علاء حسن أحد عمّال المطابع يوم تورط بخوض معترك العمل السياسي استجابة لدعوة من احد أصدقائه ورفيقه في المهنة ، ترسخت قناعته بان المستقبل سيكون للطبقة العاملة لكونها الوحيدة القادرة على توفير العيش الرغيد للفقراء بمنحهم الشقق السكنية، وتوفير الضمان الصحي، وفرص التعليم لأبنائهم وتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة لأنها نصف المجتمع ولا يجوز تعطيل قدراتها في التنمية الاقتصادية .
عامل المطبعة حضر الاجتماع الأول، وأثناء قراءة كراس معين يتحدث عن تجارب شعوب تعيش حالة من الرفاه، غط في نوم عميق ، وأطلق الشخير ، فأثار غضب المسؤول مع توجيه نصائح بضرورة الالتزام بضوابط الاجتماع الحزبي ، واحترام العمل السياسي ، فليس من المناسب أن ينام الرفيق في أول خطوة في طريق النضال الطويل .انتهى الاجتماع وتوجه الرفيقان عاملا المطبعة إلى نادي مصلحة نقل الركاب الكائن وقتذاك في منطقة الباب المعظم، احتفاء بضم الرفيق الجديد للحزب، ودار الحديث عن الآفاق المستقبلية وحتمية تحقيق الاشتراكية، واندحار الرأسمالية، وتحقيق آمال الشعوب في الرفاهية، ونتيجة تصاعد المشاعر المتفائلة بالمستقبل، أنهى الرفيقان بطل "المستكي"، وتوجها إلى اقرب بائع "فشافيش" ، وأمام العربة كان عدد من الحرس الليلين يتناولون طعامهم، طبعا على حساب أبو "العربانة" الرفيق الجديد حاول أن يجرب قدراته بإقناع الحراس بالانضمام إلى حزبه، واخذ يتحدث عن الرفاهية وتحقيق العدالة الاجتماعية، وأهمية تكاتف طبقات المجتمع لرسم ملامح الغد المشرق، احد الحراس خاطب الرفيق:" عمي شكد شارب" ونصحه بان يتوجه إلى منزله قبل اختفاء وسائط النقل، وترك الحديث بالسياسة، الرفيق الجديد وانطلاقا من إيمانه بان طريق النضال يتطلب الحزم والثبات على الموقف، وجه نقدا قاسيا لمحدثه، لأنه بنظره متخلف ومن رجال السلطة، وليست له علاقة بالعمل السياسي، وبتدخل الآخرين انتهى النقاش بسلام، ودفع ثمن "جايات" الحراس من جيب الرفيق الآخر.أسرة الرفيق الجديد اعتادت عودته إلى منزله في وقت مبكر، ولم تعرف عنه السهر، ولكن بعد انتمائه للحزب تغير سلوكه، واخذ يتحدث عن المساواة بين الرجل والمرأة، فشارك زوجته في غسيل الصحون والملابس بالطشت، وعلى الرغم من ارتياح زوجته لهذا التحول الحضاري في السلوك إلا أنها كثيرا ما وجهت له الأسئلة عن أسباب تأخره، وكثرة السهر خارج المنزل، وكان جواب الرجل انه يعمل على تحقيق رفاهية الشعب، بنضال الطبقة العاملة والزوجة لا تفهم ما يقال، فتذكرها مفردة طبقة ببيض الدجاج فتطلب من زوجها شراء واحدة لتوفير "ريوك الجهال".الرفيق الجديد وبعد انشغاله بالعمل الحزبي سرعان ما تخلى عن مساعدة زوجته، لكنه وبعد عودته من نادي الأمانة استمر بالحديث معها عن حتمية تحقيق رفاهية الشعب، وفي ساعة متأخرة من إحدى الليالي سمع طرقات قوية على باب منزله، وتم اعتقال الرفيق بتهمة المشاركة في مخطط لقلب النظام، ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن لم يوفر لزوجته ريوك الجهال نصف طبقة بيض.
نص ردن: معترك نضالي
نشر في: 8 يوليو, 2012: 08:34 م