TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن :أعدمووووووهم

نص ردن :أعدمووووووهم

نشر في: 9 يوليو, 2012: 06:45 م

 علاء حسن احد النواب المعروفين بظهوره اليومي عبر شاشات الفضائيات، والمدافع العنيد عن الانجازات والمكتسبات الحكومية وما حققته من رفاهية للعراقيين، اتهم المطالبين بسحب الثقة عن رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي، بأنهم عملاء للسعودية وقطر وتركيا، وكاد يستعير غضب المسؤول السابق علي حسن المجيد عندما خاطب رئيس النظام في حفلة قاعة الخلد في العام 1979 بكلمة "اعدمووووهم" وكان يقصد أعضاء في القيادة القطرية، اتهموا، وبسيناريو اعد سلفا، بأنهم كانوا ينفذون مخططا سوريا للإطاحة بالنظام.
اتهام قادة العملية السياسية بالعملاء يعطي مؤشرا واضحا على اتخاذ عقوبات صارمة بحق المعارضين، وهؤلاء أسهموا في كتابة الدستور، وباتفاقهم تم تقاسم مناصب الرئاسات الثلاث، ثم ولدت الحكومة الحالية بموجب اتفاق أربيل، وسرعان ما برز الخلاف، وبحسب تصريحات الطرفين بأنه يتمحور حول اعتماد مبدأ الشراكة في إدارة البلاد. ومع صاحب الرغبة في "إعدام العملاء" قالت زميلته إن الدستور وفر الحصانة لمطلوبين ومنع إحالتهم للقضاء لتصدر بحقهم العقوبة المناسبة، لتورطهم بدعم مجاميع مسلحة، نفذت أعمالا إرهابية طالت المدنيين، وصاحبة هذا التصريح ذكرت أن عدد المطلوبين 18 نائبا من دون الإفصاح عن اسم احدهم، ولكنها أعربت عن أسفها لتمتعهم بحصانة، منحها لهم الدستور يبعدهم عن أي عقاب.في أيام كتابة الدستور اشتركت جميع الأطراف المشاركة في الحكومة بكتابة، واستعانت بخبراء ورجال قانون، ومنظمات دولية وبتشجيع من شخصيات دينية معروفة ثم طرح الدستور للاستفتاء، وحصل على تأييد أغلبية الشعب العراقي، واستنادا إلى هذه الحقيقة، ونظرا لمشاركة جميع القوى بلا استثناء في كتابة دستور البلاد، مع اعتراف معلن بوجود ثغرات وألغام، لم تتضمن مواده مفردة "أعدموهم"، ومن يلوح بها يحتاج إلى دورة تثقيفية لقراءة مواد الدستور ليركز على المواد المتعلقة باليات سحب الثقة، ويراجع تصريحاته المتكررة وتهديده بإعدام "العملاء" المشاركين في العملية السياسية، والحكومة."أعدموهم" طبقا لما ورد في الدستور، لكي تستقيم العملية السياسية حتى تتفرغ الحكومة لتلبية مطالب العراقيين، "اعدموهم" للقضاء على فلول النظام السابق وحزبه المنحل، لضمان نجاح المشروع الوطني وبناء دولة عصرية مدنية، في ظل نظام تعددي ديمقراطي يعتمد مبدأ التداول السلمي للسلطة.النائب بطل الشاشة، وصاحب النضال الوطني عبر الفضائيات لم يعرف عنه انه كان معارضا للنظام السابق، وربما رفع نيابة عن قاعدته الجماهيرية الحالية برقية تجديد البيعة والولاء المطلق لصدام بمناسبة تحقيق النصر الناجز في "أم المعارك"، وعلى هذا النهج في الدفاع عن المسؤولين الكبار اطلق عبارة على كيمياوي الشهيرة أعدموهم في "ام الازمات" الحالية، لإنقاذ البلاد من "العملاء" المشاركين في كتابة الدستور.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram