رعد العراقي إيطاليا خسرت الرهان وتقبلت برحابة صدر اربعة اهداف إسبانية..وتنازلت عن هيبة امتلاكهم اقوى خط دفاعي بالعالم. وهكذا ذهب اللقب الاوروبي الى منتخب تسلـّح بالثقة والروح العالية وامتلك اكثر من غيره الرغبة بالفوز . وبرغم ان المباراة لم تكن بين منتخبين متباعدين في المستوى، بل ان العكس هو الصحيح إلا ان نتيجتها النهائية تشكل صدمة لكل محبي الفريق الآزوري الذي خطف الاضواء وقدم اداءً
راقيا كان آخره اقصاءه المنتخب الالماني الذي كان المرشح الاول لخطف اللقب، وهنا تكمن المفاجأة في ان يتحول المارد القوي الى حِملٍ وديع بعد ان ادرك ان امامه منتخباً كشف كل خطوطه وتلاعب على مكامن ضعفه وجرّده من كل مقومات قوته داخل الميدان ، انها قمة في العبقرية التدريبية والانضباط الاحترافي للاعبين الاسبان! دروس مجانية في مسلسل صراع الأقوياء ، وكيف ان الدهاء الخططي والتطبيق الراقي لتوجيهات الملاك التدريبي واحترام الخصم ضمن حدود التعامل الاحترافي هي مفاتيح سرية للوصول الى الاهداف وحصد الانتصارات. وبعيداً عن المقارنة بين مستوى منتخبات آسيا وأوروبا ، فان هناك رابطاً مشتركاً لكل مباريات كرة القدم بغض النظر عن الفرق المتبارية وامكانياتها وهي ان الوصول الى الهدف لابد ان يستند الى حجم العطاء والتخطيط واستغلال نقاط الضعف في اداء الخصم وتلافي الاخطاء والثبات في الميدان ، عند ذلك يمكن ان نقول بكل ثقة: إنه لا يوجد منتخب يصعب التغلب عليه، لكن يوجد منتخب لا يعرف كيف يفوز؟ من هنا فان ما حصل في نهائي يورو 2012 لابد ان يزيل الهواجس وعلامات القلق عن امكانية تحقيق منتخبنا الوطني الفوز في مبارياته المقبلة ضمن التصفيات المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 2014 وخاصة انه سيواجه منتخبات قوية عــدّ البعض مسألة تخطيها ضرباً من الخيال كمنتخبي اليابان واستراليا ، لكن مَن يُمعن النظر جيدا بأحداث النهائي الاوروبي سيجد بالتأكيد الحلول في اربعة جوانب وهي مواجهة الخصم بثقة مسيطر عليها ، واللعب على نقاط الضعف مع تقليل الاخطاء وتطبيق على مستوى عالٍ لخطة الملاك التدريبي التي يُفترض ان تكون مدروسة بشكل حرفي وعلمي. إذاً ، لا يأس مع كرة القدم فهي تنتظر مَن يُقدّم عطاءه داخل المستطيل الأخضر ليكسب ودّها ويحصد نتيجة جهده وأدائه اذا ما وضعنا جانباً اخطاء التحكيم وركلات الحظ غير المسيطر عليها! إن امام منتخبنا الوطني وملاكه الفني فرصة في ترتيب الاوضاع واستغلال فترة توقف التصفيات من اجل اعادة روح المنافسة والاستعداد ذهنياً وبدنياً لخوض المباريات المتبقية بقلب من حديد وثقة بالنفس وإصرار على تحقيق الانتصار والدخول في اجواء المنافسة بشعار خطف احدى بطاقات التأهل الى النهائيات. ولأجل ان نذهب بعيداً في عملية الحشد والتهيؤ علينا ان ندرك جيدا مسألة تجديد الدماء في المنتخب لابد ان تكون وفق رؤية دقيقة تحقق الغاية وتخدم تطور اداء المنتخب وليس من اجل التغيير فقط، وعليه فإن الاصوات التي تُطالب في تسريح بعض لاعبي المنتخب لابد ان تطرح البدلاء القادرين على تقديم ما هو افضل من خلال دراسة حقيقة ادائهم ومدى تجانسهم وقدرتهم على الثبات وتجاوز المنتخبات التي سنواجهها وإلا فإن مغامرة التجديد تُعد مجرد مرحلة استعدادية لما بعد انتهاء التصفيات الحاسمة! نقول : ان الطريق ما زالت امامنا والفرصة قائمة في التأهل الى كأس العالم وعلى الاتحاد والملاك التدريبي التبحّر كثيراً في كل خطوة سواء في فكرة الإحلال والتجديد للمنتخب او كيفية وضع خطط الاستعداد، وفي كل الاحوال فان الجانبين النفسي والمعنوي سيكونان سلاحاً فتـّاكاً متى تسرّب في نفوس لاعبينا بشكل ايجابي وعادت روح الرغبة بالفوز وقهر (الكمبيوتر الياباني) ومن بعده (الكنغر الاسترالي) ولا مستحيل ، فالطليان اصبحوا خير مضرب للأمثال!
باختصار ديمقراطي :الطليان مضرب الأمثال
نشر في: 3 يوليو, 2012: 08:32 م