اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > البخور.. عطر ضاع عبقه وسط دخان الحروب والمولدات

البخور.. عطر ضاع عبقه وسط دخان الحروب والمولدات

نشر في: 8 يوليو, 2012: 06:53 م

 بغداد/ نداء فؤادذرات كيميائية تحملها نسمات الهواء الرقيقة تحرك خلايا أدمغتنا العصبية وتغير مشاعرنا وأحاسيسنا برهافتها، وتختزل في ذاكرتنا شاهدة على مواقف حياتنا مرتبطة بتراثنا والأعراف السائدة فيه.. هذه هي ما كانت جداتنا ينشرنها في بيوتنا، مكوناتها العود والعنبر والعطور.التبرك بالبخور عادة قديمة توارثتها الأجيال، حيث كانت تجعل من شوارعنا بستانا من العطور، نتيجة للأريج  المنبعث من بيوت أدمنت استنشاق الطيب والعنبر والمسك باعتبارها طقوسا لا بد منها  من اجل التطهير والتطيب.
البخور يحرق لإخراج عطرهاحمد حسن (مواطن) قال لـ"المدى": "والدتي تحب البخور والعطور الطبيعية وتستخدم المسك والعنبر، أما أنا فأفضل العطور الموجودة حاليا لانها عملية، ولست بحاجة الى احراقها لاستخراج عطرها، حيث ان والدتي تحرق أعواد البخور باستخدام مبخرة خاصة لتطييب البيت يوميا، وهي لا تستخدم قناني العطور أبدا، بل تعتبرها حالة شاذة ادخلها الجيل الجديد على حساب الأصالة التي تجدها في البخور بحسب والدة احمد.rnالبخور من أبرز سمات الشخصية الخليجيةليلى المعموري باحثة اجتماعية تضيف، "منذ عدة قرون وما يزال دخان البخور يتصاعد  في أجواء العالم القديم في معابدهم وطقوس وشعائر اديانهم، وما زال يرحل في حياة الناس باعتباره جزءاً من تقاليد موروثة عرفتها ثقافات كثيرة في الشرق والغرب، حيث ان (للعود والعنبر والعطور) المواد التي يتكون منها البخور مكانة خاصة ومميزة لدينا نحن العرب، لأنها تمثل رمزاً للضيافة التي توارثناها، كما يعتبر العود من أبرز سمات الشخصية الخليجية على وجه التحديد، حيث لا تخلو جلسة نسائية ولا مجلس رجال في الخليج  من ذلك العود الذي يحرق ليجود بعطر رماده.وتبين المعموري للمدى ان "المرأة العربية تتمتع بذوق خاص في استعمال البخور، ودهن العود هو أشهرها، إضافة إلى عرق الصندل، وعرق الزعفران، وعرق العنبر، وعرق المسك، وعرق الحنة، وهب النسيم، والياسمين وعطر النديم وغيرها، مرتبطة بحاسة الشم لدى الانسان حيث تؤكد الدراسات الحديثة أن الأنف البشري يميّز ما بين 10.000 و100.000 نوع من الروائح المختلفة.rnالأنف يحوي 350 خلية عصبيةدكتور الأنف والأذن والحنجرة محمود الشيخلي أوضح للمدى: "التجارب أثبتت أن باستطاعة الإنسان تمييز مصادر الروائح في الجو بدقّة، فعندما نتنفّس، تسير ذرات الرائحة الكيميائية المنتشرة في الجو عبر فتحتي الأنف ملامسة بطانة في داخله بحجم الطابع البريدي، وهي بطانة تتضمن نحو عشرة ملايين خلية عصبية في رأس كل منها لاقط بروتيني ، يلتقط هذه الذرات ويبعث بالرسائل إلى منطقة استقبال في القشرة الدماغية حيث يوجد نموذج خاص في المستقبلات العصبية الدماغية الناشطة التي تؤمن المعلومات عن الروائح ومصادرها، مضيفا "أن حاسة الشمّ البشرية تحتوي على  350 نوعاً من الخلايا العصبية اللاّقطة التي تتفاعل مع أنواع مختلفة من الروائح. كما أن باستطاعة أي من هذه الخلايا أن تعمل منفردة أو ضمن مجموعات لالتقاط ذرّات الرائحة وبثها.rnالعرب والبخورماجد حاتم تاجر بخور يضيف، ان "البخور تعتبر أشياء أساسية وضرورية في البيت العربي، وتطلق كلمة البخور على مكونات عطرية توضع على مصدر حراري غالباً ما يكون الجمر، الذي يحولها بدوره إلى مواد عطرية ينبعث منها دخان ذو رائحة طيبة  تختلف باختلاف العطر المكون لها، والبخور ما زال استعماله شائعاً حتى اليوم في بعض البيوتات ، وقد يحرص البعض على استعماله كل يوم ويكتفي آخرون بحرقة في المناسبات، وتستخدم في ذلك مباخر أو مجامر ذات أشكال وألوان متعددة يعمل بعضها بالكهرباء، إلا أن غالبية محبي استعمال البخور يفضلون الجمر الطبيعي، كما يحب البعض استخدام البخور كوسيلة من وسائل استقبال الضيوف والترحيب بهم، وكثيرون يفتتحون مناسباتهم الخاصة وأفراحهم بحرق عود البخور لأنه برائحته الزكية يثير خلايا المخ ويبعث في النفوس شعور بالبهجة والراحة، فيساعد على الاسترخاء المصاحب بنشاط فعال بالجسم.rnما بعد العود قعودأما كريم الساعدي بائع مباخر فيتحدث عن أهم أنواع المباخر المستخدمة قديما وحديثا ويبين: إن "المباخر المصنوعة من الفخار كانت تستخدم بشكل واسع، وما زال هذا النوع من المباخر يستخدم في بعض المناسبات، وإن كـان الشائع استعمال المباخر المصنوعة من النحاس، ومن أطرف ما يروى عن تقاليد استعمال البخور ، انه إذا ضاق صاحب البيت بزواره بعد أن طالت فترة زيارتهم أو جزع من حديثهم ، فانه يهرع إلى المبخرة ، ويشعل فيها المسك ويطوف عليهم متمتماً "مسك الختام"، فينهض الضيوف للانصراف، والقول الشائع بينهم هو "ما بعد العود قعود".وتقول أم فرات صانعة بخور: "الأهل والأقارب  من جيل إلى جيل توارثوا وامتهنوا صناعة البخور، فتجدين جميع أفراد الأسرة تقريباً متوارثين لتلك المهنة عن أسلافهم من الأقرباء، أختها وهكذا، وهذا ما نلحظه تقريباً  عند الكثير من الأسر التي امتهنت صناعة البخور.  استخدام البخور يعد  كظاهرة مهمة ارتبطت بالإنسان العربي ، وبالأخص عند العنصر النسوي، حيث يستخدم من قبل المرأة كنوع من أنواع الطيب، يعطي الرائحة الزكية، وهناك كلام مأثور يقول:"إن الرجل يعشق من أنفه."rnالبخور لتطييب الثيابجابر السامرائي - تاجر آخر في ص

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram