TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > شناشيل: نصيحة الى أهل بغداد

شناشيل: نصيحة الى أهل بغداد

نشر في: 9 يوليو, 2012: 06:48 م

 عدنان حسين نصيحة مجانية تماماً، لا غاية مادية أو معنوية من ورائها، إلى كل بغدادية وبغدادي والى كل زوار العاصمة هذه الأيام، طفلاً أو شاباً أو كهلاً، عاملاً أو موظفاً أو فلاحاً أو اختصاصياً مثلي، بألاّ يصدّقوا ما قاله حتى الآن وما سيقوله منذ الآن المسؤولون الحكوميون، عسكريين ومدنيين، بشأن الإجراءات المتخذة عشية زيارة الأمام موسى الكاظم الوشيكة وأثناءها. إنها نصيحة من مجرب، وأمي المجرّبة والحكيمة كما كل الأمهات العراقيات كانت دائماً تلحّ في نصحي بأن أسأل المجرّب أكثر مما أركن إلى الحكيم.
لا تصدقوا هذا السيل العارم من التصريحات لهذا الحشد الكبير من مسؤولي عمليات بغداد ومحافظة بغداد وأمانة بغداد وغيرهم بان مؤسساتهم ودوائرهم وضعت أحسن الخطط واتخذت أفضل الإجراءات لتسهيل أداء طقس الزيارة وضمان أمن الزائرين من دون التأثير على سير الحياة العامة في العاصمة والمناطق الأخرى التي سيتقاطر منها الزائرون. في العام الماضي، وكنت قد عدت إلى الوطن قبل بضعة أشهر من المناسبة نفسها، وقعت ضحية لتصريحات مماثلة للمسؤولين أنفسهم، أو على الأرجح ضحية لبلاهتي، فقد تعلمت من الإنكليز أن أصدق كل شيء، وصدّقت بالفعل تصريحات المسؤولين في عمليات بغداد بان كل شيء عال العال وتمام التمام، فاخترت يوماً سبق يوم الزيارة بأربعة أيام لأقصد شارع الرشيد وشارع المتنبي.. كانت تجربة حافلة بمعاناة شاقة، إذ وجدت نفسي محشوراً عند نقطة تفتيش مختنقة بالسيارات حتى إذا تجاوزتها بعد نصف ساعة أو يزيد انحشرت مرة أخرى في شارع لا تستطيع فيه السيارات أن تتقدم متراً إلى الأمام ولا أن ترجع متراً إلى الوراء. وزاد من ذلك إن قوات عمليات بغداد أغلقت جسور الأئمة والعطيفية – الأعظمية والصرافية مرة واحدة ما اضطرني وكثيرين غيري إلى المشي من ساحة عنتر إلى شارع 14 رمضان مشياً على الأقدام في ظهيرة يوم كافر الحرارة.  لن أُلدغ من الجُحر نفسه هذا العام.. لن أكون شبه انكليزي فأصدّق ما قاله خلال الأيام الماضية وما سيقوله خلال الأيام المقبلة ضباط الرتب العالية في عمليات بغداد وموظفو المناصب السامية في محافظة بغداد وأمانة بغداد.. قررت هذه المرة أن ألزم البيت ولا أخرج حتى إلى "راس الدربونة"، أو أن أسافر إلى خارج العاصمة التي سيظل قلبي مع بعض أهلها الذين سيعانون بسبب سوء تدبير المؤسسات المشار إليها أعلاه، وبخاصة عمليات بغداد التي من الواضح أنها تلجأ دائما إلى ما تعتبره أسهل الحلول. وأسهل الحلول في مناسبة كزيارة الإمام موسى الكاظم وكالقمة العربية وكالتظاهرات التي حدثت في العام الماضي، هو إغلاق الطرق والجسور في مدينة محتشدة لا تتحمل أن يُغلق فيها نصف شارع أو نصف جسر. أيها البغادّة .. لا تُلدغوا من الجحر نفسه مرتين .. ألزموا بيوتكم أو اهجروا العاصمة إلى المدن الأخرى، وانتظروا أن يأتي الفرج في يوم ما من مسؤول عاقل يضع خطة أمنية تحقق للزائرين أمنهم وانسيابية حركتهم ولغيرهم استمرار حياتهم بوتيرتها الطبيعية... خطة لا تركن إلى أسهل الحلول.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram