ليث الغالب قدم مؤخرا في منتدى المسرح ولمدة ثلاثة أيام متواصلة عمل مسرحي باسم ( أيام الجنون والعسل ) للكاتب خضير ميري ومن إخراج الفنان الرائد سامي عبد الحميد وتمثيل مجموعة من الفنانين العراقيين منهم سلام داغر وسوسن شكري وهبة صباح ومجموعة من الفنانين الشباب، صاحب العمل حضور جمهور غفير رغم ارتفاع درجات الحرارة إلا أنهم كانوا مستمتعين.
* وقالت الفنانة سوسن شكري في الحقيقة هذا العمل من تأليف الكاتب خضير ميري وإخراج الدكتور سامي عبد الحميد وتمثيل مجموعة من الفنانين بالإضافة لمجموعة من طلبة كلية الفنون الذين فرحت بهم شخصياً بهم لأنهم يملكون مواهب وقدرات تمكنهم من الاستمرار في رفد المسرح العراقي. العمل يتحدث عن قصة حياة المؤلف خضير ميري والمعاناة التي كان يمر بها عندما قامت السلطات بوضعه بمستشفى المجانين رغم أنه كان عاقلاً وما حدث للمستشفى عندما قصف عام 1991 أما بالنسبة لشخصيتي فهي شخصية أم عراقية تبحث عن ابنها في المستشفى وهذه الأم تمثل أغلب الأمهات العراقيات وما مر عليهن من ويلات ومعاناة وتعب، باعتقادي الام العراقية دائما ما تشبه بأنها النخلة العراقية ذات الجذور المتأصلة القوية والرصينة وذات الشموخ العالي. المفرح في هذا العمل لم يكن هنالك فرق بين الاجيال كلنا كنا طلاباً نتعلم من الاستاذ سامي عبد الحميد لم يكن هنالك فرق بين جيلي او جيل سلام داغر او جيل طلبة كلية الفنون وهذا هو سر نجاح العمل.* وقال الفنان سلام داغر ما قدم اليوم هو عمل فلسفي للكاتب خضير ميري فهو قصة حقيقية للكاتب، عندما هرب من النظام السابق والقي القبض عليه مما جعله يدعي الجنون ولكن عندما وضع في المستشفى التقى بشخوص مهمة كانت موجودة منهم العباقرة والفلاسفة وتحدث عن كل الامور التي كانوا يعانوها في المستشفى وما هي الاسباب التي جعلتهم يصلون الى هذا المكان. في الوقت نفسه أشار الى ما حدث للمستشفى من قصف وما حدث للنزلاء، فمنهم من مات ومنهم من هرب وبالنسبة له فقد هرب ولكن سرعان ما عاد لأنه كان يعرف اذا ألقي القبض عليه وهو خارج المستشفى فسوف يعدم ولكن العمل كان قريباً من مسرح الصورة ولكن دكتور سامي عبد الحميد استطاع بخبرته أن يقرب ويحول العمل الى الواقعية ولا أخفيك سراً انا في هذا العمل شاهدت أن الفنانين الشباب المشركين في هذا العمل يملكون قريحة كبيرة للتعلم، اي أنهم يستوعبون العصبية ويستوعبون جميع النصائح الموجهة لهم .* وقالت الفنانة هبة صباح المسرحية من إخراج الفنان الكبير سامي عبد الحميد، تتحدث عن فترة ما قبل السقوط عندما تتعرض مستشفى المجانين لقصف عندما كان فيها عدد من النزلاء ومن ضمنهم الكاتب خضير ميري. رسالة هذا العمل هي أن ليس كل من يوجد في مستشفى المجانين هو مجنون او متخلف عقلياً ولكن هنالك أسبابا جعلته يصل لهذا المكان ولهذه المرحلة وأنا باعتقادي ان هذه المسرحية من أهم المسرحيات التي عملت بها لأنك عندما تعمل مع الاستاذ سامي عبد الحميد تكون هنالك إضافة كبيرة لكل العاملين في هذا العمل ليس فقط أنا، لأنه من المراجع الكبار في المسرح العراقي .* وقال  مخرج العمل الدكتور سامي عبد الحميد أيام الجنون والعسل هي من صنف المسرح الاحتفالي وفي الوقت نفسه تنتمي الى المسرح التجريبي، وهذا العمل أعددته عن رواية للكاتب خضير ميري بنفس العنوان ولكن أجريت عليه بعض التغييرات. المفرح في هذا العمل أن كل من اشترك معي في هذا العمل من الفنانين الكبار والشباب ساعدوني  في إعداد النص حتى في اللحظات الأخيرة والبروفات الاخيرة أجريت عددا من الإضافات والتعديلات والحذوفات في الوقت نفسه، هذا العمل يتحدث عن نزلاء الأمراض العقلية والنفسية عندما كان خضير ميري نزيل مستشفى (الشماعية) فتظاهر بالجنون وبعد مرور فترة، يقصف المستشفى فتحدث مجموعة من الأحداث المبنية بشكل ملحمي مخالف للبناء الأرسطي المألوف لأن هنالك مشاهد رسمها خضير ميري بنفسه، مشاهد متناسقة تروي عن قصف المستشفى وما حدث للنزلاء فمنهم من هرب ومنهم مات ومنهم من هرب وعاد، في هذا العمل شاهدتم الشباب بشكل كبير مع وجود فقط الفنانين المحترفين هما السيدة سوسن شكري وسلام داغر أما البقية فلم يمثلوا سابقاً أبداً، بذلت جهدا كبيرا في تدريبهم فقد استمرت البروفات ستة أشهر، تم تدريبهم على فن الإلقاء والحركة وما زلت أشعر بأنهم بحاجة للعمل والتدريب ولكني في الوقت نفسه شعرت بأنهم استطاعوا أن يحققوا جزءاً مما كنت أطمح إليه.