عدنان حسينتبدو قيادة التحالف الوطني، كما تعكس التقارير الإعلامية، منشغلة منذ أسابيع في قضية الإصلاحات التي يتعيّن عليها تقديمها إلى الكتل والائتلافات الأخرى المشاركة في الحكومة والبرلمان في خطوة يُفترض أن تكون غايتها إعداد ورقة تقترح حلاً للأزمة السياسية المتفاقمة في البلاد، شبه المستعصية حتى على التنفيس.
وإذا ما مضت هذه العملية بإيقاعها الحالي البطيء فأن علينا الانتظار شهوراً حتى تُعدّ مسودة الورقة وتُناقش في اللجان الفرعية ثم في القيادة العليا التي لا أحد يعرف ما إذا كانت ستمنح ما تتفق عليه اللجان الفرعية بركاتها أم تعترض أو تتحفظ على بنود فيها قبل التوصل إلى الصيغة المقبولة من أطراف التحالف المختلفة.تبريراً للبطء في تجهيز ورقة الإصلاحات العتيدة، ستتحجج قيادات التحالف باختلاف وجهات النظر بين مكونات التحالف وبضرورة الوضع في الاعتبار مطالب الأطراف الأخرى (أطراف اتفاق أربيل – النجف).شخصياً أريد أن أُيسّر الأمر على قيادة التحالف وأختصر الوقت وأخفف عليهم مشقة جمع الآراء والمطالب ثم تصنيفها في خانات وحقول بحسب ميادين العمل والأولويات ثم تحليلها، وما إلى ذلك مما يُدخلهم ويُدخلنا جميعاً في نفق لا ضوء في نهايته.لن اقترح عليهم أن يستنسخوا الأوراق التي بحثت سابقاً واتفق عليها في ضوء مبادرة رئيس إقليم كردستان. ولن اقترح أيضاً المشروع الذي قدمه رئيس الجمهورية. ولن أقترح تبني الأوراق التي اتفقت عليها أطراف أربيل–النجف، فهذه كلها قد ينظر إليها البعض داخل التحالف على أن الزمن قد تجاوزها.التحالف الوطني مكون بغالبيته من الأحزاب والجماعات والشخصيات التي تتبنّى في المقام الأول قضية الشيعة. وأفترض أن أحزاب التحالف وجماعاته وشخصياته هذه تقدّر مرجعية السيد السيستاني حق قدرها، وتستمع إلى كلامها. اقتراحي هو بكل بساطة أن تُعفي قيادة التحالف الوطني واللجان الفرعية المكلفة تحضير ورقة الإصلاحات نفسها من البحث والإعداد والتدوين، وأن ترجع إلى آخر عشرٍ من خُطبة الجمعة التي ألقاها معتمد السيد السيستاني في كربلاء السيد أحمد الصافي لتعتمد ما طرحه في هذه الخطب، ورقة للإصلاحات المنتظرة.لم يترك السيد الصافي خطأ أو خطيئة أو فشلاً في عمل أجهزة الدولة لم يتناوله في خطبه... من مشاكل الكهرباء والحصة التموينية والصحة والتعليم إلى قضية الفقر وبطالة الخريجين، ومن التلكؤ في انجاز المشاريع إلى قضية الفساد المالي والإداري، ومن المناهج المدرسية المتردية إلى تسريب الأسئلة الامتحانية، ومن اللغة المتدنية في الحوار بين أطراف الحكومة والبرلمان المتصارعة على السلطة والنفوذ والمال إلى الأداء الفاشل للبرلمان والحكومة، ومن امتيازات أعضاء البرلمان إلى الرشى التي يتقاضاها الضباط والموظفون في الحدود والمطارات، ومن تواكل أجهزة الأمن في مكافحة الإرهاب إلى عدم الاعتماد على الكفاءات الوطنية في هذه الأجهزة ما سمح باختراقها من قبل الإرهابيين وزعماء منظمات الجريمة المنظمة............. إلى آخر هذه القائمة الطويلة.اذا تبنت قيادة التحالف الوطني مطالب السيد الصافي وحدها وعملت على تنفيذها، سنقف جميعاً صفوفاً طويلة على أرصفة الشوارع (برغم خرابها) لتحيتها.
شناشيل: برسم قيادة التحالف الوطني
نشر في: 8 يوليو, 2012: 07:26 م