TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الصحفيون في يومهم ..ذابوا ليسقوا الناس من مهجاتهم

الصحفيون في يومهم ..ذابوا ليسقوا الناس من مهجاتهم

نشر في: 13 يوليو, 2012: 05:45 م

 حسن العلوي * في يوم الصحافة العراقية نرفع الشكر لله الذي أمدّ بأجلِنا إلى العام الثالث والأربعين بعد احتفالنا الأول بمئوية الصحافة العراقية في عام 1969.. ولعله مقطعٌ من هذا التاريخ الجليل أن أدلي بشهادتي عن الصحفي العراقي والصحافة العراقية .. ففي العودة إلى الاحتفال بمئوية الصحافة العراقية كنت يومذاك أواصل الكتابة في عمود صحفي .. بينما كانت وظيفتي مديراً للصحافة في وزارة الثقافة والإعلام ..  عندها داهمتنا فكرة إقامة يوم للصحفيين أسوة بيوم العمال مثلاً ،
وكنت واحداً من خمسة صحفيين على رأسهم عميدُ الصحافة العراقـــية وزاهُدها  ( سجاد الغازي ) ونظيُره  ( فائق بطي ) .. وضياء حسن .. وشارك آخرون ممن رحلوا ولم يتركوا لأبنائهم  ما يقيمون به مجلس فاتحة على أرواحهم الطاهرة.. كالصحفي الأديب عبد الوهاب الأمين والصحفي المتعب دائماً محمد حامد وعبد اللطيف حبيب وهاشم النعيمي .. وهادي الأنصاري .. وصادق الأزدي.. وصبيح الغافقي .. ومنير رزوق .. وعبد المنعم الجادر وإبراهيم إسماعيل ، أما  الشاعر الأديب شاذل طاقة فقد اعتبر محاولة الاحتفال هذه فرصة لتجميع الوطنيين العراقيين الذين  أكلت الحروف أيامهم .. وقد آن الأوان للاعتراف بفضلهم .. وإن الحياة بتعبير الجواهري : نهارٌ وليلٌ يوسعان بنا أكلا ..واستقرّ الرأي على يوم الخامس عشر من حزيران حيث صدر العدد الأول من جريدة الزوراء التي أسسها الوالي مدحت باشا ،وإن كان رجلُ القانون ووجهُ الشاشة طارق حرب قد انفرد قبل أيام برأي ينكر فيه هذا التاريخ لأن الزوراء في رأيه لم تكن صحيفة عراقية بل تركية وأنها أخذت اسم زوراء وليس الزوراء .. وردُّ الإنكار على  المحامي حرب هو أن تاريخ العراق يتصل بموقعه واسمه الجغرافي والتاريخي وإن كان ولاية عثمانية .. وإلا فيمكن أن ننكر أيضا أن تكون مجلة لغة العرب عراقية .. وجريدة العراق عراقية .. لأنهما صدرتا في زمن الاحتلال البريطاني للعراق بعد الحرب العالمية الأولى .. أما نزع ألف لام التعريف فيخضع لقواعد اللغات التي لا تحتاج إلى هذه الأداة وتعتبر الاسم معرفاً بدونهما كالفارسية و الكردية والتركية .. وهي السنّة التي جرى عليها مؤخراً أصحاب ومؤسسو مطبوعات مثل مجلتي دراسات عربية  و آفاق عربية .. حتى كادت الأسماء الجديدة تخلو من الـ التعريف و كذا الحال أيضا في  عناوين الكتب الصادرة حديثاً .وبالعودة إلى أيام الإعداد لهذه المناسبة  أي عيد الصحافة العراقية الأول عام 1969..  فقد اكتشفنا أن  مراكز الوثائق والمكتبة الوطنية تخلو نهائياً من نسخة العدد الأول لجريدة الزوراء.. ولهذا لم تُنشر صورة العدد الأول حتى أيام قبيل يوم الاحتفال .. ولهذا الأمر حكاية أذكرها هنا .. إذ زارني رجل كان لوالده أرشيف صحفيٌ عامر واسمُ الرجل ( بديع ) ولا أتذكر اسم والده ..فقدم لي النسخة باعتباري مقرر اللجنة الوطنية للاحتفال بعيد الصحافة العراقية .. فاتصلت بالصديق حلمي شريف رئيس تحرير جريدة النور وهي الوحيدة التي كانت تصدر خارج الإعلام الحكومي حينذاك وكانت تابعة لمجموعة الأستاذ جلال طالباني .. وأذكر أن الأخ بديع  رفض أن يتسلم أية مكافأة مقابل تزويدنا بهذه التحفة النادرة لكني عوضت له ذلك بإبراز اسمه أولاً عندما نشر خبر العثور على النسخة مصوراً في الصفحة الأخيرة من جريدة النور، ثم شرعت الصحف العراقية الأخرى بنقل صورة العدد الأول لجريدة الزوراء عنها .... وتلقيت في اليوم الثاني لوماً شديداً من قبل الوزير عبد الله سلوم السامرائي لكوني فضلت جريدة خاصة على جريدة الحزب والدولة .. ولعل هذه الحادثة تعطي مؤشراً مبكراً عن تفضيلي الصحافة الخاصة على صحافة الدولة حتى صنفت يوماً بكوني من الليبراليين حسب وجهة نظر الأخ كمال عبد الله الحديثي الذي حاول في أحد الاجتماعات الحزبية وبحضور صدام حسين النيل مني باعتباري  ليبرالياً خارجاً على منهاج الإعلام آنذاك .. واعتبر صدام حسين ما صدر عن كمال الحديثي شتيمةً فوجه كلامه للدكتور سعدون حمادي لكي يشرح لكمال الحديثي معنى مصطلح الليبرالية .ومن المؤسف في تلك المناسبة أي مناسبة الاحتفال الأول بعيد الصحافة العراقية عام 1969 .. أن تلاعباً حدث في تسمية أقدم صحفي عراقي مازال على قيد الحياة لتكريمه عندما اختير السياسي العراقي الشجاع محمود رامز الذي كان باعه في السياسة باعتباره من الوطنيين الأوائل أعلى مقاماً من أي دور صحفي له .. فيما اختيرت السيدة  ( مريم نرمة ) من أجل تكريمها باعتبارها أقدم صحفية عراقية تصدر مجلة نسوية ولم يكن لها دور في هذه المجلة سوى اسمها كصاحبة الامتياز .. وإن هذه السيدة الجليلة لم تكن لها علاقة بالصحافة وليس لها قدرة على الكتابة أيضا .. وأذكر أنني لم أحصل منها بعد جهد على رسالة بهذه المناسبة قبل ظهورنا في تلفزيون بغداد ساعة تكريمها وكنت  حينها أقف إلى جانب وزير الثقافة والإعلام المرحوم عبد الله سلوم السامرائي .وبرأيي فإن  ( أبا رامز ) سلمان الصفواني وليس محمود رامز هو الأقدم وإن لم يكن هو الأسنّ .. فقد رافق ظهوره صحفياً ظهور المملكة العراقية عام 1921 .. وظل ملتزماً بخطه القومي العربي منذ أن غادر مسقط رأسه في قرية صفوى بالقطيف حاملاً لقب سلمان القطيفي .. قبل أن ينتبه إلى أن قرية صفوى أولى

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram