اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > دولة التكوين المرتهنة بمبدأ المصلحة

دولة التكوين المرتهنة بمبدأ المصلحة

نشر في: 8 يوليو, 2012: 06:50 م

  حكمت البخاتيلم يعد المجتمع في عالمنا القادم من عوالم الدولة القديمة منفصلا عن الدولة، فهو منخرط فيها ولعله رغم إرادته ممسوك بها وإن كان غير متمسك بها ،فالدولة مازالت في عالمنا طارئة علينا من عوالم الحداثة غير مرحب بها في قناعتنا الثقافية – الشعبية وافدة علينا في قناعاتنا النخبوية-الثقافية مازالت تبحث لها عن موطئ قدم في تحولات مفاجئة وغير متوقعة في عراكات دولتنا السياسية والاجتماعية والمستمرة في استبدالاتها غير المجدية منذ قيام الحكم الوطني فيها في العقد الثاني من القرن العشرين
فمن ملكية – وديعة إلى جمهورية عسكرية إلى جمهورية قومية إلى جمهورية اشتراكية قومية مناطقية في خليط مشوه لطبيعة نظام سياسي كرس انخراط المجتمع في الدولة عبر إمساك به لم ينتج علاقة في التمسك بها فبقي انخراط المجتمع في الدولة مشروطا بالقوة السالبة لكل إرادة تسعى إلى المشاركة في صنع مصير الدولة ومصير الوطن بآن واحد، مما أفسح المجال على إثر سقوط سلطة القوة في 9/4/2003 أمام المجتمع للانفلات من إكراهات التكريس السلطوي وضغوطات الانخراط غير المبرر بالقوة، فصارت مغرما ومغنما وحسمت العلاقة بها لصالح إلغائها في الحشود المتفرقة التي يصعب تصنيفها بين الدينية والمذهبية والمناطقية ،وتبقى الطائفية صيغة وصفية أو توصيفية سياسية شرعتها أزمة انحلال الدولة لا تعبّر عن عمق أو جوهر أزمة الحشود المتفرقة الذي بدا فيها السلوك الحشدي سلوك القطيع الاجتماعي ظاهرا وقويا بقدر ما تعبّر عن امتطاء تلك الحشود لظاهرة الطائفة وتحويلها إلى طائفية تضمن أهداف وغايات الحشود المتفرقة في ظل أجواء أزمة الحكم وأزمة انعدام الثقة وتبقى هي العصا المسكونة بهواجس الخراب والفتنة بما ترمز العصا إليه من القوة وقابلية الضرب المبرح لكنه غير المستأصل ،ورغم أن المجتمع العراقي يدرك هواجسه تلك ذاتيا ويعي خطورة انقلاب العصا عن مواقع السكون فإنه يلجأ إلى التلويح بها ،وهذا ما نشاهده في التخويف السياسي المتعمد بها الذي يمارسه سياسيون تعرضت مصالحهم السياسية والشخصية إلى اهتزازات أو تصفيات بعبارة سائدة في الحديث عن تهميش مكون لا يذكرونه بالاسم وإنما بصفته أساسياً أو معيناً ،ويشارك أغلب السياسيين العراقيين في هذا المبدأ السياسي العراقي ،فهو إذا ينتج عن استبطان شعور مرض (من الرضا) تجاه الطائفية ،وقد نتج هذا أيضا بعد أن فقد المجتمع انمساكه بالدولة وفشل في تمسكه بالدولة بعد 19/4/2003 مما زاد في تضييق مواطئ القدم للدولة في المجتمع ،وعادت الدولة طارئه بقوة في الذهن الشعبي – العراقي ووافدة بامتياز في الذهن النخبوي – العراقي كان سقوط الدولة في معركة إثبات الذات المعبّر عنها شعبوياً (بالحواسم) وهي تعبر عن حسم العلاقة بالدولة لصالح الحشود المتفرقة بات رهاناً من الأدلة في طروء الدولة أو وافديتهما . لقد شاركت كلا الذهنيتين في إلغاء الدولة عبر وسائل الهدم التي توالت على مؤسساتها وبناها التحتية ومرافقها العامة فضلا عن مدخراتها وأموالها التي لم تفهم أو تعنون في الذهن الشعبي – العراقي على  أنها أموال عامة ،وإذا كان ذلك هو مفهوم طروء الدولة وممارساته بحق الدولة وبنائها فإن مفهوم وفودية الدولة والتمثل النخبوي لفكرتها والممتزج بشعور اغتراب ذاتي عاشه الإنسان النخبوي – العراقي بعد أن استشعر الفكر النخبوي اغتراباته الفكرية فانعكست في بعد ذاتي أقصت بالنخبوي عن المجتمع ومعايشة اغترابه الذاتي بشكل معاناة نرجسية ثم أفصحت اغتراباته أيضاً عن عيشه هاجس الدولة الحديثة هاجساً اغترابياً يعبر عن التصاق وجداني وأخلاقي في أقصى مدى له لا يتخطى حدود الذاتي إلى الفعل الموضوعي فأفضت به الحالة تلك إلى العجز عن مواجهة اعتداءات صارخة على الدولة وتخويل الصلاحية للمفهوم الأكثر عدائية للدولة في تصورات طروئها، فقد كان حريّاً بالفكر النخبوي أن تكون له واجهة على مشهد التحول السياسي ذات الطابع المفاجئ لو لم يكن متلكئاً في إنضاج مشروعه الدولتي ثم لعل مفاجأة هذا التحول هو أحد أسباب تلكُئه في الإفصاح عن تصوراته وضروراته في تصحيح فكرة الدولة بوفادتها وهي الفكرة التي تستبطن إمكانية البناء الذاتي لها وقابليتها في إنجازها وتحققها بخلاف الوفودية الكلمة المخففة والمهذبة لكلمة الطروء، فالوفودية تقترن بالجاهزية والناقلية للحلول المعبأة عبر تجارب ومثالات مبتورة عن تجربتنا السياسية ودولتنا الخاصة بنا. ثم عدم تبلور رؤية نخبوية واضحة تستقطب تصورات المعنى في الدولة وتكريس أسس فكرية واجتماعية في بناء مفهوم الدولة تستوحي قابلية الدولة في قدرتها المفهومية التنظيرية في الانخراط في المجتمع والانمساك المشترط لها في مواقع بنياتها التحتية من أجل نجاحها وتطبيقاتها ،وهذا يعود إلى عدم نضج مفهوم الدولة بنائياً في الفكر النخبوي عبر مقدماتها الفلسفية والبحثية في المعنى  الدولتي الذي يشترط ضرورة التجديد له واستحداث المعنى الخاص في دولتنا الغائبة على مستوى التصورات الخاصة بنا والمشروطة في تحديد صورة وأطر دولتنا ومفهومها المنبثق عن ضرورة تجديد المعنى فيها ،فهل هي دولة تجسيد جماعة (دولة التجسيد هو التصور الحديث تماماً عن الدولة الحديثة بأنها تجسيد ذات أو إرادة أمة) أم دولة تكوين جماعة مستحدثة، لا أعتقد أن أحداً يجرؤ على القول بجماعية مجتمعنا ،فالمجتمع العراقي مجتمع جماعات مما يعكس صعوبة التجسيد له في الدولة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram