TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > نقاط تفتيش نائمة

نقاط تفتيش نائمة

نشر في: 9 يوليو, 2012: 07:42 م

يعقوب يوسف نقدّر الجهد الذي يبذله أفراد الجيش والشرطة ليل نهار بدءاً من ضغط الإرهاق نهاراً وضغط السهر ليلاً ؛ خدمة للبلاد ومواطنيها وحرصاً على حماية الأمن الوطني ، لكن ثمة نقطة ضعف بارزة أفصح عنها بعض الجنود والشرطة  فكانوا شهودا على جنود وشرطة من أقرانهم ممن لا يولون أهمية واضحة لمسؤوليتهم الأمنية ، قال بعض المراتب من الشرطة والجنود من المخلصين والمنضبطين " ثمة ظاهرة سلبية لمسناها بأيدينا وكانت موضع استغرابنا ،ففي جوف الليل يستغرق بعض زملائنا في النوم أثناء الواجب أما في الصباح الباكر وقبل طلوع الشمس فهم يمارسون نفس السلوك يغطّون في نوم عميق وهم جالسون في نقاطهم أليست هذه ظاهرة خطرة  ؟"
نقول قبل أيام  سمعنا خبر اغتيال جنود في نقاطهم من قبل الإرهابيين من المحتمل أن هؤلاء المغدورين تم الغدر بهم لتهاونهم في أداء واجبهم الأمني أو يُحتمل أن هؤلاء لا يجيدون فن الدفاع عن النفس ، فمن أول مبادئ ضبط الجندي والشرطي وتأهيله ليكون كفوءا هو منحه الخبرة الميدانية في كيفية حماية نفسه أولا ثم كيفية حماية المواطنين والمصالح الأمنية للبلاد ، فإن افترضنا أن هؤلاء لا يملكون القدرة على حماية أنفسهم من أيدي الغدر ومن الأعداء ؛ فكيف سيحمون المواطنين ومصالحهم الخاصة والعامة ؟ لذلك ثمة أولويات بالنسبة لعمل هؤلاء المراتب أهمها مسؤولية حماية النفس والذود عنها ثم تأتي بالدرجة الثانية مسؤولية حماية المواطن والبلد .يقيناً أن لعاب الإرهابيين سيسيل عندما يحسّون أن هنالك مراتب من الجنود والشرطة ليسوا أكفاء بل ضعفاء أو أنهم لا يؤدون واجباتهم الأمنية بشكل منضبط ، بالتأكيد سيبادر هؤلاء الإرهابيون إلى اعتبار هؤلاء المتهاونين أهدافا سهلة وطعما مستساغا ليغدروا بهم أو يقوموا بموجب غفلة هؤلاء بنقل معداتهم ومتفجراتهم ( سيارات مفخخة ، عبوات ناسفة ، أسلحة كاتمة وغير كاتمة ) من مكان إلى مكان آخر ليبلغوا أهدافهم الخبيثة متمثلة بقتل المواطن وإشاعة الفوضى الأمنية خاصة في العاصمة لتوجيه رسالة إلى الرأي العام ووسائل الإعلام مفادها أن الوضع الأمني في البلاد غير مستقر ولن يستقر ؛ لأن الحكومة غير فاعلة وضعيفة ومترهلة ولا تملك من أمرها شيئا ، وأن الإرهابيين بيدهم زمام المبادرة . الشيء بالشيء يُذكر  سمعت بأذني مواطنين واصفين الوضع الأمني يقولون " نحن على يقين أن القوات الأمنية لا تملك القدرة على مكافحة الإرهاب والقضاء عليه ، إلى درجة أن المجموعات الإرهابية تملك زمام المفاجأة والمباغتة في أي وقت ،فمن يوقف حماقة هؤلاء وإجرامهم ؟ أليست هذه مسؤولية القوات الأمنية بالدرجة الأولى ثم تأتي مسؤولية المواطن الشريف بالدرجة الثانية ليتعاون مع رجال الأمن ؟ " لا نبتغي في هذا المقال النيل من رجال الأمن شرطة وجيشا بل نبتغي التذكير والتنبيه والنصيحة لكي تتم عملية تصحيح الأخطاء ومحاسبة المقصرين من المراتب ، وتحميلهم المسؤولية الكاملة ، فلا مبرر لهم إزاء تهاون بعضهم ، لأن المسؤولية جسيمة تنبع من الحرص على البلاد والعباد ، وليفهم كل متهاون أو كسول أنّ تهاونه هو تفريط بنفسه واستهانة بأرواح المواطنين الذين وضعوا ثقتهم بهؤلاء المراتب ليمارسوا دور الحماية بإخلاص وكفاءة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram