بغداد/ إيناس طارق زرقاء العينين، شقراء الشعر، أقل من الدهون، شد الوجه ، شفط الشحوم، والكثير من التسميات التي تطلق على عمليات التجميل التي اجتاحت عالم الشباب العراقي بعد عام 2003 ، تغيرات كثيرة، في الوجه ومع ذلك أنها لا تستحق المخاطرة. أنها تؤثر في أشياء أكثر أهمية، فالنساء يحاولن التخلص من التجاعيد
أو الجسد الممتلئ، ولا يترددن في الجلوس تحت المشرط الطبي، الذي قد لا يعود بهن إلى الحياة، وإن عدن فبشكل مختلف وقد لا يكون كما رغبن. نساء بدأن يتهافتن على عيادات أطباء التجميل، هذا بمثابة سيناريو كابوس بسيط. لعرض عمليات خطرة، هذا شيء من هذا القبيل الرهيب، عالم غريب حقا تغير في الشكل الذي تعودنا رؤيته سنين طويلة .شركات السفر والعلاجسوف نحاول أن نطرق خفاياها خصوصا بعد أن جذبتنا لوحة علقت في منطقة العطيفية/ شارع الدامرجي لإحدى الشركات الخاصة بالسفر والنقل كتب عليها بخط واضح وصريح أنها على استعداد لإجراء عمليات تجميل وبإشراف أطباء اختصاص "عجيب غريب" الأمر كان يستحق المجازفة لمعرفة ماهية هذه الشركة فما أوجه التشابه بين هذين النشاطين ، الدخول إلى المبنى يكون طبيعيا لان هناك عيادات أطباء مختلفة، وفعلا تم لنا ذلك وصلنا إلى الشركة بذريعة أننا نريد الذهاب في رحلة الى دولة لبنان لمدة سبعة أيام وحسب الإعلان المنشور في أسفل العمارة والمعلق على البوابة الرئيسة ، المكان عبارة عن غرفة لا يتعدى طولها وعرضها أربعة أمتار، شكلت من قواطع خشبية في الممر الطويل الذي قطع الى خمس أو ست غرف استغلت من قبل عدد من الأطباء المختلفين في الاختصاص، وجدنا فتاة تجلس على طاولة خشبية من النوع الغالي الثمن ويجلس رجلان آخران بقربها يقدمان عروضهما الخاصة بالسفر بعد ذلك وكسبا للوقت استدرجنا الفتاة في مسألة عمليات التجميل وقلنا لها نريد ان نعرف مع من يكون التعاون من الأطباء وفي أي مستشفى؟ أجابت ان عمولة المكتب 200 دولار، وهي أجور مقابل تقديم المساعدة ليس إلا! وأكثر النساء لا يعرفن مكان إجراء هكذا عمليات لهذا أردنا تسهيل المهمة!تركنا المكان على امل العودة للقيام بالرحلة وإجراء عملية تجميل للأنف الذي فضلت الاحتفاظ بشكله على أن افقده.يقول الباحث الاجتماعي احمد عبد الله لـ(المدى)"إن الفضائيات ساهمت بشكل كبير في انتشار عمليات التجميل ، والامر وصل إلى حد الهوس في بعض الاحيان، اضافة الى انتشار الاهتمام بإجراء هذه العمليات بين كافة الفئات الميسورة والمتوسطة وبين فئة الشباب ونتيجة تسويق الجمال والتأكيد على أهميته عبر وسائل الإعلام المختلفة، برز الدافع النفسي بقوة كمبرر لدى المراجعين لعيادات التجميل متذرعين بعدم القبول الاجتماعي في حال كان جمالهم متواضعا أو كانوا يعانون مشكلة لافتة للنظر.للنساء آراء مختلفةفيما أكدت فرح - البالغة من العمر 25 عاما، موظفة قامت بإجراء عملية تجميل للأنف في احد المستشفيات الأهلية - أنها كانت مترددة كثيرا في خوض التجربة كما سمتها، لكن الطبيب اخبرها بأنها تعاني من انحراف في الانف ويجب الإسراع في اجراء العملية لان هذا الانحراف هو سبب التهاباتها المزمنة "للجيوب الأنفية " لكن انفها اخذ في الانتفاخ وأصبحت تخجل من حجمه وسوف تقوم بإجراء عملية أخرى بعد ان تجمع المال اللازم لذلك، فالعملية الأولى كلفتها مليوناً وخمسمئة الف دينار، والأخرى مليوني دينار فقط "يا بلاش".أما سلامة كاظم 30 عاما فتعاني زيادة في الوزن حيث تقول: أتمنى إجراء عملية شفط الشحوم، لأنها السبب في عدم زواجي لحد الان فالعرسان يرفضون سمنتي الزائدة ، فيما أنني اخاف إجراء العملية خصوصا بعد ان أخبرتني إحدى الطبيبات بأن الوفاة قد تكون نهاية من تجرى لها عملية شفط الدهون، فهي عملية ليست صعبة على الطبيب، ولكنها صعبة على المريض وتعرضه لخطورة شديدة وممكن ان تأتي الخطورة نتيجة رغبة المريض الذي يريد عمل أكثر من عملية في نفس الوقت، لذلك تكون الخطورة في اتخاذ القرار، وان نوع العملية عائد في بعض الأحيان له، وأطباؤنا يفقدون التوازن في هذا الشأن .بينما تعلق أم سجى البالغة من العمر 40 أنها تفكر في ان تقوم بعملية شفط للدهون في مناطق عديدة من جسمها لأنها بعد الحمل والولادة أصبحت ممتلئة جدا وأصبح مظهرها لا يعجبها وتريد الظهور جميلة ورشيقة أمام زوجها وقد اشتركت في سلفة مالية لإتمام المبلغ البالغ 5 ملايين دينار.منازل وعياداتفي إحدى العيادات الواقعة في منطقة الحارثية طبيب تجميل لا نذكر اسمه حتى لا يأتي إلى الصحيفة ويقول انه أصيب بإحباط نفسي ومالي بعد أن نشرنا تحقيقا عنه. هذا الطبيب كان يشغل عيادة صغيرة جدا ولا احد يطرق بابه لكن في ليلة وضحاها أصبحت عيادته عبارة عن منزل مساحته 200 متر، يتكون من طابقين، يتنقل فيه المراجعون من غرفة إلى أخرى، ونتيجة الازدحام ينتظر البعض في المطبخ الذي تحول إلى استقبال، والبعض الآخر يتجول ويجلس في الطابق الأرضي والطابق الثاني لأن عدد الناس الذين يريدون اجراء جراحة تجميلية هو أكثر ويكثر يوماً بعد يوم . يقول الدكتور الذي فضل عدم ذكر اسمه لأسباب امنية وتنافسية طبية "أكثر العمليات ا
نساء يرغبن في التغيير وأطباء يتحوّلون إلى تجّار
نشر في: 4 يوليو, 2012: 07:31 م