TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: أسهل الأسئلة

نص ردن: أسهل الأسئلة

نشر في: 8 يوليو, 2012: 07:24 م

 علاء حسن  عدد من الإعلاميين ، لقناعتهم الراسخة والأكيدة بأن العراق هو  البلد الوحيد في المنطقة الذي يضمن  حرية التعبير عن الرأي ، اقترحوا تقديم جملة أسئلة إلى أي مسؤول كبير من المحتمل أن يستجوب من قبل البرلمان العراقي ،  والأسئلة المقترحة  لا تتضمن استفسارات عن قضايا سياسية ، أو خروقات دستورية ، 
 لأن مثل هذه الأسئلة الصماء لا تقبل القسمة  إلا على نفسها ، والإجابة عنها ، تتطلب سقفا زمنيا ربما يصل إلى نهاية عمر الحكومة الحالية ، بمعنى انتهاء دورتها ، وليس عن طريق انقلاب عسكري أسود أو آخر أبيض  أو غزو أجنبي . واستنادا للعمل بمبدأ الشفافية،  سيطرح الإعلاميون  أسئلتهم عبر وسائل الإعلام ، ومنها على سبيل المثال مقدار راتب المسؤول ، ورقم بطاقته التموينية واسم الوكيل ، وبطاقة السكن  ، وعدد  الأقرباء من الدرجة الأولى والثانية والثالثة ، الذين شغلوا مناصب رسمية ، ومصادر تمويل حزب المسؤول ، وموديل سيارة الابن الأكبر ، والماركة المفضلة  للبدلة ونوع العطر ، وسؤال آخر عن عدد ساعات قطع التيار الكهربائي عن منزل المسؤول . هذه الأسئلة وغيرها ، من الضروري الإجابة عليها جميعا من دون ترك ، لأنها ليست سياسية ولا علاقة لها بالأزمة الراهنة وتشعباتها ودهاليزها ، وبإمكان المسؤول الاستعانة بخبراء ومستشارين لاختيار الإجابة الصحيحة  ليضمن درجة  نجاح عالية بالامتحان الإعلامي  المفترض .في أثناء غزو الجارة الكويت ، استقبلت بغداد عشرات الصحفيين الأجانب ، لإجراء مقابلة مع  الرئيس الغازي، وكانت الأسئلة تصل إلى السكرتير الصحفي ، وبعد عمليات الشطب ، وهذا ترك ، والآخر غير مهم ، والثالث لاعلاقة له بالموضوع ،يتم تحديد موعد إجراء المقابلة ، في تلك الأيام ، قدمت إحدى الصحفيات الفرنسيات أسئلة خارج المألوف ، وكانت تتضمن الوزن والطول والأكلة المفضلة ، ونوع السلاح الشخصي روسي أم أميركي ، موعد النوم والنهوض ، والتعامل مع الزوجة ، والوقت المناسب لاتخاذ القرار العسكري أو السياسي ،  عندما اطلع السكرتير الصحفي  على الأسئلة أخبر الصحافية الفرنسية بأن أسئلتها تافهة ولا تستحقق دقيقة واحدة من وقت القائد للإجابة عليها ، حاولت الفرنسية عن طريق مترجم إقناع السكرتير بأن الإجابة ستوفر لها معلومات كاملة لكتابة قصتها ، فهي لا تريد  إجراء مقابلة  تقتصر على طرح السؤال الجواب ثم تنتهي بعبارة فليخسأ الخاسئون ، رفض الطلب،  وعادت الفرنسية لتكتب قصتها في صحيفتها   ثم أعادت نشرها جريدة إماراتية  ، والقصة ركزت على رفض الأسئلة .قبل أن يوافق   النظام السابق على قرار الأمم المتحدة النفط مقابل الغذاء والدواء ، أدلى وزير إعلام نظام صدام ، محمد سعيد الصحاف بحديث للتلفزيون الرسمي ،  ذكر فيه  باستهجان ممارسات فرق التفتيش وأسئلتها الموجهة للمسؤولين العراقيين ،  وقال إن أحد "الجواسيس" من أعضاء فريق التفتيش سأل مرة عن عدد "المطايا " في شاحنة كانت متوجهة  من بغداد إلى محافظة المثنى ، وفات الوزير الصحاف أن  سؤال الجاسوس كان يتعلق بتدقيق صحة  ما تبثه الأقمار الصناعية التي  كانت تراقب كل شيء ، ومنها أعداد "المطايا" وسر نقلها من بغداد إلى المثنى بشاحنة عسكرية ،  وبعد أن تخلص العراق من "جواسيس فرق التفتيش " في أجواء الديمقراطية من حق الإعلاميين أن يقترحوا الأسئلة الموجهة للمسؤول قبل استجوابه من قبل البرلمان .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram