سلام خياط هرع جمهرة من المودعين أموالهم في المصارف البريطانية، لاسيما بنك باركليز، المتوزعة فروعه عبر شوارع لندن وأزقتها، لسحب ما يمكن سحبه من مدخراتهم – بعدما فاحت روائح الفضائح التي ارتكبها القيمون على إدارة المصرف، وفي المقدمة (بوب دايموند) رئيس المصرف الذي استقال من منصبه إثر إعلان تفاصيل الفضيحة، (يذكر إن راتبه السنوي يبلغ مليون ونصف المليون جنيه إسترليني،،عدا الامتيازات والمكافآت التشجيعية).
المودعين –كبارهم وصغارهم– هلعٌ لا يوصف، بعدما نشر على حبال العلن ما كان يتداوله الخاصة بالسر.مبدأ الائتمان في المصارف البريطانية، وطيد وراسخ، ويشكل دعامة فارقة من دعائم استقرار البلد ووتائر نموه الاقتصادي. فما عدا مما بدا؟؟ ما الذي يدعو خبراء المال والاقتصاد للشك في حسن الأداء المصرفي وترقب الأسوأ في سوق الائتمان؟ والبحث عن منفذ لتلافي تداعيات الفضيحة، التي تهز سوق المال وتذبذب قيمة الأسهم وتخلخل أسعار البورصة وتضعف الثقة في سلامة الأداء المصرفي، الذي هو واحد من أعمدة خيمة النظام الرأسمالي.السؤال – البريء – الذي يتبادر لأذهان البسطاء –أمثالي-: أين ذهبت أموال وثروات الدول المبتلاة بحكامها على مدى السنوات الأربعين التي خلت؟؟ والتي هربت من حضن الوطن الأم، لتستقر في جيوب البلد (المرضعة)؟ أين اختفت أموال وثروات ليبيا القذافي، وهي بالمليارات؟ وعراق صدام وما بعد صدام من رهط بريمر وجوقته، وهي بالمليارات؟ أين استوت ثروات مصر مبارك وأولاده، وهي بالمليارات؟ وصالح وأولاده، وبن علي وعشيرته، والأسد وحاشيته، وهي بالمليارات؟ والحبل على الجرار.طوال تلك العقود، كان المهيمنون على مقاليد الأمور، يجمعون، ويعيدون الجمع، ليهربوا بما جمعوا بعيدا عن بلدانهم المضطربة، نحو بلدان (الاستقرار) بريطانيا وسويسرا بالمقدمة: حللوا وحرموا، اغتصبوا واستباحوا، مكروا، تنابزوا، تصارعوا. من أجل لذة زائلة.. رقائق من ذهب ورزم من ورق، يودعونها في مصارف الغرب، فإذا هي كالهباء المنثور.غدا.. حين يعلن عن تآكل الودائع المصرفية، وهي بالمليارات، ويدعى المودعون لقسمة الغرماء، (بالتفليسة). سيدرك المتهافتون، -بعد فوات الأوان- إن الوطن أم، وإن الاستثمار في أحضانها بر وصدقة وزكاة, وإن دول الاغتراب مهما رحبت بالغرباء، فهن مرضعات بالأجرة.
السطور الأخيرة:ألهاكم التكاثر
نشر في: 4 يوليو, 2012: 08:46 م