بغداد/ صابرين فالح متطلبات العائلة تقول سهاد العبيدي: في الواقع لدي الكثير من الوقت للاهتمام بشؤوني الخاصة وممارسة الكثير مما أرغب فيه بعيدا عن احتياجات زوجي وأولادي، أطفالي في إعمار تؤهلهم للاهتمام بأنفسهم من دون متابعة دقيقة مني، لذلك كثيرا ما أمارس هواية القراءة بعد الانتهاء من أعمال البيت والأشراف على كل الأمور التي تتطلب متابعتي او أشاهد التلفاز وأستطلع القنوات وأختار ما يعجبني منها، وأنا سعيدة لأني اعتبر نفسي من المحظوظات حيت لا عجلة ولا لهاث لأنهي أعمالي أو اقصر بواجب من واجباتي.
بينما تعلّق وسن عبد الصاحب: لا أجد الوقت الكافي أبدا للاهتمام بنفسي، أو القيام بأي أمر يخصني، بعيدا عن الزوج والأولاد، فأنا لدي طفلان صغيران لا يتجاوز عمر الكبير الثلاث سنوات، لذلك أجد نفسي ما بين متطلباتهم والاهتمام بشؤون البيت والأعمال المنزلية من غير أي فرصة أو وقت فراغ ولا اصدق متى ينتهي اليوم حتى آوي الى فراشي متعبة إلى حد الإعياء.التنظيم وأوقات الفراغأما ريم احمد فقد عبّرت برأيها في هذا الشأن إذ تقول: اعتقد أن التنظيم، في كل شيء، هو أساس حصولنا على أوقات فراغ، للاهتمام بأنفسنا وممارسة هوايتنا بعيدا عن الزوج والأولاد، ومهما كانت الأعمال عديدة والمسؤوليات كبيرة إلا أننا نستطيع بقليل من التنظيم، تقسيم أوقاتنا كي نحظى بالوقت الكافي لممارسة كل ما نريده.غير أن دلال عبد الرحمن تقول: اعتقد أن المرأة، خصوصا ربة البيت لا تجد وقتاً لنفسها ولا تحب شيئا آخر غير اهتمامات البيت والزوج والأولاد. والكثيرات، وأنا منهن، أجد كل المتعة بالأشراف على شؤون بيتي ومتطلبات زوجي وأطفالي لذلك لا أشعر بأنني محرومة من وقت إضافي أقضيه لنفسي فقط فكل ما أحب القيام به واعتبره شأنا من شؤوني هو بيتي وأولادي.بينما تقول نوال شاكر، تشكو أنها أهملت نفسها كثيرا، في سبيل الإيفاء بحاجات البيت ومتطلبات عائلتها، حيث لا وقت لديها للخروج وزيارة أقاربها أو صديقاتها إلا للضرورات والمناسبات المهمة ولا تعتني بشكلها أو باحتياجاتها إلا في ما ندر، وترى أن خطأ المرأة هو إنجاب أكثر من طفلين وفي أوقات متقاربة، حيث أن قوة المرأة الآن وتحملها لم يعد كما في عهد جداتنا وأمهاتنا وتستغرب كثيرا من واقع النساء العاملات وكيف يجدن الوقت الكافي للعمل وللاهتمام بالمنزل والعائلة. الحصول على وظيفةإلا أن رواء عادل كان لها رأي مختلف قليلا حيث تقول: أنا على العكس من العديدات، إذ أشكو كثرة أوقات فراغي، عندي طفل واحد لا يتطلب كل وقتي، وزوجي عمله يتطلب منه البقاء خارج المنزل لأوقات طويلة لذلك لدي الكثير من الوقت الذي اقضيه في ممارسة كل ما ارغب فيه وأفكر كثيرا بالحصول على وظيفة رغم عدم حاجتنا المادية لذلك فقط لكي أتغلب على أوقات الفراغ الكثيرة لدي.تقول أم محمد، ربة بيت، وهي زوجة وأم لأربعة أطفال تحمل الشهادة المتوسطة: إنها لم تعمل في وظيفة لأنها تركت الدراسة وتزوجت مبكرا وزوجها اعتاد على تفرغها ويكره فكرة انشغالها عنه وعن الأطفال، وباعتقادها فإن ربة البيت تتابع طلبات زوجها وأطفالها أكثر من الزوجة العاملة التي تطلب من الرجل التنازل عن اغلب حقوقه من اجلها، وتؤكد أم محمد سعادتها بكونها ربة بيت، وتوفر وقت فراغ لها برغم عملها المتواصل، لتمارس فيه هواياتها ومنها المطالعة .معاناة من الكآبةأما ليلى العبيدي وهي أم لثلاثة أطفال، تحمل شهادة بكالوريوس، تقول إن زوجها طلب منها البقاء في المنزل وبرغم انشغالها طوال اليوم، فهي تشعر بوجود فراغ كبير لديها ولا تجد ما تفعله سوى تغيير ديكورات المنزل بين فترة وأخرى لتغير روتين حياتها!ويرى الكثير من المختصين بعلم الاجتماع أن ربات البيوت يعانين الكثير من الكآبة بسبب عدم اختلاطهن الكبير بالمجتمع والناس لمكوثهن بالمنزل وميل الكثير منهن إلى العمل ولكن لعدم توفر الظروف اللازمة، لذلك فضلن البقاء في المنزل ويتفاقم هذا الوضع إذا لم يجدن الوقت الكافي للاهتمام بأنفسهن ومزاولة الهوايات التي يملن إليها لذلك يجب أن تسعى كل ربة بيت لأن تحظى بالوقت الكافي، تخصصه لاهتماماتها ومزاولة أشياء تخصها وحدها وتحبها.بالمحصلة نرى أن لكل امرأة سواء كانت ربة بيت أم امرأة عاملة ظروفها ومشاغلها التي تختلف عن غيرها، وليس بالضرورة أن كل امرأة لها أوقات فراغ كثيرة ولا تجد مثل هذه الأوقات، فلكل امرأة أولويات واهتمامات مختلفة عن غيرها، المهم أن تعرف كيف تنظم وقتها وتجد السبيل اللازم للاهتمام بنفسها ومتطلباتها بجانب الاهتمام بزوجها وأولادها حتى لا تشعر بالغبن أو الظلم إذا ما أهملت نفسها واهتماماتها.
المرأة تتحدى الوقت وتهمل نفسها من أجل العائلة
نشر في: 4 يوليو, 2012: 07:31 م