TOP

جريدة المدى > سينما > هل تشهد السينما العربية نهضة جديدة؟

هل تشهد السينما العربية نهضة جديدة؟

نشر في: 4 يوليو, 2012: 08:07 م

ترجمة: نجاح الجبيلي إن زيادة العروض والتمويل لصناعة السينما العربية تمنح الأمل في المستقبل على الرغم من الغليان السياسي في العالم العربي. بهذا الشأن كتب المنتج السينمائي التونسي طارق بن عمار في صحيفة الغارديان في 12 شباط عام 2012.
الربيع العربي جعل الاهتمام الغربي مركزاً على العالم العربي بطريقة غير مسبقة، وفي حين أن الأحداث في البحرين وليبيا وسوريا تحولت بشكل تدريجي لتكون أشد عنفا، ثمة فترة من العام الماضي عندما ألهم الشباب العربي المتابعين بشجاعتهم ومواقفهم الحداثوية كلياً، إلا أنه بالنسبة لمنطقة سكانها أكثر من 300 مليون شخص، وذات تقاليد غنية في الفولكلور ورواية القصص، كان العالم العربي يعاني الحرمان من السينما الخاصة به، يمكن لمصر أن تتباهى بالفخر بصناعة أفلام تعود لأكثر من قرن، لكن ما وراء ذلك كانت الصورة غالبا غير مشجعة إلا قليلاً.حين بدأت صنعتي كمنتج أفلام في تونس في السبعينات من القرن العشرين، لم تكن توجد صناعة سينما عربية بمعنى الكلمة ، كان الممولون النشطون، وبالأخص الذين يعملون في اقتصاديات الخليج التي تُغذيها الدولارات النفطية، يركزون بشكل كبير على الاستثمارات في البنى التحتية والدفاع بدلاً من  الاستثمار في مجال الثقافة. كانت المنطقة تفتقر أيضاً بشكل مخيف لدور السينما، وبينما كان العالم العربي مرتبطا رسميا باللغة نفسها، كانت اثنتان وعشرون دولة عربية في الواقع تمتلك لهجات وعادات  محلية ظلت بشكل متكرر خاصة ضمن حدودها. فكانت النتيجة غياب سوق حقيقية عربية للسينما العربية، مع قلة فقط من صناع الأفلام الذين أحرزوا شهرة عالمية مثل يوسف شاهين من مصر. بناءً على ذلك، ينصب تركيزي في الوقت الحاضر على جذب إنتاجات عالمية إلى وطني إذ جلبت إلى تونس جورج لوكاس بفيلم "حرب النجوم"  وستيفن سبيلبرغ بفيلم "غزاة الفلك المفقود" وفريق "مونتي بايثون"  بفيلم " حياة برايان". كنت أصرّ دائما أن يكون التونسيون جزءا من طاقم العمل كي يصبح المتدربون اليوم صناع أفلام في  المستقبل.لقد جاءت فكرة فيلم "الذهب الأسود"  من قراءتي لكتاب في موقع تصوير فيلم " حرب النجوم"، وهذا الكتاب للروائي الألماني السويسري "هانز رويش" بعنوان "جنوب القلب"، ويدور حول اكتشاف النفط في شبه الجزيرة العربية في أوائل القرن العشرين، والأهم بالنسبة لي أنه يروي ذلك من وجهة نظر عربية. حاولت في البداية أن أصنع فيلما في أواخر السبعينات، ومع أنني وجدت اهتماما من شركة بارامونت أحد استوديوهات هوليوود الكبرى ، إلا أنني لم أحصل على  أي تمويلات من مصادر عربية، فأركنتُ هذا المشروع على الرف. بعد ثلاثة عقود، تغير المشهد الإعلامي العربي بشكل لا مثيل له، إذ أن زيادة القنوات الفضائية العربية - هناك 500 قناة فضائية مجانية على  الأثير حسب آخر الإحصائيات، منحت المحتوى المحلي منصة لم تكن موجودة سابقاً وساعدت في كسر هيمنة القنوات التابعة للدولة. هناك مهرجانات سينمائية كبرى جديدة، مثل الدوحة وأبوظبي ودبي، مع أقسام وتمويلات مخصصة للسينما العربية. إننا نرى نهضة سينمائية عربية نشطة من شمال أفريقيا إلى الشرق الأوسط.لقد أصبحت قيمة الثقافة، والسينما على وجه الخصوص، واضحة للمستثمرين العرب اليوم، ولهذا السبب كنا قادرين أخيراً على تحويل كتاب "رويش" إلى فيلم طويل ذي ميزانية كبيرة. كان شريكي في الفيلم معهد الدوحة للسينما الذي دشن في عام 2010،  من قبل ابنة أمير قطر الشيخة (المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني). إن مثل هذه المنظمات هي التي جعلت من الممكن لصناع الأفلام العرب الاعتماد على دعم حقيقي من منطقتهم.إن التحديات الكبرى ما تزال باقية. ففي المملكة العربية السعودية، التي هي من الناحية المالية أكبر مستهلك للترفيه في المنطقة، كانت دور السينما محظورة منذ السبعينات في القرن الماضي. وفي الأسواق الأكثر ربحاً وازدحاماً بالسكان ، مثل العراق وسوريا فإن دور السينما غير مستغلة إلى حد كبير بسبب عدم الاستقرار السياسي. إن عدم وجود جمهور محلي متحمس وقابل للنمو اقتصاديا تعتمد عليه الأفلام العربية سيضطر صناع الأفلام لضمان أن تكون مشروعاتهم جاذبة للجمهور العالمي. لسوء الحظ فإن عمر الشريف هو الممثل العربي الوحيد الذي تمتع بشهرة عالمية وقوة نجومية في النصف الثاني من القرن الماضي.ما تزال التداعيات طويلة الأمد للربيع العربي، وبخاصة في سياق تأثيرها على المجتمع والثقافة، غير واضحة. لقد شاهدنا بدايتها بأعيننا عند تصوير  فيلم "الذهب الأسود" في تونس إذ اندلعت الثورة من حولنا. و ما ملأني بالأمل الكبير كان رؤية الطاقم التونسي وهو يحضر للعمل بكامله في الوقت المحدد  في صباح اليوم التالي للثورة في كانون الثاني من العام الماضي. إن رؤيتهم يحملون الفخر والمسؤولية في عملهم يجعلني متفائلاً في السنوات المقبلة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram