TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > اقتصاديات :البطاقة التموينية.. مستمسك فقط !

اقتصاديات :البطاقة التموينية.. مستمسك فقط !

نشر في: 13 يوليو, 2012: 05:55 م

 عباس الغالبي يبدو أن الحلول غدت مستعصية حيال البطاقة التموينية ، بعد ان استمر مشهد التلكؤ التوزيعي من دون علاج يذكر ، حيث مازالت الخمس مفردات البائسة فيها مقطعة الأوصال تستلم شهرا بعد شهر ، من دون معرفة الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذا التلكؤ القديم الحديث .
ومن خلال متابعتنا لمسارات البطاقة التموينية برزت خيارات عدة بين الاستمرار والإلغاء والتقنين والحجب عن شرائح بعينها دعماً للشرائح المجتمعية الفقيرة ، واستقر الحال على ما هي عليها الآن في مشهد مرتبك يؤكد حقيقة مفادها فشل وزارات التجارة المتعاقبة على التعامل مع مثل هذا الموضوع الذي يلامس حياة الناس ولاسيما ممن هم بمستوى او تحت خط الفقر في ظل تفاقم الأزمات الخدمية والمعيشية للمواطنين ، وسط وعود حكومية ذهبت أدراج الرياح .ولأن البطاقة التموينية مرت بمراحل عدة كانت بمثابة مخاضات فساد كبيرة عصفت بمسؤولين في وزارة التجارة كباراً وصغاراً ، ومازالت ملفات فساد أخرى بانتظار التحقيق وقولة القضاء الأخيرة ، فإن الأمر ليس بالسهولة بمكان أن يجري التعامل معه هكذا من قبل السلطة التنفيذية بهذه الهامشية واللامبالاة ، وكأن الأمن الغذائي من الأشياء الثانوية ، في وقت نرى أن وزارة التجارة مازالت عاجزة عن الإتيان بحلول حقيقية للبطاقة التموينية من حيث توفير مفرداتها كاملة وتوزيعها بشكل انسيابي من دون تلكؤ يذكر ، مع الأخذ بنظر الاعتبار أن التخصيصات المالية المحددة ضمن الموازنة العامة للدولة كافية بحسب رأي الكثير من الخبراء والمختصين في ظل بورصة الأسعار العالمية للمواد الغذائية والتي شهدت استقراراً في الأسعار خلال العامين الماضيين .ولكن انعدام الرؤية الصحيحة وعدم القدرة على إدارة هذا الملف جعل الكثير من المسؤولين الحكوميين يذهب إلى فكرة إلغاء البطاقة التموينية وتعويضها بمبالغ نقدية منعاً للحرج الذي تتعرض له الجهات التنفيذية ولاسيما الجهة القطاعية المسؤولة عن هذا الملف المتمثلة بوزارة التجارة ، الأمر الذي خلق حالة من المعارضة لهذا الرأي خوفاً من ارتفاع أسعار المواد الغذائية واستغلال الكثير من مستوردي المواد الغذائية لهذا الفراغ الذي ستمثله البطاقة التموينية  .وهكذا ازدحمت الأفكار وسط ضبابية وغياب للعلاج الحكومي الناجع الكفيل بوضع حد لهذا الارتباك ، وظل المستهلك يمني النفس بمفردات رصينة للبطاقة التموينية تلامس شظف العيش على أقل تقدير للشرائح الفقيرة ، يجعل منها سبيلا لتحقيق حدود مقبولة من الأمن الغذائي ، لا أن تصبح مجرد واحدة من المستمسكات الاربعة التي درج عليها المواطن العراقي كهوية تعريفية في دوائر الدولة .ويبقى السؤال الذي يدور في مخيلة الجميع ، هل ان البطاقة التموينية مجرد مستمسك ليس إلا .  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تضاربات بين مكتب خامنئي وبزشكيان: التفاوض مع أمريكا خيانة

حماس توافق على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى

البرلمان يعدل جدول أعماله ليوم الأحد المقبل ويضيف فقرة تعديل الموازنة

قائمة مسائية بأسعار الدولار في العراق

التسريبات الصوتية تتسبب بإعفاء آمر اللواء 55 للحشد الشعبي في الأنبار

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram