القاهرة/ CNN تخيم الانقسامات السياسية التي تسيطر على الشارع المصري، على الزيارة المرتقبة لوزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، التي من المقرر أن تصل إلى القاهرة اليوم السبت، وهي أكبر مسؤولة أمريكية تزور مصر بعد فوز مرشح جماعة "الإخوان المسلمون"، الدكتور محمد مرسي، برئاسة الجمهورية، كأول رئيس لمصر بعد الرئيس السابق، حسني مبارك، الذي كان واحداً من أبرز حلفاء واشنطن في المنطقة.
أعربت الخارجية الأمريكية عن تطلع الوزيرة كلينتون إلى زيارة مصر، فقد أكدت، في الوقت نفسه، أن واشنطن "تريد نجاح عملية التحول في مصر، على نحو يلبي تطلعات الشعب المصري، ويفي بوعود الثورة"، مشددة على أن تحقيق ذلك "أمر يرجع إلى الشعب المصري"، وأن الولايات المتحدة لا تأخذ جانب أي طرف من الأطراف التي عليها أن تواصل الحوار المناسب فيما بينها.وقبل ساعات من الموعد المحدد لوصول كلينتون إلى القاهرة، تطرق المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، باتريك فينتريل، خلال مؤتمر صحفي عقده الخميس، إلى الأزمة التي تشهدها مصر حالياً، بعد قرار المحكمة الدستورية العليا بـ"حل" مجلس الشعب، والقرار "المضاد" الذي أصدره مرسي بدعوة المجلس، الذي تسيطر جماعة الإخوان على غالبية مقاعده، للانعقاد ومواصلة مهامه، ثم قرار المحكمة مجدداً، بوقف العمل بالقرار الجمهوري.وفيما يتعلق بطريقة وجهة التواصل بين الولايات المتحدة ومصر في هذه الفترة، سواء مع الرئيس مرسي، أو مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، قال المتحدث إن "الولايات المتحدة تتعامل مع مصر على جميع المستويات، العسكريون مع العسكريين، والدبلوماسيون مع الدبلوماسيين، ومع مختلف الجهات الفاعلة في المجتمع المدني، ومع الناس من جميع المشارب المختلفة، من مختلف الأحزاب السياسية."وفي القاهرة، دعت إحدى القوى السياسية، وهي جماعة "اتحاد شباب ماسبيرو"، في بيان لها الخميس، جميع القوى الوطنية والشبابية لوقفة حاشدة أمام السفارة الأمريكية بالقاهرة، في الخامسة من مساء السبت 14 يوليو/ تموز الجاري، لرفض زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية لمصر، تحت عنوان "لا للتحالف الأمريكي والإخوان المسلمين، لفرض الوصاية على مصر."وذكر البيان، بحسب ما أورد موقع "أخبار مصر"، التابع للتلفاز الرسمي، أن "هذه الدعوة تأتى لاتخاذ موقف وطني حاسم للشعب، الذي قام بثورته من أجل الحرية، مطالباً بفرض السيادة، من خلال التدخل الأمريكي المتواصل في الشأن المصري، وكشف العلاقة الخبيثة بالاتفاقات والصفقات بين الأمريكان وجماعة الإخوان، بقيادة مرشدها محمد بديع، من خلال الجلسات السرية التي عقدت بين الطرفين."ولفت البيان إلى أن "التحالف" بين واشنطن وجماعة الإخوان، "تجسد في الضغط المتواصل، الذي ظهر بوضوح من الإدارة الأمريكية على المجلس العسكري، لدعم محمد مرسى رئيساً لمصر، والضغط الأمريكي من أجل عودة البرلمان المنحل، وانتهاك أحكام القضاء."وأشار اتحاد شباب ماسبيرو إلى أن "علاقة الإخوان المسلمين بالأمريكان ظهرت ملامحها، وكشف خبراء وسياسيون عنها، عقب ثورة (25 يناير) عند زيارات متواصلة لمسؤولين أمريكان، للالتقاء بقيادات الإخوان في مقرهم، من دون غيرهم من الفصائل السياسية، ولم يتم الإعلان عن تفاصيل هذه الجلسات، ولكن ظهرت خفاياها بالدعم المتواصل من الإدارة الأمريكية للإخوان للوصول الى السلطة."يُذكر أن وزارة الخارجية الأمريكية كانت قد كشفت، في بيان بموقعها الإلكتروني، في وقت سابق من الشهر الجاري، أن الوزيرة هيلاري كلينتون ستصل إلى مصر في 14 من الشهر، وتلتقي كبار المسؤولين بالحكومة والمنظمات المدنية، كما ستقوم بافتتاح القنصلية الأمريكية بالإسكندرية يومي 15 و16 يوليو/ تموز الحالي، على أن تتوجه وزيرة الخارجية الأمريكية بعد ذلك إلى إسرائيل.
انقسامات سياسية تخيم على زيارة كلينتون لمصر
نشر في: 13 يوليو, 2012: 07:00 م