TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > في منطقة الشرق الأوسط.. حاكم مستبد وشعوب مقهورة

في منطقة الشرق الأوسط.. حاكم مستبد وشعوب مقهورة

نشر في: 16 أكتوبر, 2009: 05:19 م

كاظم حبيب نحن بنات وأبناء منطقة الشرق الأوسط نواجه ظاهرة قديمة متجددة، ظاهرة يعاد إنتاجها دون انقطاع، رغم المآسي التي تسببت بها هذه الظاهرة المريعة لشعوب هذه البلدان حتى الآن، إنها ظاهرة الحاكم المستبد بأمره المصاب بالنرجسية والتعالي والسادية والاستهانة بشعبه، المستبد المتمرد على شعبه والمتحكم برقاب سكان بلده والرافض لمبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان
وحقوق القوميات والعدالة الاجتماعية وحقوق المرأة والضارب عرض الحائط حتى الشريعة التي يتمسح بها، هذا المستبد الممارس لكل المظالم والغارق في الجهل والأمية السياسية والثقافية والفاقد لمعنى الثقافة والمنتعش بجدبها وبهدر كرامة الإنسان والمالئ لسجونه ومعتقلاته بالكثير والكثير جداً من أصحاب الرأي الآخر والعقيدة الأخرى. كما أن هذا الحاكم مستعد إلى استئصال من يقف بوجهه أو يطالب باحترام حقوقه شخصاً كان أم جماعة، فما أسهل عليه أن يقول للمنتفضين "سنستأصلكم عن بكرة أبيكم!"، كما قال الدكتاتور صدام مرة اقتل 2000 أو 3000 أو 10000 ولا ترتعش يدي!، إذ فعلها حقاً في الأنفال وحلبچة مثلاً "دون أن يرمش له جفن!".كم من حاكم لدينا يرى في نفسه أنه الأعقل بين حكام العالم وأكثرهم عدلاً ورقة وشعبية، ويرى الحكام الآخرين أقل موهبة وحكمة وعدالة منه وأقل هيبة منه لدى شعوبهم!كم من حاكم في هذه المنطقة من العالم، التي ظهر فيها المصلحون ومشرعو اللوائح القانونية والدساتير والأنبياء، مصاب بجنون العظمة وازدواج الشخصية وكل الأمراض النفسية الأخرى التي يمكن تشخيصها فيه من جانب علماء علم النفس الاجتماعي. كم من حاكم يسعى إلى أن يطأ بأقدامه القذرة رؤوس الناس الطيبين من بنات وأبناء شعبه ويريد من الناس أن تطأطئ له رؤوسها وتنحني إجلالاً له، وهو الفاسد والمنافق والحاقد. نحن أمام أناس يعتقدون أنهم ليسوا ملوكاً وأمراء وحكاماً في الأرض فحسب، بل هم وكلاء وأولياء الله على الناس، بل أن بعضهم يرى في نفسه إنه الله بعينه! إنه ملك الملوك وإله الآلهة كلهم! كم من سياسي، مدنياً كان أم عسكرياً، ثار على الملكية وأطاح بها عبر القوات العسكرية أو بأساليب أخرى بذريعة إعادة الحق إلى أهله ونصابه وممارسة العدل والإنصاف، ثم أصبح هو الملك المتوج وراح ينعت نفسه بأسماء لا أول لها ولا آخر ولا معنى لها مثل "ملك ملوك أفريقيا"، ثم تنتفخ أوداجه حين ينادي أحد رؤساء الدول العربية صاحبنا بهذا الاسم الذي لا يلائم سوى المجانين على أرض الواقع ونزلاء مستشفى الأمراض العقلية؟ كم من حاكم يعتقد بأنه لا يمكن أن يُعوض بغيره من فرط دهائه وحب الشعب له بسبب "إخلاصه" للوطن، فهو المتفرد وهو الأوحد والأمثل والأكمل، وعليه فلا بد له من أن يبقى على رأس السلطة مدى الحياة، وعلى الشعب أن يوقع له بالدم على ذلك. ومثل هذا الحاكم المستبد بأمره لا يريد أن يعي ويدرك بأنه لا يساوي في نظر شعبه وشعوب العالم شروى نقير، حتى أصبح البعض الكثير منهم أضحوكة لبقية حكام العالم كله وشعوب الكرة الأرضية، إنها "المأساة والملهاة" في آن واحد التي تعيشها أغلب شعوب منطقة الشرق الأوسط!لقد أسقط البعض منهم الملكية لينهي نظام السلالات الوراثية، وأقام الجمهورية، ولكنه بدأ بتكريس سلالته لتشكل نظاماً جديداً يمكن أن نطلق عليه "الجمهلكية" (الجمهورية الملكية)! وليفرض الاستبداد من جديد على رؤوس الأمة!كم من حاكم فاشي النهج والممارسة، يقف متحدياً العالم كله وشاتماً إياه وممزقاً اللائحة الدولية التي تنظم عمل الأمم المتحدة من على منصة الأمم المتحدة متحدياً شعوب ودول الأرض كلها، أو حاكم آخر يقسم بالطلاق في أنه سيستأصل قبيلة الحوثيين في "اليمن السعيد!" جداً، بدلاً من تأكيد أهمية حل المشكلات بالطرق السلمية التفاوضية، في وقت ترتفع أصوات المحتجين في الجنوب مطالبين بالانفصال عن المستبد بأمره بسبب تفاقم الفقر والبطالة والتمييز، وحاكم آخر في هذه المنطقة من العالم يتحدى العالم كله ويثير الناس ضد شعب فلسطين وقضيته العادلة بذريعة الدفاع عن قضية فلسطين ومحو إسرائيل من خلال تحدي الحقائق التاريخية بشأن الهولوكست ضد اليهود في ألمانيا وفي أوروبا التي نفذها النظام النازي والفاشي في ألمانيا في النصف الثاني من العقد الرابع من القرن العشرين وأثناء الحرب العالمية الثانية ومعسكرات الاعتقال التي أدت إلى قتل أكثر من خمسة ملايين إنسان من أتباع الديانة اليهودية، إضافة إلى عشرات ألوف القتلى من شيوعيين واشتراكيين وديمقراطيين مسحيين، وكذلك الكثير من بنات وأبناء قوميات سلافية والروما والسنتي (أي الغجر أو النوريين)، دون أن يكون له أدنى مبرر وأدنى سند حقيقي لمثل هذا الإنكار العدواني؟ يكفي هذا الحاكم أن يزور المعتقلات النازية في ألمانيا، ومنها: ساكسن هاوزن، بوخن فالد، داخاو ..، وغيرها، أو أوسشفتس في بولونيا أو غيرها في دول أوروبية أخرى ليتيقن مما يسعى إلى تكذيبه ويثير لشعوبنا في المنطقة المزيد من المشكلات التي هم في غنى عنها. ومن المفيد أن نشير هنا إلى أن مجموعة غير قليلة من العرب قد وجدت في هذه المعسكرات النازية الرهيبة. جاء في كتاب المستشرق الألماني "كيرهارد هب" الموسوم "العرب في المحرقة النازية ضحايا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram