وائل نعمة رجحت قبل أكثر من عام أن يتحول العراق في تصميم معماري فريد إلى شوارع مشطورة إلى نصفين للنساء وللرجال لا يلتقيان أبداً، بعد كثافة الدعوات التي تطالب بضرورة فصل الجنسين في الجامعات على خلفية قرار عزلهما في المدارس الابتدائية ونزع صفة الطفولة من تلاميذ الصف الأول الابتدائي.
الكلام الثقيل والذي انتشر بسرعة كما تنتشر النار في الهشيم عن مخاطر بقاء الجنسين في مكان واحد دفع إحدى عضوات مجلس واسط قبل فترة إلى أن تطالب بوجود محرم مع كل موظفة حكومية أو ربما حتى التي تعمل في القطاع الخاص لردء خطر الشيطان الثالث المتواجد بين كل رجل وامرأة حسب اعتقاد عضوة المجلس التابعة لإحدى التيارات الإسلامية. ربما جاءت فكرة هذه المرأة لإنهاء أزمة البطالة لان كل الرجال سيعملون مع النساء كـ"محارم " وبالتأكيد لن يعملوا مجانا، والميزانية العامة موجودة لقضم جزء منها ودفعها رواتب لـ "رجال العزل " ! وأعقبها عميد الكلية التقنية الإدارية الذي "تفتقت " عبقريته بان طلب عقد القران بين كل طالب وطالبة يجلسان مع بعض في داخل الكلية. في تحقيق صحفي أجريته في وقت سابق لم ير بعض الأساتذة في جامعة بغداد والمستنصرية غضاضة من إيجاد قاعات منفصلة للطلاب الذكور والإناث ضمن حرم الجامعة لتجنب "الفساد الأخلاقي" كما يصفونه ، والذي يقض مضاجع الأساتذة وهم يعملون في بنايات يعود زمن بنائها الى حقبة الستينيات وحر الصيف يكاد يقلع صبغ الجدران المتسخة والمنخورة من حشرة "الأرضة " وهم يعانون من نقص أجهزة التكييف والمستلزمات الخاصة بالدراسة من مختبرات وأجهزة عرض .وزارة التعليم العالي تسارع دوما لغلق اي منفذ تتسرب منه أنباء عن مشروع لفصل الذكور عن الإناث في الجامعات، وهي دوما تنفي هذه الاخبار ، ولكن ما تفسير ما يحدث في إحدى الكليات التابعة للجامعة العراقية – جامعة صدام للعلوم الإسلامية سابقا – من أن القاعات الدراسية مفصولة ولا يتشارك الطلاب مع بعضهم إلا في الشارع ومنعوا من التواجد معا في باحة الكلية الصغيرة أو في نادي طلابي، كما يقول طلاب الكلية.الطلاب حرمت عليهم الابتسامة، فكان عميد الكلية يأتي بنفسه ليحذر الطالبات من الضحك، بل وصل الأمر الى انه حاسب إحدى الطالبات عندما شاهدها تضحك في صورة فوتوغرافية التقطت لها في داخل الكلية!الكلية وحسب ما ذكر الطلاب لا تضم نادي لأنه "حرام" حسب أمر العميد ، الذي يغلق باب الكلية ولا يسمح لأحد بالخروج والدخول والجميع مسجون في تلك البناية الصغيرة، لذا يلجأ الطلاب بعد فتح باب الزنزانة إلى الرصيف المقابل للكلية للحديث والمشاركة في هموم الدراسة.الغريب أن هذه الجامعة العراقية تضم عددا من الاختصاصات غير الدراسات الإسلامية إلا أنها لا تسمح بقبول أي طالب من غير المسلمين كما تجبر الطالبات على ارتداء الحجاب والتنورة الطويلة إلى أخمص القدم.
من داخل العراق: شريط عازل
نشر في: 8 يوليو, 2012: 06:44 م