TOP

جريدة المدى > سياسية > هواء في شبك: (بسمار جحا)

هواء في شبك: (بسمار جحا)

نشر في: 14 أكتوبر, 2009: 07:57 م

عبدالله السكوتييحكى ان جحا باع داره لضائقة مالية مرت به ، واشترط على المشتري ان يحتفظ بمسمار له مثبت في جدار احدى الغرف ، فرضي من اشترى الدار بهذا الشرط.وجاء جحا بعد مدة من بيع الدار فطرق الباب ولما فتح له صاحب الدار ، قال جحا: من فضلك (آني جاي اشوف البسمار مالتي) فأدخله الرجل فأخذ جحا جبّة عتيقة له وعلقها في المسمار
 فقال صاحب الدار : ما هذا؟ لماذا تعلق الجبّة في داري ، ردّ عليه جحا : (وانت شنو؟ قابل علكَتها على التعلاكَة مالتكم لو علبسمار مالتي؟ بسماري وآني حر بيه) وفي يوم آخر دخل جحا على الرجل حاملا قميصاً عتيقا وعلقه بدل الجبّة ، ولم يزل هكذا حتى نفد صبر الرجل وفرّ هارباً تاركاً الدار بما فيها لجحا.ربما يكون مسمار جحا قد تركته دول الجوار في العراق ولذا اصبحت تدخل وتعبث وتخرج وفرضت وصايتها ، بدون وجه حق على بلد ما زال يلعق جراح الأمس ، فاصبح الحجر الرخو في محيط متشعب الحدود بين دول عربية واسلامية جلّ همها أن تنال منه وتقوض تجربته ، وهذا الامر لا ينتهي ما دام مسمار جحا معلقا على جدران بيتنا الكبير ، فهم اصبحوا اصحاب عذر في الدخول والخروج وكأن الدار دارهم.ان لدول الجوار اكثر من مسمار داخل العراق يشجعها على التدخل بشؤونه الداخلية ، حتى احكمت قبضتها عليه ولم يعد يعقد مؤتمرا يطالب بحق مهتظم الا بعد ان يستشير هذه الدول او تحضر مؤتمراته بصفات متعددة ، مرة كمراقب او ضيف واخرى كطرف مؤثر في اتخاذ القرارات المهمة.كل العالم يسير وفق اعراف ومعاهدات تبرم بين جهات متعددة متجاورة تتفق فيها هذه الدول او الجهات على عدم المساس بسيادة اية دولة فيها ، والا لو كان للدول الباقية محيط كمحيط العراق ، لما اندملت جراحها وما كانت تستطيع ان تتفرغ لبناء مؤسساتها او النظر في شؤون شعبها ، ولكن الامر واضح كعين الشمس ان هذه الدول من هنا الى ان تستطيع ان تفشل هذه التجربة لن تدخر جهدا فيه مساس بسيادة العراق الا وقامت به ، ولن تدخر تصرفا فيه اذى لشعبه الا وتصرفته.وهذه ليست نبوءة وانما هي مقاربة لواقع يعيشه العراق ولا يرضى تصديقه لسبب او دون سبب.اننا في هذه المرحلة المهمة من بناء حضارتنا بمعزل عن هذه  الدول يجب ان نضع في حساباتنا الصعوبات التي سنمر بها بعد خروج امريكا او انسحابها الكلي وان نضع تدابيرنا ونعمل بجد لحماية حدودنا والا نصبح نهبا، ومسألة القانون الدولي وما سيقدمه هذه امور يمكن ان تأخذ سنين عديدة لن نستطيع معها انقاذ الباقي المتبقي لنا ، خصوصا اذا بقينا نأمل ان يقوم احد ما بانصافنا ، وبالنهاية اذا اردنا ان نستقر في دارنا ، يجب علينا ان نخلع مسمار جحا الذي وضعه الآخرون من خارج الحدود كي يصبح ذريعة لدخولهم وخروجهم وتدخلاتهم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

السوداني يفتتح النسخة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب
سياسية

السوداني يفتتح النسخة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد / المدى افتتح رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أمس الأربعاء، معرض العراق الدولي للكتاب، الذي يُقام بنسخته الخامسة على أرض معرض بغداد الدولي.وقال المكتب الإعلامي للسوداني في بيان إن "رئيس مجلس الوزراء...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram