هاشم العقابيتصفحت اليوم موقع "تعداد قتلى العراق" Iraq Body Count "المتخصص في إحصاء عدد القتلى المدنيين بالعراق فلفني اليأس بعد الحزن، وصرت لا أدري لمن أتوجه بالكتابة: لرئيس الحكومة أم للذين يروجون بأن العراق بخير وأمان! وهل أكتب عمودا أم بيانا أم قصيدة نعي أو لطم!
يقول "العداد" إن عدد قتلانا في العام 2011 قد بلغ 4063، قتيلا، وحصيلة العام 2010، كانت 4045 قتيلا. هذا يعني انه فقط في عامي ( 2010 و 2011)، وهما عمر الولاية الثانية للسيد المالكي، قد قتل فيهما من أبناء شعبنا 8108 قتلى. فيالها من ولاية سعيدة ومباركة! هذا طبعا غير عدد الجرحى، الذي هو في أقل التقديرات يكون خمسة أضعاف عدد القتلى في أي تفجير. إضافة إلى ما تخفيه الحكومة من أعداد القتلى بحسب ما ذكره الموقع. ومهما يقال عن الأرقام إن زادت وإن قلت، فهي في أي بلد تحترم في حياة الناس، كافية لأن تسقط الحكومة التي ليس لها خيار غير أن تنحني معتذرة أمام الشعب معترفة له بأنها قصّرت بحقه وأنها لا تصلح لحكمه. حقاً إني أحسد السيد المالكي على قدرته العجيبة في مناكدة خصومه وادعائه أنه حقق وضعا أمنيا أفضل للعراق. أي وضع أفضل يا دولة الرئيس وعدد قتلانا خلال خمسة أيام من الأسبوع الأول من هذا الشهر فقط كما يلي:13 قتيلا في 1/7، 10 قتلى في 2/7، 60 قتيلا في 3/7، 15 قتيلا في 4/7، 9 قتلى في 5/7. المجموع = 97 قتيلا.هذه بداية الأسبوع من شهر سيتسلم في نهايته رئيس الوزراء راتبه كاملا هو وجميع مقربيه ومستشاريه وقادته الأمنيون. هل هذه "خبزة حلال"؟ ليت رئيس الوزراء يجبيني عن السقف الذي حدده لعدد قتلانا أسبوعيا حتى إذا تجاوزه يعلن أنه غير قادر على حماية أرواح الناس وممتلكاتهم، ويعيد ما تسلمه من رواتب للدولة بعد أن يستقيل على الفور.أيها القابعون في الخضراء اتقوا ربكم. فو الله إن أموال النفط، التي تصرف عليكم هدرا كرواتب وامتيازات ومحفزات وخدمات عدا "اللغف"، لو صرف ربعها لشركات أجنبية كي تحمي أهلنا من القتل لما قتل منهم هذا العدد! نحن لا نحتاج إلى من يخبرنا بمن هو الذي قتلنا، فنحن نعرف قتلتنا أكثر منكم. وهذه المعلومة "القيمة" التي تطلون علينا بها كل مرة بعد أن تسفك دماء أبنائنا وتزهق أرواحهم، لا تساوي أن ندفع لكم عنها فلسا واحد في العام وليس في الشهر. نحن نريد من يحمينا من القتل قبل أن يحدث، وإلا فليرحل غير مأسوف عليه. أما الذين يطبّلون "للقائد"، مثلما طبّل كثير منهم للذي قبله، ويدّعون أنه حقق الأمن والأمان، أقول: أيعقل أن إحساسكم بما حل ويحل بالشعب من قتل وظلم قد انعدم لهذا الحد؟ أتعرفون ما معنى أن يقتل في بلدكم مئة إنسان خلال خمسة أيام وأنتم لا تأبهون؟ وينك يا مظفر النواب؟ والله إن هؤلاء يستحقون منك قصيدة "أقمش" من تلك التي قلتها فيمن فقدوا الإحساس تجاه "اغتصاب" القدس.أما أنا، فحالي الآن مثل تلك التي قال فيها الماغوط:كل ما أريده هو الوصولبأقصى سرعة إلى السماءلأضع السوط بيد اللهلعلّه يحرّضنا على (الإحساس).
سلاما ياعراق : عدّاد القتلى
نشر في: 8 يوليو, 2012: 07:08 م