علاء حسن في حفل زفاف أقيم في ضاحية خارج منطقة الدورة في العاصمة بغداد الأسبوع الماضي، استجابت فرقة "الجوبي" لطلبات الحاضرين، لأداء الدبكة على أنغام هلا ياصكر البيدة، وصدام اليضوي هلاله، مع إطلاق زخات من الرصاص الحي من بنادق البرنو الكلاشينكوف "نصف أخمص"،
بحضور رجال الصحوة، ومسؤولين في مجالس بلدية، فضلا عن ضباط من منتسبي الجيش الشرطة، تحول الحفل إلى تظاهرة من نوع خاص تطالب بإطلاق سراح المعتقلين، ومعظمهم من أقارب العريس الشاب الذي أبدى أسفه لغياب أبناء عمومته عن حضور حفل زفافه ـ لأنهم اعتقلوا قبل أيام قليلة، بعد تنفيذ عملية مداهمة اثر تفجير عبوة ناسفة على الطريق السريع .توسعت حلقة الجوبي وتصاعد إطلاق النار وسط هلاهل "الكادر النسوي" عندما غنت الفرقة "منين طلعت هالشمس مناك من العوجة" وعلى الإيقاع المتسارع ، انهالت اللعنات والشتائم على العملية السياسية ورموزها ، فطالت الجميع بلا استثناء ، بعض الحاضرين حاول اقناع المحتفلين بالابتعاد عن ترديد عبارات تعبر عن دوافع طائفية ومذهبية ، لأنها وبحسب اعتقاده لا تنسجم مع مشروع الصالحة الوطنية ومساعي الحكومة الحكومة، لتوسيع قاعدة المشاركة في العملية السياسية ، واحترام مبدأ التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع.حفل الزفاف كان سياسيا بامتياز ، ولم يكن هذا المظهر معروفا في زمن النظام السابق، ربما لأنه اليوم يعبر عن حرية التعبير، ولكن استخدام الرصاص وبكل تلك الكثافة، يكشف عن تحد من نوع آخر، يحتاج إلى عشرات السنين لاحتوائه أو في اقل تقدير لتغيير قناعات أصحابه بان لا عودة للديكتاتورية برصاص البرنو، وبجهود فرقة "الجوبي" المخلصة والحريصة على تلبية رغبات الجمهور، لأنها على معرفة كاملة بتوجهاته وميوله. لفرقة "الجوبي" ستراتيجية معينة لإحياء الحفلات، تبدأ بطرح جملة أسئلة تتعلق بمكان إقامة الحفل في منطقة ساخنة أو في أخرى تشهد استقرارا امنيا نسبيا، وماذا يعمل أبو العريس، واسم عشيرته ، وبمعنى أدق التوصل إلى معرفة المذهب، وفي ضوء ذلك تقرر الفرقة مفردات المنهاج وما يتضمن من وصلات غنائية لا علاقة لها بأناشيد النظام السابق ، وأهزوجة "يامحلا النصر بعون الله" وبالتأكيد أن حفلا من هذا النوع سيكون خاليا من إطلاق الرصاص، وهذه الفعالية سيتولى مهمتها المحتفلون، لان الفرقة عندما تتوجه إلى مناطق مستقرة امنيا تترك أسلحتها خشية اكتشافها من أجهزة الكشف عن المتفجرات .خارج مناطق الدورة وأبي غريب واليوسفية والرضوانية تكون فرقة الجوبي مستعدة لأداء وصلات غنائية من نوع آخر، تعبر عن تماسك وحدة الشعب العراقي ، وتشيد بتحقيق الانتصار على الإرهاب، ودحر مخططات التكفيريين والصداميين وفلولهم، وعلى إيقاع الدبكة، ترتفع الأصوات مباركة الأداء الحكومي ، وتحقيق الإصلاح، على عناد كل حاقد .
نص ردن: "جوبـــي" الإصــلاح
نشر في: 13 يوليو, 2012: 07:44 م