اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > السيكارة..سم حقيقي لا يقل خطورة عن أية مادة قاتلة

السيكارة..سم حقيقي لا يقل خطورة عن أية مادة قاتلة

نشر في: 9 يوليو, 2012: 08:17 م

 تحقيق/ نادية بشير قد يعتبرها البعض أداة متعة وإظهاراً لاستخدام الحرية الشخصية للإنسان، لكنها في واقع الحال تعمل على إعطاء متعاطيها أدوية ومواد كيماوية تسبب الإدمان وأمراضاً لا تعد ولا تحصى كالسرطان وأمراض القلب والرئتين، إنها السيكارة.. السم القاتل الذي لا يعي الكثيرون مخاطره الحقيقية ولا يكترثوا لعواقبه الصحية الوخيمة.
معلومات خطرة للغاية يؤكد الدكتور عبد الحافظ عبد الوهاب الخزرجي - مستشار البرامج الصحية في جمعية الهلال الاحمر العراقي - أن التدخين هو السبب الأساسي في إصابة الإنسان بالعديد من الأمراض الخطرة، محذراً من عواقبه الوخيمة إذ تحتوي السيكارة على أكثر من 4000 مادة كيميائية سامة، منها الزرنيخ والنفتالين وأول اوكسيد الكاربون ومواد مشعة، بالإضافة إلى مواد تستخدم كوقود للصواريخ، وفي المتفجرات، وفي الأصباغ ومنظفات الأرضيات ومبيدات للحشرات، ومواد تستعمل في بطاريات السيارات، وأخرى تدخل في الغاز الخاص بالولاعات ومواد ومركبات مسرطنة أخرى يبلغ عددها 43 مركّباً، مشيراً إلى أهم الأمراض الناتجة عن تناول السكائر والتي تشمل السرطان وأمراض القلب وتصلب الشرايين وارتفاع الضغط والسكري والسكتة الدماغية وهشاشة العظام وحساسية الصدر والربو.وأوضح الدكتور عبد الحافظ أن إصابة المدخن بالسرطان تشمل سرطان الفم والحنجرة والمثانة والبنكرياس والكلية وعنق الرحم، أما استخدام التبغ بطرق لا تنشر دخانا مثل المضغ والشم فيعتبر من اكبر أسباب سرطان الفم في الدول التي تنتشر فيها تلك الممارسات وخصوصا شبة القارة الهندية .وهناك أمراض أخرى تصيب الشرايين الدماغية تنتج عن الإدمان على تعاطي السكائر، وهي السكتة الدماغية والخرف المبكر والأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي وهي التهاب القصبات والانتفاخ الرئــــوي والربو والســـل وانسداد المجاري التنفسية المزمن، فضلاً عن مجموعة من الأمراض القلبية ومنها احتشاء عضلة القلب، ارتفاع ضغط الدم ونقص الدورة الدموية في الأطراف مما يؤدي إلى الموت البطيء للأصابع.وتطرق أيضا الى مخاطر التدخين على الحمل والإنجاب مؤكداً أنه يؤثر في وظيفة المبايض والحيامن ويقلل منها عند الرجال والنساء.  كما  أن التدخين مع استعمال حبوب منع الحمل يزيد من تعرض المرأة للإصابة بأمراض القلب. في حين نجد الأطفال المولودين لأمهات مدخنات يصابون أكثر من أطفال غير المدخنات بنقص الوزن ومتلازمة الضائقة التنفسية وأمراض الجهاز التنفسي لدى حديثي الولادة، إضافة إلى متلازمة الوفاة المفاجئة للرضيع وقصور النمو البدني مع زيادة احتمال الإصابة بالربو وتتكرر إصابتهم بالتهابات الأذن الوسطى التي قد تؤدي إلى إضعاف السمع والى وفاة الرضيع المفاجئة.التدخين السلبي وتأثيراتهوعن مخاطر تعرض غير المدخنين للإصابة بالأمراض، قال الدكتور عبد الحافظ:" تدل آخر التقديرات للعلاقة بين التدخين اللاإرادي (أي مجرد استنشاق رائحة الدخان) وسرطان الرئة على أن 20-30% من حالات هذا المرض بين غير المدخنين، ترجع أساسا إلى استنشاق دخان التبغ المنتشر في البيئة"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أضرار التدخين السلبي أو القسري اي الاستنشاق الإجباري لرائحة التبغ من قبل شخص غير مدخن، والتي لا تقل أضرارها الصحية عما يعانيه المدخن نفسه، والتدخين السلبي خطر جدا خصوصا على الأطفال حيث يعرضهم لأضرار صحية كثيرة رغما عنهم، فالمعرضون منهم يصابون بالسعال والبرد بشكل يزيد على سائر الأطفال، ومن المرجح أن يتعرضوا إلى الالتهابات الحادة في الجهاز التنفسي العلوي والسفلي . إذ تدل إحدى الدراسات على أن هؤلاء الأطفال الذين يتعرضون لدخان التبغ في الجو المحيط في الثمانية عشر شهرا الأولى من حياتهم يتعرضون إلى خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي السفلي، التهاب القصبات (الشعب الرؤية)، والتهاب القصيبات (الشعيبات) وذات الرئة بنسبة تزيد على 60% عن باقي الأطفال غير المتعرضين للتدخين السلبي، وقد لوحظ أن كميات المواد السامة بما في ذلك المواد المسرطنة التي تنشأ نتيجة لاحتراق التبغ في الدخان المستنشق بشكل غير مباشر من الجو المحيط أكثر من التي يتم استنشاقها مباشرة. حرب سافرةعلى صحة الناسوفي معرض حديثه عن هذا السم القاتل يؤكد الدكتور عبد الحافظ انه في كل ثانية يموت حوالي ثمانية أشخاص بسبب مرض يكون التدخين أحد أسبابه، إذ تحتوي كل منتجات التبغ على كمية كبيرة من النيكوتين الذي يعتبر مادة تسبب الإدمان، ويصنف الاعتماد على التبغ على انه اضطراب نفسي وسلوكي استنادا إلى التصنيف الدولي للأمراض رقم (10)  كما أن الخبراء في مجال (معاقرة المواد) يعتبرون الاعتماد على التبغ أقوى أو مماثلا في قوته للمواد الأخرى مثل (الهيروين والكوكايين).ويواصل القول:"تشن صناعة التبغ حربا سافرة على صحة الناس ، فالسيجارة هي السلعة الوحيدة التي تقتل صاحبها عندما يستخدمها بالطريقة التي صنعت لها إذ تزعم الشركات أن الشروع بالتدخين هو قرار فردي وسلوكي ولا دخل للشركات فيه بما في ذلك الإعلانات، بينما تنفق شركات التبغ ستة مليارات دولار كل عام للدعاية. وتحتاج صناعة التبغ إلى حوالي 11 ألف مدخن جديد كل يوم لتعويض من تقتلهم من زبائنها في الوقت الذي تتكتم فيه عن الإجراءات المتخذة في ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram