TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان:ليس دفاعاً عن مقتدى الصدر

كتابة على الحيطان:ليس دفاعاً عن مقتدى الصدر

نشر في: 13 يوليو, 2012: 06:53 م

 عامر القيسي لست مدافعاً عن السيد مقتدى الصدر،لكني مؤمن بأن الديمقراطي الحقيقي هو من يدافع عن حق الآخرين في القول و التصرّف واتخاذ المواقف في سياق المصلحة الوطنية العراقية. ويختلف الكثير مع السيد مقتدى في الكثير من طروحاته السياسية بل حتى الفكرية، لكنهم في الجانب  الآخر ينظرون إليه كشخصية وطنية ولتياره كتيار شعبي له الحضور في الشارع وفي البرلمان والحكومة معا، كما أن مواقفه كانت مؤثرة إلى حد بعيد
 على أجواء العملية السياسية وتحالفاتها واتجاهاتها المستقبلية ومنها على سبيل المثال اختيار السيد المالكي رئيساً للوزراء.وينظر الآن، في الأوساط الشعبية والسياسية، باستغراب شديد إلى الانتقادات التي توجه للسيد مقتدى وتياره لموقفه من سحب الثقة من رئيس الوزراء نوري المالكي، وتكال له الاتهامات، تحديدا، من أقطاب في ائتلاف دولة القانون، تارة بتفتيت البيت الشيعي وتارة أخرى بخروجه  على " إجماع " التحالف الوطني، رغم أن الرجل أكد لأكثر من مرّة أنه متمسك بالتحالف الوطني وأن رئيس الوزراء لن يكون إلا من التحالف الوطني وأن تياره غير راغب في هذا المنصب تحديدا،   وأن من يؤثر سلبا على الشيعة هو الاتجاه الدكتاتوري داخل التحالف نفسه وفي قيادة السلطة التنفيذية، في إشارة واضحة للمالكي، وقال بوضوح إن الحفاظ على الشيعة والدفاع عنهم لايتم من خلال إقصاء الآخرين، في إشارة إلى بقية مكونات الشعب العراقي وكتله السياسية. ورغم الضغوط التي تعرض لها شخصيا وبقية شخصيات تياره إلا انه لا يزال متمسكا بخياره الوطني في رفض الإقصاء والتهميش ومصادرة أدوار الآخرين من العراقية والتحالف الكردستاني وبقية القوى والمكونات الأخرى، معلنا في آخر تصريح له إجابة على سؤال حول موقفه الضغوط  الإقليمية التي يتعرض لها "مهما فعلوا..لن نركع إلا لله" وفي تصريح سبقه قال بوضوح إن خيار تغيير المالكي خيار "عراقي إلهي".إن تغيير خارطة المواقف على الأقل ستكون مساهمة فاعلة في زحزحة التخندقات الطائفية سواء كانت على مستوى التحالف الوطني بصبغته الشيعية أو العراقية بصبغتها السنية أو التحالف الكردستاني بصبغته القومية الكردية رغم خصوصيته واختلاف تحالفه عن العراقية والوطني، وهو تغيير مطلوب للتخلص من القيود اللعينة التي وضعنا أنفسنا، أو وضعونا فيها، في ظروف معقدة، وبعض الأحيان جبرية، لما بعد سقوط الدكتاتورية في 9\4\2003.قلنا في أكثر من مرّة بأننا بحاجة إلى سياسيين يمتلكون الجرأة الكافية لاتخاذ قرارات تأريخية تساعدنا على الخروج من النفق الضبابي والملتبس الذي نسير فيه، ومقتدى الصدر اتخذ مثل هذا الموقف رغم المخاطر السياسية بل والدينية التي قد يتعرض لها شخصيا مع تياره، لكن الرجل، على ما يبدو، اتخذ قراره و أنه سائر فيه ومؤمن  بأن قراره يصب في المصلحة الوطنية ، ونستطيع القول إن  موقفه يلاقي ترحيبا متزايدا في الشارع السني والشيعي والكردي وفي الأوساط السياسية والثقافية المتنورة التي تبحث عن عراق مختلف بعيداً عن التخندقات الطائفية المقيتة.نقول مرّة أخرى، نختلف مع مقتدى الصدر، لكننا ندافع عن حقه وحق تياره في اتخاذ القرارات في إطار المصلحة الوطنية وخروج العراق من الأزمة المستعصية التي يعانيها.فهل سيحصل ذلك؟ هذا ما ستجيبنا عليه الأيام القادمات!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram