علاء حسن عدد من الإعلاميين ، لقناعتهم الراسخة والأكيدة بأن العراق هو البلد الوحيد في المنطقة الذي يضمن حرية التعبير عن الرأي ، اقترحوا تقديم جملة أسئلة إلى أي مسؤول كبير من المحتمل أن يستجوب من قبل البرلمان العراقي ، والأسئلة المقترحة لا تتضمن استفسارات عن قضايا سياسية ، أو خروقات دستورية ،
لأن مثل هذه الأسئلة الصماء لا تقبل القسمة إلا على نفسها ، والإجابة عنها ، تتطلب سقفا زمنيا ربما يصل إلى نهاية عمر الحكومة الحالية ، بمعنى انتهاء دورتها ، وليس عن طريق انقلاب عسكري أسود أو آخر أبيض أو غزو أجنبي . واستنادا للعمل بمبدأ الشفافية، سيطرح الإعلاميون أسئلتهم عبر وسائل الإعلام ، ومنها على سبيل المثال مقدار راتب المسؤول ، ورقم بطاقته التموينية واسم الوكيل ، وبطاقة السكن ، وعدد الأقرباء من الدرجة الأولى والثانية والثالثة ، الذين شغلوا مناصب رسمية ، ومصادر تمويل حزب المسؤول ، وموديل سيارة الابن الأكبر ، والماركة المفضلة للبدلة ونوع العطر ، وسؤال آخر عن عدد ساعات قطع التيار الكهربائي عن منزل المسؤول . هذه الأسئلة وغيرها ، من الضروري الإجابة عليها جميعا من دون ترك ، لأنها ليست سياسية ولا علاقة لها بالأزمة الراهنة وتشعباتها ودهاليزها ، وبإمكان المسؤول الاستعانة بخبراء ومستشارين لاختيار الإجابة الصحيحة ليضمن درجة نجاح عالية بالامتحان الإعلامي المفترض .في أثناء غزو الجارة الكويت ، استقبلت بغداد عشرات الصحفيين الأجانب ، لإجراء مقابلة مع الرئيس الغازي، وكانت الأسئلة تصل إلى السكرتير الصحفي ، وبعد عمليات الشطب ، وهذا ترك ، والآخر غير مهم ، والثالث لاعلاقة له بالموضوع ،يتم تحديد موعد إجراء المقابلة ، في تلك الأيام ، قدمت إحدى الصحفيات الفرنسيات أسئلة خارج المألوف ، وكانت تتضمن الوزن والطول والأكلة المفضلة ، ونوع السلاح الشخصي روسي أم أميركي ، موعد النوم والنهوض ، والتعامل مع الزوجة ، والوقت المناسب لاتخاذ القرار العسكري أو السياسي ، عندما اطلع السكرتير الصحفي على الأسئلة أخبر الصحافية الفرنسية بأن أسئلتها تافهة ولا تستحقق دقيقة واحدة من وقت القائد للإجابة عليها ، حاولت الفرنسية عن طريق مترجم إقناع السكرتير بأن الإجابة ستوفر لها معلومات كاملة لكتابة قصتها ، فهي لا تريد إجراء مقابلة تقتصر على طرح السؤال الجواب ثم تنتهي بعبارة فليخسأ الخاسئون ، رفض الطلب، وعادت الفرنسية لتكتب قصتها في صحيفتها ثم أعادت نشرها جريدة إماراتية ، والقصة ركزت على رفض الأسئلة .قبل أن يوافق النظام السابق على قرار الأمم المتحدة النفط مقابل الغذاء والدواء ، أدلى وزير إعلام نظام صدام ، محمد سعيد الصحاف بحديث للتلفزيون الرسمي ، ذكر فيه باستهجان ممارسات فرق التفتيش وأسئلتها الموجهة للمسؤولين العراقيين ، وقال إن أحد "الجواسيس" من أعضاء فريق التفتيش سأل مرة عن عدد "المطايا " في شاحنة كانت متوجهة من بغداد إلى محافظة المثنى ، وفات الوزير الصحاف أن سؤال الجاسوس كان يتعلق بتدقيق صحة ما تبثه الأقمار الصناعية التي كانت تراقب كل شيء ، ومنها أعداد "المطايا" وسر نقلها من بغداد إلى المثنى بشاحنة عسكرية ، وبعد أن تخلص العراق من "جواسيس فرق التفتيش " في أجواء الديمقراطية من حق الإعلاميين أن يقترحوا الأسئلة الموجهة للمسؤول قبل استجوابه من قبل البرلمان .
نص ردن: أسهل الأسئلة
نشر في: 8 يوليو, 2012: 07:24 م