TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > تحت المجهر :خلية الأزمة ومبدأ الواحد بالمئة

تحت المجهر :خلية الأزمة ومبدأ الواحد بالمئة

نشر في: 4 يوليو, 2012: 07:24 م

 د. معتز محي عبد الحميد أول من ابتكر مصطلح «مبدأ الواحد بالمئة»  «The one   percent doctrine »  هو نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني، حيث كان ذلك في نوفمبر 2001، إثر هجمات الحادي عشر من سبتمبر، ويطلق عليه في الوقت ذاته «مبدأ تشيني»، ويدور محوره على وجود حدث قليل الاحتمال وكبير التأثير - خاصة في مجال نسبة خطر استخدام التقنية النووية في مجال الإرهاب الدولي، حيث يتطلب الأمر التعامل مع ذلك بشكل جدّي من حيث القدرة على الاستجابة، واعتماد أسلوب الضربات الإستباقية والوقائية.
ومن تاريخه أُعتمد هذا المبدأ في التعامل مع أبرز المهددات التي تواجه الولايات المتحدة الأمريكية والعالم، فبالإضافة إلى قضية الإرهاب هناك قضية التغيّر المناخي، وثقب الأوزون، والكوارث البيئية، والأمراض القاتلة كإنفلونزا الطيور، وكذلك التحوير الجيني والتعديل الوراثي للأطعمة وغيرها..  إلا أن من زاده شهرة، هو تأليف «رون سوسكيند» Ron Suskind   كتابه الشهير في عام 2006 بعنوان «مبدأ الواحد بالمئة»، حيث بنى مبدأه على ما بناه نائب الرئيس الأمريكي - تشيني، لكن بصورة أكثر وضوحاً وهو احتمالية التهديد القادم من الشرق والمرتبط بالإسلام.وحقق كتابه - بعد صدوره -  على رأس قائمة « نيويورك تايمز» للكتب الأكثر رواجاً ومبيعاً في 2006 وفاز على إثرها «بجائزة بوليتزر الصحفية» Pulitzer prize  وحاز هذا المبدأ اهتماما سياسيا وإعلاميا كبيرين على المستوى الرسمي والشعبي في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي السياق نفسه صدر عن مطبوعات جامعة هارفرد سنة 2007 للكاتب كاس أر.سونشتاين، كتاب بعنوان «كوكب الأرض: أسوأ السيناريوهات» Worst-Case Scenarios   وترجمته مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، ضمن برنامجها العالمي للترجمة بالتعاون مع الدار العربية للعلوم، حيث يعالج الكتاب المبدأ نفسه، ولكن بتطبيقات أوسع وفي مجالات مختلفة.ويؤكد الكتاب  أهمية «مبدأ 1%» فبالنسبة إلى النتائج الكارثية لأي خطر أو مهدد، يمكن ألا تختلف نسبة الواحد بالمئة كثيراً  عن الاحتمال الأكبر من ذلك بكثير، ومن الواجب أن نضع  في الحسبان الاستجابة لهذا الخطر وكأنه أمر مؤكد.ويشير الكتاب إلى أن هناك مشكلة في أن الاستجابة لأسوأ السيناريوهات يمكن أن تكون مرهقة وخطرة، وقد تنطوي على سيناريو أسوأ بحد ذاته، كذلك يهدف الكتاب إلى فهم استجابات الناس وردودهم تجاه أسوأ السيناريوهات ما بين الفعل المفرط والإهمال التام، وتؤثر المشكلتان سواء الإفراط أو التفريط في الأفراد والحكومات على السواء.ويحاول الكتاب بشكل رئيسي الإجابة على سؤال مهم وهو: كيف سيتعامل الإنسان والحكومات مع أسوأ السيناريوهات؟ هل سيميلون إلى إهمالها أم سيبدون اهتماماً مفرطاً بها، والسؤال الأهم كما يقول الكاتب «مهما كان ما سنقوم به فعلياً، كيف يجدر بنا أن نتعامل مع الأخطار غير المتوقعة للكارثة؟!على أهمية الكتاب بلا شك، ومع أن الطبعة الإنجليزية صادرة في عام 2007 إلا أن القيمة العلمية باقية فيه كما يقال وتشد القارئ إلى أهميتها، لكن يبقى السؤال الأهم:  كيف تتعامل خلية الأزمة عندنا مع المهددات التي تهدد الأمن الوطني وخصوصا عمليات الإرهاب وفلول القاعدة والخلايا النائمة التي تعتمد على المبادئ المسبقة والتخطيط لكل عملية . ولو كانت  خلايا الأزمة تعتمد عندنا ولو بنسب صغيرة جداً كالواحد بالمئة لما حدث ويحدث من خروقات أمنية يومية وتسببت في كوارث وضحايا تتساقط وعنف لا ينتهي ، ما زلت أتساءل أين «مبدأ الواحد بالمئة» من هذه القضايا التي لا تزال من دون حل ومن دون علاج ؟ أم أن هذا المبدأ لا ينطبق على هذه القضية؟! ما زال السؤال يحتاج إلى جواب!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram