسات العليا ، لاسيما الدراسات الإنسانية يجيدون كتابة عبارة ذات معنى أو يكتب عبارة مؤلفة من  أسطر عدة دون أن يكون فيها خطأ نحوي أو إملائي فاضح ! وترتبط هوامش بعض المسؤولين بمزاجهم العام ، فإذا كان مزاجهم ورديا فغالبا ما تكون هوامشهم إيجابية ، أما إذا كان مزاجهم متعكراً أو سوداويا فإن عرائض الناس تصبح كبش الفداء وتكثر فيها مفردة سلبية ،مثل"لانوافق ولا يجوز وكلا "وما إلى ذلك من مفردات لا تنسجم مع السياق الطبيعي الإنساني المتجه نحو الخير وفعله. ومن فريد وعجيب ما قرأت أن احد أصدقائي عثر على بريد مهم لأحد كبار المسؤولين في النظام السابق يعود تأريخه إلى السادس من نيسان 2002 قبل أيام من دخول القوات الأمريكية  العراق واحتلاله ،  فوجد فيه عريضة كتبتها شابة جميلة أرفقت صورتها الملونة مع طلبها الذي ثبت فيه معاناتها بسبب جمالها من تحرش بعض المسؤولين بها وتعرضها لمضايقات منهم ورجت السكرتير الذي يسيّر الوزراء ، وكانت كلمة منه كافية لإبقاء هذا الوزير على كرسيه أو إبعاد آخر عن منصبه ، رجته أن يتدخل لحمايتها من تحرشات المسؤولين بها ، فك

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram