عامر القيسي جدد نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني تأكيده إنهاء أزمة الكهرباء في العراق نهاية العام المقبل 2013، مبينا أنه تم توقيع 20 عقدا مع شركات عالمية لإنشاء محطات كهربائية في مناطق متفرقة من البلاد. وكان الشهرستاني قد أعلن، في الـ25 من آذار الماضي أن العراق سيصدّر الطاقة الكهربائية لدول الجوار خلال العام المقبل 2013.كما أكدت وزارة الكهرباء، في 28 أيار الماضي، إنهاء أزمة الكهرباء بحلول عام 2013، مشيرة إلى أنها مستمرة في تنفيذ المشاريع على جميع مستويات الإنتاج والتوزيع والنقل ليصل إلى مرحلة تصدير الطاقة الكهربائية مستقبلا.
سنتعامل مع هذه التصريحات بحسن نية وثقة من أن مسؤولينا ينطقون بالصدق والحق لا غيرهما أبدا، وسننسى لوهلة أننا شبعنا حد التخمة من الوعود الأمنية والخدمية ومنها طبعا الكهربائية. ولأننا في المأزق الكهربائي فإننا،شأن المواطنين، نعرف أن ما استحوذت عليه وزارة الكهرباء من أموال تحلم به دول كثيرة وهي أموال تعادل ميزانيات بعضها، وقيل إن تلك المبالغ لم تقل بأي حساب عن 18 مليار دولار، وتقول بعض التسريبات إن المبلغ 27 مليار دولار، وسنفترض من باب حسن النية أيضا أن نصف تلك المبالغ قد تسربت إلى جيوب الحرامية ولصوص المال العام وال" كلاوات " التي حوّلت بقدرة قادر محطات توليد كهرباء أو أدوات احتياطية للمولدات العملاقة إلى لعب أطفال نحن بأمسّ الحاجة إليها!!لكن بين التعامل مع التصريحات الكهربائية بثقة وافتراض حسن النية تتوالد أسئلة عن واقع الكهرباء الحالي المتردي، خصوصا أننا شهدنا قبل أيام انقطاعا تاما للطاقة الكهربائية في كل محافظات العراق باستثناء إقليم كردستان الذي لم تتوقف محطاته ويتمتع فيه المواطن بـ 22 ساعة كهرباء يوميا، وبين أحلام العصافير في أننا سنرفع لافتات في نهاية عام 2013 نكتب عليها بكل ثقة وسرور "وداعا لأزمة الكهرباء" وتوديع الأزمة كما يعرف أهل الشأن في حكومتنا الجليلة يعني توديع الكثير من الأزمات لأن الكهرباء ترتبط بشكل مباشر بالكثير من تفاصيل حياتنا ومنها غلاء الأسعار. وفوق هذا الإنجاز، تقول وزارة الكهرباء، بأننا سنصدّرالطاقة الكهربائية لدول الجوار التي تقطع الماء عنّا وترسل بدلا منه نفاياتها الصناعية من باب حق الجار على الجار!! تفصلنا عن تنفيذ هذه الوعود سنة ونصف السنة بالتمام والكمال، رغم كل الشكوك الواقعية التي تحوم حول هذه الوعود،لكننا سنقنع أنفسنا أن هذه الفترة كافية لكي تصبح أزمة الكهرباء جزءا من ماضينا، وسنشهد، متشفّين، أصحاب المولدات الخاصة وهم يلملمون مولداتهم وابتزازاتهم وتلاعبهم بأعصابنا ويبيعونها في مزادات السكراب " اللهم لاشماتة "، وسترفع عن كاهل ميزانيتنا الخاصة والعامة المبالغ التي كانت تهدر من أجل عيون الكهرباء العزيزة على قلوبنا لتتحول تلك المبالغ إلى فعاليات حياتية أخرى تنقذنا من أزمة أخرى!ياله من حلم جميل ووعود أجمل، لكن أكثر ما نخشاه أن تأتي نهاية العام المقبل ونحن لا نزال نتحدث عن تقنين 4-2-4 البرازيلية وتذهب وعود السيد الشهرستاني ووزارة الكهرباء أدراج الرياح مع أموالها كسابقاتها من الوعود الوردية وينطبق علينا المثل العراقي الأصيل.."اكعد بالشمس لمن يجيك الفي".
كتابة على الحيطان:وعود مكهربة " أكعد بالشمس لمن يجيك الفي "!
نشر في: 13 يوليو, 2012: 06:08 م