ولد براك في 13 من مايو 1882 في ارجتيول - فال دويز ، ونشأ في لوهافر ليصبح عامل دهان ومصمم ديكور كوالده وجده، وفي نفس الوقت كان يدرس أصول الرسم مساءً في مدرسة الفنون الجميلة في الفترة من 1897 إلى 1899. في فرنسا تتلمذ براك على يد مصمم محترف ثم استلم شهادته في 1902، وأصبح في السنة التي تليها يحضر الدروس في أكاديمية همبرت وتعرف هناك على ماري لورينسل وفرانسيس بيكابيا، وظل يرسم هناك حتى 1904.
تنتمي أول أعمال براك للحركة الانطباعية، لكنه تبنى بعدها الحركة الوحشية بعد مشاهدته أعمالا من هذه الحركة في معرض في 1905. يستخدم الوحشيون، ومنهم هنري ماتييس واندري درين، ألواناً متألقة وأشكالاً عشوائية للحصول على استجابات عميقة من العواطف البشرية. عكف براك خلال هذه الفترة على تطوير أسلوب وحشي أكثر إخضاعاً للعواطف، وساعده في ذلك الفنان راؤول دوفي والفنان أثون فريس المولود في لوهافر أيضا. في 1906 رافق براك فريس في رحلته للرسم إلى قرية إيستاك ومن ثم إلى أنترب في بلجيكا ومنها إلى لوهافر مرة أخرى، وفي مايو 1907، تمكن براك من عرض أعماله الوحشية في جمعية الفنانون المستقلون. في نفس العام، بدأت أعمال براك تتطور تدريجياً لتظهر تأثره بأعمال الفنان بول سيزان المتوفى في 1906، والذي عرضت أعماله في الجمعية، بعد عام من وفاة الأخير، بأحجام كبيرة وبصبغة متحفية. أثرت هذه الأعمال كثيرا في أعمال طليعة الفنانين، ما مهد الطريق للحركة التكعيبية.في عام 1909 بدأ براك بالعمل مع الفنان بابلو بيكاسو، الذي كان يعمل على تطوير نفس الأسلوب التكعيبي في الرسم. تأثر بيكاسو بأعمال بول غوغان، بول سيزان، أقنعة القبائل الأفريقية والمنحوتات الإيبيرية، بينما كان براك عاكفاً على تطوير أفكار سيزان لتعدد المناظير."تظهر الدراسات أن مقارنة أعمال براك وبيكاسو خلال الفترة 1908 توضح مدى استفادة براك من عملة مع بيكاسو في تسريع وتعزيز اكتشافه لأفكار سيزان، لا لتحويل أفكاره"[1]. لقد كانت الحركة التكعيبية اكتشافاً مشترك بين براك وبيكاسو في 1907[2] واستقرت في مونت مارتري في باريس وكان الاثنان روادها الأساسيين. بدأ بعدها الفنانان بالعمل على تطوير هذه الحركة الفنية، وقاما بعمل رسومات بألوان أحادية وتصاميم معقدة لأشكال وجوه، تعرف الآن بالتكعيبية التحليلية. برزت اللحظة المصيرية في تطوير هذه الحركة خلال صيف 1911 [3]، في كريت في البيرينية الفرنسية عندما قام رواد التكعيبية، جنباً إلى جنب، برسم لوحات صعبة أو قد تكون مستحيلة افتراضياً، وذلك ليتميزوا عن البقية. وفي عام 1912 بدأوا بتجربة الحركة التكعيبية على فن الكولاج والرسم بالتلصيق. استمر عمل وتعاون بيكاسو وبراك المثمر حتى انفصالهما في 1914 خلال الحرب العالمية الأولى، حيث التحق براك في الجيش الفرنسي تاركاً وراءه باريس. كان الناقد الفني الفرنسي لويس فاكسيليس هو أول من استخدم مصطلح (التكعيبية) أو "المكعبات الغريبة" بعد إطلاعه على لوحات براك. فقد وصفها بأنها "مليئة بمكعبات صغيرة"، ومن ثم انتشر المصطلح على نطاق واسع، مع العلم أن الفنانين لم يستخدماه. ووصف المؤرخ الفني إيرنست غومبرتش التكعيبية على أنها: "المحاولة الأكثر جذرية للقضاء على الغموض وعلى فرض قراءة موحدة للوحة المرسومة" [4]. الجدير بالذكر أن الحركة التكعيبية انتشرت سريعاً في فرنسا وأوروبا.
جورج براك
نشر في: 8 يوليو, 2012: 07:16 م