علي حسين الحمد لله ستنتهي الأزمة السياسية العنيفة بين اطراف العملية السياسية سريعا، ووقى الله البلاد شر مشروع سحب الثقة الذي نحن في غنى عنه في مرحلة عصيبة نواجه فيها انفلاتا امنيا.. وانفلاتا سياسيا في وقت واحد، وتنفس الجميع الصعداء مع الخبر الطريف والمثير الذي أعلنه النائب عن عباس البياتي
عن نية ائتلاف دولة القانون استنساخ رئيس الوزراء نوري المالكي، وهو المشروع الذي نتمنى أن تتبناه الدولة العراقية ليتسنى للعراقيين جميعاً الحصول على نسخ إضافية من عباس البياتي وعالية نصيف وعزت الشابندر ولا بأس من الحصول على نماذج مصغرة من طارق الهاشمي وصالح المطلك وكمال الساعدي وحنان الفتلاوي ليتم إهداءها لبعض البلدان التي لم تعرف طريق التطور والازدهار كاليابان وألمانيا والبرازيل.والغريب، أن هذه لم تكن اللفتة العبقرية الأولى التي يتحفنا بها أشاوس دولة القانون فقد سبق أن وصف النائب مهدي الخفاجي، رئيس الوزراء بأنه "علم دار العراق" الذي سيقوم بتصفية جميع المتآمرين. وأنا أشاهد عباس البياتي في برنامج بين قوسين الذي يقدمه الصديق نبيل جاسم تذكرت نوري السعيد آخر وزراء العراق في العهد الملكي فقد روي عنه انه حين يواجه سياسيين من هذه العينة يرفع كفيه إلى السماء قائلاً: "اللهم أشكو إليك زعاطيط السياسة". زعاطيط عدتهم السياسية تتكون من عدد من الكلمات والجمل يرافقها جهل تام بكل شيء. حيث يصرف لكل واحد منهم مجموعة من العبارات المحفوظة من عينة "الأجندات الخارجية" و"المؤامرة على العملية السياسية" و"التطاول على سمعة العراق" جمل تطلق بطريقة الببغاوات على كل من يشمون رائحة اختلاف في كلامه.سياسيون جميعهم، يرددون هتافا واحدا، ويرتدون ثوبا واحدا، في يد كل منهم بندقية صيد ما أن يسمع حفيف صوت عابر حتى يصيح بأعلى صوته "إنها مؤامرة" ثم يطلق الرصاص في كل الاتجاهات لكي يثبت لمن لولي الأمر أنه موجود وفي الخدمة دوما.منذ أشهر تساءلت لماذا لا يتحلى النائب عباس البياتي بقليل من الرحمة والشفقة تجاه هذا الشعب المغلوب على أمره الذي يطلب منه دوما أن يتابع تصريحاته المسكونة بالألغاز وعلامات التعجب، لماذا يصرّ على أن يحاصرنا في الفضائيات والصحف ويطلق سيلا من الكلمات التي فقدت صلاحيتها منذ مدة طويلة، طبعا كنت أتمنى أن يستمع البياتي لكلامي ولكن يبدو أن مصر، على أن يواصل تنقله اليومي من فضائية إلى أخرى حاملا آخر الأخبار والمستجدات في معركة تكسير العظام بين دولة القانون والعراقية، إلى أن خرج علينا مؤخرا ليزف البشرى للعراقيين، بان المالكي باق ابد الدهر والفضل يعود إلى تقنية الاستنساخ التي ستتيح للعراقيين أن يقضوا عصورا من الرفاهية والاستقرار والازدهار لو حسموا امرهم وقرروا استنساخ جميع السياسيين.انا ومثلي جميع العراقيين نحمل حبا وإعجابا كبيرين للسيد البياتي، وكيف لا نحبه ونحن نشاهده في اليوم الواحد أكثر من عشر مرات متنقلا من فضائية إلى اخرى، وفي كل مرة نسمعه نشعر كعراقيين بأننا مدينون له بهذه الهمة، فليس مطلوبا منه أن يخرج علينا أكثر من مرة في يوم، لكن هموم الوطن ومصالحه تتطلب منه أن يبذل هذا الجهد الذي يأخذ من وقته الكثير.السيد البياتي وأنا اسمع ما جادت به قريحتك في برنامج بين قوسين أدعوك صادقا ومخلصا إلى مراجعة نفسك، وأن تقف أمام ضميرك وقفة حق، وأن تتخذ قراراً شجاعا، ليس بالاعتراف بدورك ودور زملاء لك ليس في تسميم الحياة السياسية، وتلويث الجو بعبارات فاقدة للصلاحية فهذا كثير ولا تستطيعون تحمله، ولا أطالبكم بدفع ثمن الخراب الذي حل بالبلاد، لكنني أدعوك إلى اعتزال السياسة، وأن تدعو الله في صلاتك أن يعفو عنك.وفي النهاية لم يبق لي إلا أن ارفع كفي إلى السماء وأقول بصوت شاكٍ اللهم لا تجعلنا اسرى زعاطيط السياسة .. اللهم اخسف الأرض بدعاة بنظرية الاستنساخ وشتت شمل علمائه حتى لا يفكرون يوما باستنساخ عباس البياتي حصرياً.
العمود الثامن:اللهم نشكو إليك الـ"..." عباس البياتي
نشر في: 13 يوليو, 2012: 06:19 م