الديوانية / تحسين الزركانيتُحمّل رجيحة العبادي من الديوانية، رجال الشرطة مسؤولية اختراق أمن المدينة بعد تفجير سيارة مفخخة قرب سوق مكتظ بالمدنيين، ما أسفر عن مقتل ولدها نور بائع "أكياس النايلون" والعشرات من الضحايا، وعلى الرغم من إعلان قيادة شرطة المحافظة خطة أمنية جديدة للحيلولة دون تكرار هذه العمليات، إلا أن الأهالي يبدون غير واثقين من هذه الخطط. تقول والدة الضحية لـ"المدى": إن "محاباة الأجهزة الأمنية في الديوانية للأقارب أو العسكريين وذلك بالسماح لهم بالمرور في الأماكن المزدحمة في المدينة من دون تفتيش عجلاتهم، سبب لنا خسارة لن تعوض أبدا".
العبادي تبادر في كل مساء لإشعال شمعة في نفس المكان الذي شهد مقتل ابنها، بينما تراقب رجال الشرطة منتشرين في مكان الحادث، يشرعون بفرض خطتهم الأمنية الجديدة.وتعرضت مدينة الديوانية في الثالث من تموز الجاري، إلى تفجير انتحاري بسيارة حمل مفخخة، أودت بحياة نحو 37 وإصابة أكثر من 75 آخرين بجروح، في حادث هو الأول من نوعه هذا العام، بعد أن تعرض منزل المحافظ إلى عملية إرهابية بتفجير مزدوج بسيارتين مفخختين أودت بحياة 22 شخصا غالبيتهم من الأجهزة الأمنية، وإصابة 35 بجروح بعضهم إصاباتهم خطرة.مدير عام شرطة الديوانية العميد عبد الجليل الأسدي، كشف عن قيام المحافظة بفرض إجراءات أمنية جديدة بعد الخرق الأمني الذي تعرضت له المحافظة، بالتنسيق مع اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة.وقال الأسدي في تصريح لـ"المدى": إن اللجنة الأمنية العليا وقادة الأجهزة الأمنية والاستخبارية في المحافظة، شرعت ببناء خطة جديدة على أساس إعادة النظر في الأخطاء السابقة لتجاوزها.وبين أن "الخطة الأمنية الجديدة تمتاز بمرونتها، ورفع القطوعات والحواجز عن شوارع مركز المدينة، فضلا عن تغيير بعض القادة الأمنيين بحسب الكفاءة والمهنية، مع الاعتماد على العنصر والمعلومة الاستخبارية، إضافة إلى تزويد جميع المفارز المنتشرة في مركز المدينة بالأجهزة والكلاب البوليسية المدربة على كشف المتفجرات، لتأمين سلامة المواطن والحفاظ على انسيابية السير في شوارع الديوانية".إلا أن المواطن علي كاظم، يرى أن "الخطة الجديدة لا تختلف عن سابقاتها بشيء، والخطأ هو في نقاط التفتيش التي تسبب الزحامات المرورية، وتوفر لمن يستهدفون المواطنين المناخ المناسب لتنفيذ مخططاتهم".وأضاف أن "على الأجهزة الأمنية قطع الشارع عند الشك بمركبة ومنع وصول المواطنين، لضمان عدم وقوع ضحايا بأعداد كبيرة كما حدث في الأسبوع الماضي، على أن يتم رفع الحواجز بعد التأكد من عدم وجود الخطر".فيما عبر حسام خلف عن "ارتياحه للخطة الأمنية الجديدة للحفاظ على حياة الأبرياء"، داعيا إلى أن "يبتعد رجال الأمن عن التراخي الذي يسبب الخروقات الأمنية، خاصة وأن التهديدات الإرهابية ما تزال موجودة من قبل القاعدة وبقايا النظام السابق". وكان الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي، قد أكد في كانون الأول الماضي، أن "جهاز كشف المتفجرات لا تتعدى فعاليته نسبة 40%"، مبيناً أن "بعض الأجهزة تعمل بشكل جيد والأخرى مقلدة واستوردت من الصين". فيما أعلن "عزم الوزارة شراء أجهزة حديثة لتحل محل الأجهزة القديمة"، لافتا إلى أن "الأجهزة الأمنية قد انتشرت بنسبة 60% في مركز المدينة، والنسبة الباقية انتشرت في الوحدات الإدارية التابعة لها، لنتحكم بالمبادرة، وسنتحرك باتجاه أي معلومة لضرب العدو قبل أن يفكر باستهداف المدينة، لتتمكن من استعادة ثقة المواطن بعد تفجير الثلاثاء الماضي".وكان محافظ الديوانية سالم حسين علوان قد أكد لـ"المدى" في تصريح سابق، أن "المحافظة قد وضعت خطة احترازية سريعة، ستعدل بعد استكمال مراسيم زيارة النصف من شعبان الأخيرة، بإشراك وزارتي الدفاع والداخلية تدريجيا حتى يتم تأمين جميع الوحدات الإدارية التابعة لمحافظة الديوانية، ستنطلق في غضون الأيام المقبلة".
أهالي الديوانية لا يثقون بالخطط الأمنية الجديدة

نشر في: 9 يوليو, 2012: 08:32 م