TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن : اللواء الوكيل عندما "يتنوع"

العمود الثامن : اللواء الوكيل عندما "يتنوع"

نشر في: 13 يوليو, 2012: 04:54 م

 علي حسين  ترى ما الذي كان يفكر فيه الناطق الأمني اللواء ضياء الوكيل وهو يخبرنا بان الـ 50 تفجيرا إرهابيا التي هزت مدن العراق خلال الأيام الماضية لم تكن خرقا امنيا نوعيا.. وإنما هي نهج تكفيري.. ولم ينس الناطق أن يبشرنا بأننا مازلنا نعيش أزهى عصور الاستقرار الأمني والاقتصادي والاهم الاستقرار السياسي..
وأنا اقرأ تصريح الناطق المبجل تمنيت لو سمح لي سيادته بان اجري معه حوارا لأفهم منه الفرق بين الفشل الأمني وبين العجز عن حماية الناس.. ولأن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه  ولأننا نعيش في عصر المسؤول الذي لا نراه الا في الاحلام او من على شاشة الفضائيات مبتسما وهو يعدد لنا أنواع الخراب والمآسي التي تحاصرنا كل يوم.. لهذا قررت أن احلم بحوار مفترض مع السيد الناطق الذي تفضل مشكورا واستقبلني بإطلالة مستنسخة من سلفه الكبير قاسم عطا.. مرددا بعصبية: أرجوك قبل أن نبدأ الحوار، عليك أن تعرف جيدا أن التاريخ لن يرحم كل من يحاول أن يشكك بأهمية انتصاراتنا الأمنية،  فانتم معشر الإعلاميين تشاركون في أكبر عملية خداع للناس.. فلماذا تتناسون أننا وبحمد الله بعد تسع سنوات استطعنا أن ننتج نظاما ننافس فيه بلدانا بحجم السودان والصومال وجزر القمر. س: ما رأيك في من يقول انك تمارس نوعا من التهريج الأمني.. يطلق عليه البعض تقصيرا وإهمالا وشراء ذمم؟ ج : هذا ما اسميه أنا قصورا في عقل المتلقين للمعلومة..  فانا أريد تنبيه الجميع الى ان مصطلح الخرق الامني النوعي يطلق على العمليات الإرهابية الكبيرة مثل ما حدث في 11 أيلول في نيويورك فقد قتل اكثر من ثلاثة الاف شخص، بينما الذي حدث عندنا خلال الايام الماضية لم يذهب ضحيته سوى خمسمئة شخص.. تصور خمسمئة شخص ماذا تعني أمام ما قدمناه من منجزات امنية جعلت بلدانا كبرى تتمنى الإفادة من خبراتنا الأمنية. س: سيادة اللواء دائما ما تطرب القوات الأمنية أسماعنا بالوصلة الغنائية التي يقول مطلعها: كل شيء تحت السيطرة .. فهل تقصد السيطرات التي  تحسب على الناس أنفاسها.. ام ان هناك سيطرات هي في الحقيقة أخوات في الرضاعة مع الإرهابيين؟. ج: لا.. يا عزيزي نحن لا ننشز في اللحن .. وانا بالذات دقيق في اختيار كلمات الاغاني التي اخرج بها للناس ..فكلمة سيطرة – وأتمنى ان لا تنسى بأنني شاعر سابق.. احيانا تنتابني رغبة كبيرة بان اكتب معلقة شعرية عن المنجزات الكبيرة التي تحققت بفضل عبقرية القائد العام للقوات المسلحة، لكن شيطان الشعر يرفض الحضور هذه الايام بسبب ارتفاع درجات الحرارة- المهم أتمنى ان نكون دقيقين في  تعريف المصطلح فسيطرة تعني  السيطرة على مقدرات الناس وآمالهم وأحلامهم وأمنهم ومستقبلهم.. وهذا كله سيكون من مهمة الحكومة وأجهزتها الأمنية التي تسعى لان يحصل العراق على لقب ارض السيطرات بعد أن غدره المؤرخون وأطلقوا عليه ظلما اسم ارض السواد. س: وسائل الإعلام والصحافة العالمية تقول إن المؤسسات الأمنية لم تعد تهتم بأمن المواطن بقدر اهتمامها بملبسه وحشمته وطريقة قص شعره فما قولك في هذا الأمر؟  ج:  للأسف معظم العراقيين غير مؤهلين لمعرفة الآداب العامة وأخلاق الطريق.. وهم كارهون للتطور يريدون ان يعودوا الى الوراء الى عصور الايمو وعبدة الشيطان، بينما نحن نريد ان لهم ان يعيشوا في ظل حملة ايمانية  تضمن لهم مكانا في الجنة بعد عمر قصير.   س: ولماذا لا يعيشون الجنة على الأرض وهم يتمتعون بخيرات هذه البلاد؟ ج: أعوذ بالله من شر الشيطان الرجيم، كل جنان الأرض لن تجعلهم يعيشون لحظة اطمئنان واحدة ..المشكلة يا سيدي انك لا تريد منحي فرصة لشرح وجهة نظري.. فانتم معشر الصحفيين تتحدثون ليل نهار عن الديمقراطية والحرية والرخاء الاجتماعي وتنسون انها نعم زائلة .. فاذا كنا جادين بإسعاد هذا الشعب علينا ان نغرز فيه قيم القناعة التي هي كنز لا يفنى بينما الخدمات والصحة والتعليم والأمن مظاهر زائلة وزائفة "منو مات واخذ وياه خدمات مو كافي تلعبون بعقول الناس".وهكذا يا سادة انتهى الحوار لنكتشف اننا امام حالة قديمة من التهريج تدار بحرفية شديدة شعارها "كل شي من اجل النوعية".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram