TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق :لو كنت مكان المالكي

سلاما ياعراق :لو كنت مكان المالكي

نشر في: 9 يوليو, 2012: 06:08 م

 هاشم العقابي بدءاً أقول إني لم أضع بعد العنوان عبارة "لا سمح الله" تجنبا لإطالته. أول ما أقوم به، بعد أن نجوت من هزة "سحب الثقة" التي كنت على شفا حفرة منها، أني سأختلي بنفسي لمدة أسبوع لا أرى فيه مستشارا أو مقربا ولا يراني. وبعد أن اهدأ قليلا  اسحب ورقة واكتب عليها: "لا تمشي وره اليضحكك". وأسحب أخرى لأكتب عليها بيت الشعر القائل: جزى الله النوائب كل خيرٍ    عرفت بها عدوٍّي من صديقي
 وحتى لا أنسى جدية الموضوع اسحب ورقة أخرى واكتب عليها بخط عريض رقم "4". لماذا؟ لان أربعة أصوات لو توفرت ربما سأكون في مكان آخر غير هذا الذي أنا فيه الآن. ثم اكتب عليها بقلم أعرض ومن الأفضل أن يكون من نوع "ماجك" رقم "160" ليذكرني بان هذا هو عدد نواب اختارهم الشعب لا يثقون بي كرئيس للوزراء وليس كشخص. ثم اسأل نفسي: هل علي أن أحزن بسبب الـ 160 أم أفرح  بسبب الـ 4؟ وأي منهما كان الصديق؟ الجواب قد لا يبدو سهلا، لكنه أسهل من السهل لو طبقنا عليه تعريف الصديق بحسب الإمام علي: "صديقك من صدَقك وليس من صدّقك".فان اقتنعت، وهنا يأتي دور العقل ليلعب لعبته، سأعتذر فورا عن البيان الذي تسرعت بإصداره مباشرة بعد بيان رئيس الجمهورية الذي بشرني أن فارق 4 أصوات فقط قد أنقذتني. أعتذر لأني حكمت على أن الذين أرادوا سحب الثقة مني قد تجازوا على الدستور وهذا ليس صحيحا أبدا لأنهم مارسوا حقا كفله لهم الدستور بوضوح شديد. ولن اكتفي بالاعتذار بل سأشكرهم ببيان خاص تحت عنوان  "رحم الله من أهداني عيوبي" وادعوهم، إن رأوا بي اعوجاجا فليقوموه بالدستور.ولأني كتبت أمامي المثل القائل "لا تمشي وره اليضحكك" سأطلب كل التصريحات التي صدرت من مجموعة المقربين مني وأتوقف مليا عند كل منها، خاصة تلك التي رافقت أيام السعي نحو سحب الثقة. الهدف هو التأكد مما شاع بان بعضهم أنصاف متعلمين أو أميين، واتخذ القرار المناسب. وبعد أن  أتخذ قراري  يصبح من الضروري أن أكمل العبارة الثانية في المثل والتي تقول: "امشي وره اللي يبجيك". و "يبجيك" هذه تعبير مجازي  ليس المقصود به، كما يظن البعض، إنزال الدموع والنحيب بل المقصود هو من يؤشر لك أخطاءك لا طمعا بمنصب أو سعيا لكسب رضاك. وخير من يدلني على هذا الذي يبكيني هو أن التفت، بروح متواضعة وبعين المحب لا عين الغاضب أو الكاره، للنقد الذي يوجهه لي الإعلاميون والمثقفون والكتاب في شتى وسائل الإعلام  وان أتعود الإجابة عليه علنا. وعلي أن أضع ببالي أن مثل هذا الاهتمام بما يقال أو يكتب عني هو سلوك شائع وتقليدي عند كل حاكم يؤمن بالديمقراطية ولا يستثقله أو يرفضه إلا من كان طاغية أو دكتاتورا.وللحديث صلة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram