اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > (نادي المسرح في بابل) أنموذجاً..دور الجماعات المسرحية في المسرح العراقي

(نادي المسرح في بابل) أنموذجاً..دور الجماعات المسرحية في المسرح العراقي

نشر في: 9 يوليو, 2012: 08:00 م

بشار عليوي يُعد تشكيل الجماعات المسرحية، ظاهرة صحية تتصف بالفاعلية الإنتاجية والمعرفية لناحية دورها الواضح في تفعيل حركة مسرحنا العراقي، وهو ما أبرزتهُ التجارب ذات الصلة حيثُ يُمكن القول أن تنشيط هذهِ الجماعات الموجودة على الساحة وتشكيل جماعات جديدة، باتا حاجة ماسة وضرورية من أجل النهوض
 بواقع المسرح في العراق اعتماداً على الطاقات المسرحية الواعدة التي يكتنز بها هذا المسرح ، فضلاً عن أهمية الدور المُستقل للجماعة المسرحية في بلورة خطابها المعرفي والجمالي بعيداً عن أية موجهات إيديولوجية يُمكن أن تتحكم بعمل الجماعة ونشاطها . إن تشكيل الجماعة المسرحية دائماً ما يرتبط بوجود ضرورة لتغيير السائد والمألوف من الأنماط المسرحية المُقدمة ، أو تبني خطاب معرفي مُغاير لمُجمل الخطابات المطروحة وبالتالي فإن الذوات المؤسسين يرون أن الوقت قد حان للتجديد، وغالباً ما تعتمد الجماعة عند تأسيسها على إطلاق بيان جمالي ومعرفي تُحدد فيه أهم المُنطلقات التي ستُحدد آلية عمل الجماعة وهي بذلك تختلف عن (الفرقة المسرحية) التي تعتمد في عملها على وجود نظام داخلي وهيئة عامة وأُخرى إدارية وهي أقرب إلى مُنظمات المُجتمع المدني . وخلال مسيرة  مسرحنا العراقي يطالعنا عدد من التجارب المهمة لجماعات مسرحية عراقية خلخلت النسق المسرحي التقليدي وعملت جاهدة على تكريس خطاب مسرحي ينشد الجمالي والفكري على حدٍ سواء، من خلال مُجمل طروحاتها النظرية والتطبيقية، ففي الديوانية تأسست (جماعة الديوانية للتمثيل الصامت) لمؤسسها ومُديرها الفنان مُنعم سعيد، حيثُ كرست هذهِ الجماعة خطاباً مسرحياً يحتفي بالجسد عبرَ سلسلة طويلة من الأعمال المسرحية الصامتة كان آخرها (شواطئ الجنوح)، وما زالت الجماعة فاعلة حاضرة وبقوة داخل المشهد المسرحي العراقي ، ومن الجماعات المسرحية العراقية الأُخرى، تبرز لنا التجربة الثرة لـ( جماعة الناصرية للتمثيل) في مدينة الناصرية لمؤسسها ومُديرها الفنان والناقد ياسر البراك، وسعيها الجاد والحقيقي لترصين واقع المسرح العراقي (الذي من التعسف حصره بمسرح العاصمة لوحدها) ففي الوقت الذي كانت فيه كُبرى هيئات المسرح في العراق مُمثلةً بدائرة السينما والمسرح ببغداد وكُليات الفنون، عاجزة تماماً عن النهوض بدورها الحقيقي في هذا المجال ، نجد هذهِ الجماعة المُتكونة من ثُلة طيبة من شباب المسرح العراقي البعيدين عن صخب العاصمة وأضوائها الخادعة تقوم بجهد نبيل عِبرَ إصدارها مطبوعاً ومن جيبها الخاص ، سيظل علامةً مُشرفة في تأريخ المسرح العراقي ونقصد بهِ مجلة (المشهد) التي صدرت صيف عام 2000 حيثُ صدرَ منها 9 أعداد قبل أن تُوقفها مديرية الأمن في عهد النظام السابق بعد اعتقال رئيس تحريرها الفنان (ياسر عبد الصاحب البراك)، وقد كانت على مستوى رصين جداً لناحية نفعية المقالات والدراسات النقدية وأخبار المسرح العراقي عموماً ، علاوة على تبشيرها بمشروع الجماعة المعرفي والذي أسمتهُ (المسرح الإسقاطي) مُقرنة بذلك الفعل التطبيقي بالجهد التنظيري. وفي بابل انبرى قبل سنة عدد من مسرحييها وهُم كُل من (بشار عليوي - مؤسساً ورئيساً، عامر صباح المرزوك - نائباً للرئيس، ثائر هادي جبارة و حسن الغبيني - أعضاءً) لـتأسيس (نادي المسرح في بابل) كجماعة مسرحية مُستقلة  تعمل جاهدة من أجل ابتكار الجديد وصُنع الحديث، وكوجه ثقافي يُعبر عن الإبداع البابلي المتأتي من اجتهاد مسرحييها فقد تميزت بابل بمُنجزها المسرحي ومازالت. وبعد أن خطى النادي خطوات جادة باتجاه تكريس ثقافة مسرحية تحتفي بنتاج المسرحيين في العراق بشكل عام وفي بابل بشكل خاص وتُفعل حركة المسرح فيها وانطلاقاً من بيانهِ التأسيسي انفتح النادي على الجميع من دون استثناء فهو منهم وإليهم ، دون وجود لأي موانع صنمية أو مُسميات كلائشية أو ألقاب مجانية، حيث يسعى النادي جاهداً إلى تأسيس ثقافة مسرحية جديدة عبر الاحتفاء بجميع النتاجات المسرحية والأفكار والرؤى الجديدة، وتسليط الضوء على كل جهد مسرحي نبيل، من خلال إقامة الجلسات النقدية بعد كُل عرض مسرحي يُقام في بابل، وإلقاء محاضرات للباحثين والنُقاد والمخرجين المسرحيين واستضافة مبدعي المسرح. كما يهدف النادي المسرح إلى التواصل مع المواهب المسرحية الشابة وخلق فرص نهوض حقيقية لمسرح بابل الغائب منذ فترة طويلة وبذلك أصبح النادي (بشهادة المُتابعين لهُ) الحاضنة الرئيسة والواجهة الحقيقية للمسرح البابلي وللمُشتغلين فيه. لقد شارك النادي في "المهرجان الدولي الثاني لمسرح الشارع" العام الماضي في مدينة دربنديخان/ إقليم كُردستان، بمسرحية (الولوج من الباب الضيق) تأليف وإخراج الفنان د. أحمد محمد عبد الأمير. وتمثلت الخطوات الأولى لهذا النادي بإقامة الحلقة الدراسية الخاصة بالمسرح البابلي والتي تضمنت خمسة محاور، وكذلك الاحتفاء بثلاثة من رواد المسرح البابلي، وإقامة جلسة نقدية حول النصوص المسرحية للكاتب سلام حربة. عمدَ النادي إلى أن يُتوج فعالياتهِ بتضييف "مُخلل" أركان مسرحنا العراقي، المُخرج المسرحي العراقي الكبير الفنان الدكتور صلاح القصب ولأول مرة في محافظة بابل. كما احتفى النادي برسائل جامعية م

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram